البعض يظنُّ أننا نؤيد الرئيس على طول الخطِّ، وأنَّ وقوفنا ضد الفوضَى المزعومة يوم 30 يونيو هو دعم للإخوان ومساندة للرئيس مرسى، وهذا مفهوم خاطئ وافتراء.. لأنَّنا- أولاً- لا ندور فى فلك الرئيس ولا حزبه الحاكم، وإنما نلتفُّ حول الوطن، وندافع عن الشرعية، ونسعى لحماية الثورة التى يريد البعض هدمها وتلويث سمعتها، الواجب الوطنى يدعونا جميعًا أن نحافظ على الدولة من الانهيار، ونحمى الثورة من الانكسار، ونعمل على نهضة وتقدُّم الوطن.. هذا الواجب الوطنى هو الذى يدفع الأحزاب الإسلامية إلى المبادرة فى النزول للشارع عبر فعاليات ومليونيات جماهيرية فى الشوارع والميادين بداية من 21 يونيو أمام مسجد رابعة العدوية فى ظلِّ تهديدات كارهى الثورة والمناوئين للمرجعية الإسلامية القيام بموجات عنف وتخريب وقطع طرق والإضرار بمصالح المصريين وجرِّ البلاد إلى فوضى.. كل ذلك يدفعنا للتحرُّك السريع لحماية بلادنا قبل حماية الرئيس.
وكان الواجب على الجميع بعد الثورة أن يسعوا لترسيخ التجربة الديمقراطية وتداول السلطة ليس حبًّا فى مرسى والإخوان إنَّما رغبة فى نهضة مصر وسلامتها، وحفاظا على الأجيال القادمة التى يجب أن تعرف طريقها نحو الديمقراطية والتداول الآمن للسلطة، لابدَّ أن يعلم الجميع أن الصندوق الانتخابى هو الوسيلة الوحيدة لتغيير رئيس البلاد، لكن فى الوقت نفسه من حق الجميع التعبير عن آرائهم بالوسائل السلمية بلا عنف.. ونحن مازلنا ننادِى المعارضين: تعالوا نتحاور من أجل مصلحة الوطن، تعالوا نتفق- إذا اختلفنا- أن نلجأ لآليات الديمقراطية الرافضة للعنف، تعالوا نُفعِّل وثيقة نبذ العنف التى أصدرها شيخ الأزهر؛ فلا نشارك فى عنف ولا نعطى غطاءً سياسيًّا للمشاركين فيه.. عارضوا الرئيس كما شئتم لكن بوسائل سلمية، إذا كنتم تدَّعون حصولكم على توقيع 20 مليون مواطن رافض للرئيس فهذا مدعاة للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة وتحقيق أغلبية كاسحة، ومن ثَمَّ تشكيل حكومة وتعديل دستور، بل وسحب الثقة من الرئيس عبر البرلمان.. لكن أن تقفزوا على السلطة وتستولوا عليها فهذا مرفوض لأنَّ هذه الأعمال تؤدِّى إلى فوضى واشتباكات ثم دماء.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مؤمن
لا يا شيخ . . . والنبي؟