استيقظت عقولنا على وهـــم تلقائى يسمى "العملية التعليمية "..وتـــم الاستسلام لها لأكثر من سبعة عشر عاما أملا فى خروج أجيال قادرة على حمــــل "المستقبل"...لكن هل حملنا الأمــــانة حقا؟!
أعلم أن الإجــــابة جاهزة لدينا....وهى...مالنا أن نفعل أكـــثر ؟؟!....المواطن العربى فقد الاستقلالية فى أهم أموره....كيف له أن يحمل إجابة على واقع سُلب منه...فقد أولويات عقله...لا قـــدرة لا تميز ولا استنتاج...إلا جمع يسير هو من اهتم بذلك..التكدس السىء للمنهج التعليمى عند العرب جعلهم أمـــــــــة تعيش ليومها فقط...تحمد وتشكر دون عبادة إضافية....والأفضل إن طبقت ما أمر به الله رسوله الكريم...أن اقـرأ... نحن نرددها دون حفاظا للوصية كاملة....وما قاله السابقون...."
وقَدْرُ كلِّ امرئ ما كان يُحْـسِنُه..... والجَاهِلُون لأهْل العلم أعَداءُ
.فإن كانت العملية التعليمية لم تشبع رغباتنا الثقافية والإدراكية...لما لا نعدلها ؟
التعديل قد يكون فى القـــــــراءة...بـــل مؤكــــــد هى القــــــــراءة...وهذا ما لا يحدث فى بلدان العــــرب.. ووفقا لإحصائيات التنمــية..أن المواطن العربى يأتى فى نهاية قوائم القراءة العالمية حيث أن المواطن الإنجليزى يقرأ ما يعادل 35 كتاب سنويا...والمواطن الألمانى 18 كتاب والمواطن الأمريكى 11 كتاب وأخيرا للأسف المواطن العربى....يقرأ 80 مواطن عربى كتاب واحد فى العــام أى أن كل مواطن تقريبا يقرأ ربع صفحة سنويا... لذلك نسبة القراءة العربية 4% سنويا مقارنة بالقراءة فى المجتمع الأوربى.. وثقافة مواطن أوروبى واحد تعادل..28 ألف مواطن عربى.
أضف إلى جانب ذلك تراجع حركة التـــرجمة للمراجع والثقافات الأخرى التى هى الركن الأساسى لإرتباط المواطن العربى بالمجتمعات الغربية...أصبحت أكثر سوءا نتيجة لعزوف القارىء...وكذلك المترجم الذى رأى أن بضاعته الثقافية كسدت....على عكس مما كانت عليه حضارة المسلمين حتى العهد العباسى فهو أكثر الحقب التاريخية التى شهدت حركة علمية واسعة فى عهد الخليفة المــــأمون رحمه الله فمن حينها إلى الآن لم يُترجم العرب سوى عشرة آلاف كتاب فقط.....ويساوى ما تترجمة أسبانيا فى سنة.....وعشر ما تترجمة اليـــابــــان أيضا
فإن كان الإصلاح داخل العملية التعليمية التى تتسم بالإلزام بعض الشىء مازال غائبا....فكيف لنا أن نبرمج عقول المواطنين على إلزامية القـــــــــراءة...يبرر البعض أن دخل المواطن الغربى يفوق دخل المواطن العربى بمراحل...لذلك لديه القدرة على شراء الكتب.....هى معلومة غير صحيحة فهناك أيضا تدنى فى مستوى الدخل ووجود المشكلات ما بين المأكل والمسكن والقروض وغير ذلك....لكن هذا لم يمنع أغلبهم من القـــــــــراءة....
أنا أرى أن هنـــــــــاك أسلوبا أخر يسمى "التعليم الذاتى "....أن يتم توجيه الطالب وفقا لميوله..وعلى هذا الأســــاس يتابع القراءة مع الإرشاد الزائد.....والأفضل إن تابع كل معلم فصلا واحد بكل مدرسة
فتُعرض أمام الطلاب الكتب...ويلزمون بقراءتها...وتتم مناقشة شهرية للمحتوى وتبسيط ما لم يفهمه الطـــالب...وتظل تلك المرحلة من المتابعة حتى نهاية المرحلة الثانوية حينها سيعتاد الطالب على القراءة وحسن الإختيار وتعويض ما فُرض عليه من معلومات بسيطة ومغلوطة أيضا...
فى تلك السنوات سيتمكن من اختيار الكلية المنـــاسبة وفقا لميوله وإدراكه... وهذا ما يحدث بعض الشىء فى المجتمع اللبنانى لذلك الحركة الثقافية والقراءات الأجنبية عندهم متقدمة مقارنة بالبلاد العربية الأخرى وحين نبلغ تلك المرحــــــــلة لن تكون لدينا أى رغبة لمغادرة أوطاننا....ونصيحة أخيـرة...."تمهل يا قـارئ المستقبل حين تقرأ".
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
samah mostafa
للقراءة اهمية خاصة يجب ان نحافظ عليها
مقال رائع يستحق الاشادة به تحية لصاحبة المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
خلود محمد
أين نحن من القراءة !!
عدد الردود 0
بواسطة:
Mostafa Alahwani
Self-Education