كشف استطلاع جديد للرأى أجرته مؤسسة زغبى لخدمات الأبحاث أن المصريين منقسمون بشدة وأن كثيرين منهم لا يثقون فى أى من الجماعات السياسية الرئيسية الأمر الذى يخلق أزمة أمام الدولة فى سعيها للبناء على ثورة 2011.
وقال 28% فقط ممن أدلوا بآرائهم إن انتخاب الرئيس الإسلامى محمد مرسى فى يونيو 2012 كان إيجابيا أو على الأقل نتيجة لانتخابات ديمقراطية يحترمونها. وهذه النسبة تمثل نصف أغلبية نسبتها 57% رأت قبل نحو عام أن انتخابه إيجابى أو نتيجة انتخابات يحترمونها.
وحصلت جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفى المتحالف معها على ثقة 30% ممن أدلوا بآرائهم فى الاستطلاع الذى أجرته مؤسسة زغبى التى مقرها واشنطن بينما حصلت جبهة الإنقاذ الوطنى وحركة شباب 6 أبريل المعارضتان معا على ثقة 34%، ولم يسأل الاستطلاع عن نوايا المشاركين بشأن التصويت فى الانتخابات.
غير أن 39% من بين خمسة آلاف شخص شاركوا فى الاستطلاع الذى أجرى على مدى خمسة أسابيع انتهت فى 12 مايو قالوا إنهم لا يثقون فى أى من جماعة الإخوان المسلمين أو حزب النور أو جبهة الإنقاذ الوطنى أو حركة شباب 6 ابريل وعبروا عن استيائهم تجاه مرسى قبل احتجاجات من المقرر تنظيمها فى الذكرى الأولى لتنصيبه فى 30 يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسة مبكرة لكنهم فى الوقت نفسه لم يعبروا عن ثقة بدرجة تذكر فى بدلاء محتملين لقيادة البلاد.
وقال القائمون على الاستطلاع إن أكثر من 90% ممن عرفوا أنفسهم على أنهم مؤيدون للأحزاب الإسلامية يشعرون بأنهم أفضل حالا مما كانوا عليه قبل نحو خمس سنوات بينما يرى أكثر من 80% من المرتبطين بالمعارضة ومن يشعرون باستياء من جميع القوى أنهم أسوأ حالا.
وأضافوا: "وفى الوقت الذى لا يزال فيه الأمل قائما لدى الأغلبية الساحقة من المرتبطين بالأحزاب الإسلامية فى بشائر ثورات الربيع العربى يقول باقى المجتمع الآن إنهم محبطون".
وقال جيمس زغبى رئيس المعهد العربى الأمريكى إن الإسلاميين وصلوا إلى السلطة من خلال تعبئة التأييد لهم فى حين لم يفعل الآخرون ذلك، لكنه أضاف أن حملة "تمرد" التى تدعو لاحتجاجات 30 يونيو يمكنها الآن تنشيط المعارضة العلمانية.
وأضاف: "قاعدة (الإسلاميين) لم تكن فى أى وقت كبيرة جدا، كانت فقط أكثر انضباطا وأفضل تنظيما، "وقال "هذا هو السبب فى أن حركة تمرد ربما تحدث فرقا بالفعل على المدى البعيد بإيجاد مستوى مختلف من التنظيم".
وأظهر الاستطلاع أزمة قيادة حيث لم ير أكثر من ثلث المشاركين فيه فى أى من ثمانية من تسعة شخصيات قيادية بينها مرشحون سابقون للرئاسة زعماء يتمتعون بالثقة، والوحيد من التسعة الذى جذب أغلبية نسبتها 60% هو المذيع التلفزيونى الساخر باسم يوسف الذى يعرف بأنه "جون ستيوارت مصر".
ونال الجيش كمؤسسة مستوى ثقة نسبته 94% وهى درجة ثقة مشتركة بين كل الجماعات، وبسؤال المشاركين فى الاستطلاع عن أداء حكومة مرسى فى مجالات الاقتصاد والرفاهية الاجتماعية والأمن وحقوق الإنسان وصل "غير الراضين" إلى أكثر من ثلاثة مقابل واحد. و"الراضون" هم بالأساس مؤيدون للإسلاميين.
وبخصوص ما يعتقدون أنه ينبغى أن يحدث الآن لحل مشاكل مصر أيد 64% إلغاء الدستور و52% إجراء انتخابات برلمانية فورا وهما خياران رفضهما بشدة مؤيدو الأحزاب الإسلامية.
وأيد نحو 60% من غير الإسلاميين عودة مؤقتة لحكم الجيش فى حين عارض ذلك الإسلاميون كلهم تقريبا. وكشف الاستطلاع عن أن الاقتراح الوحيد الذى نال أغلبية ساحقة من الجميع هو "حوار وطنى حقيقى".
وقال جيمس زغبى: "سيكون على الناس أن يدركوا أنه لن يكون هناك سيناريو غالب ومغلوب." وأضاف "سوف يتعين أن يكون هناك حل يرضى جميع الأحزاب فى نهاية المطاف، لكن الوصول إلى ذلك لن يكون سلسا. سوف نرى بعض الأيام الصعبة".
استطلاع: المصريون منقسمون بشدة والكثيرون منهم محبطون وفاقدون للثقة
الإثنين، 17 يونيو 2013 09:56 م