محمد صلاح نجم لمع اسمه بسرعة البرق فى الملاعب المصرية قبل أن يتم عامه الحادى والعشرين، كموهبة فذة يمتلك مقومات اللاعب المثالى من المهارة الفردية والسرعات الفائقة والاختراقات والقدرة على هز الشباك، وقاد منتخب الشباب إلى مونديال كولومبيا 2011، وساعد فى تأهل الفراعنة إلى دور الـ16 للبطولة قبل الخروج على يد الأرجنتين، بنتيجة 1/2، أحرز صلاح هدف الفراعنة الوحيد، ثم ساهم فى تأهل المنتخب الأولمبى إلى أولمبياد لندن 2012، بعد غياب استمر طيلة 20 عاماً، ونجح مع المنتخب الأولمبى فى التأهل لدور الثمانية للأولمبياد قبل الخروج المشرف على يد اليابان.
لم تتوقف طموحات صلاح عند الملاعب المصرية، بل طموحه كلاعب محترف وثقته الزائدة فى نفسه قادته إلى الملاعب الأوروبية من بوابة بازل السويسرى، والذى ساهم فى فوزه بالدورى السويسرى ومن قبلها المشاركة فى الدورى الأوروبى "يورباليج" وكان له دور فى إقصاء توتنهام الإنجليزى من الدور ربع النهائى وأحرز هدف فى مرماه، وصعد ببازل للدور نصف النهائى قبل توديع البطولة على يد العملاق الإنجليزى "تشيلسى"، ونجح فى هز شباك الأسطورة بيتر تشيك، ولقبته الجماهير السويسرية بـ"الفرعون الصغير".
كان لصلاح لمسة واضحة مع المنتخب الأول، خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم بالبرازيل 2014، حيث يعد أبرز نجوم المنتخب الوطنى، والذى راهن عليه الأمريكى بوب برادلى المدير الفنى للمنتخب ودفع به على حساب الكثيرين من كبار الكرة المصرية فى الفترة الأخيرة ونجوم الجيل الذهبى للكرة المصرية، الذين حققوا ثلاث بطولات أمم أفريقية متتالية أعوام 2006 و2008 و2010، ويعول عليه برادلى الكثير لفك الشفرات الدفاعية فى المباريات الصعبة وتحقيق الفوز للفراعنة، وهو ما لم يخيب الظن به وكان اختياره فى محله.
صنع صلاح "دويتو" أكثر من رائع مع فنان الكرة المصرية وأمير قلوب الجماهير، محمد أبو تريكة، حيث ظهرت أثر لمساتهما سوياً فى ترجيح الكفة الهجومية للمنتخب الوطنى ومساهمتهما فى تحقيق فوز الفراعنة بالخمس مباريات التى خاضوها بالتصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال وتحقيق العلامة الكاملة بالحصول على 15 نقطة من أصل 5 مباريات وهو ما لم يحدث من قبل، إضافة إلى نجاح الفراعنة فى التغلب على عقدة الفوز خارج الأرض وحقق ثلاثة انتصارات خارج ملعبه من أصل 5 انتصارات.
نجح صلاح فى الحصول على هداف التصفيات الأفريقية برصيد 5 أهداف مقاسمة مع مهاجم المنتخب الجزائرى إسلام سليمانى، وجاءت أهدافه خلال مشوار التصفيات بثلاثة "هاتريك" فى زيمبابوى وهدف فى موزمبيق وآخر فى غينيا الإستوائية.
باتت الجماهير المصرية تعلق آمالها على صلاح فى التأهل إلى مونديال البرازيل والتى غابت عليه لمدة 23 عاماً منذ مونديال 1990، لاسيما أن المنتخب كان على بعد خطوة من بلوغ مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، قبل أن يخطف المنتخب الجزائرى بطاقة التأهل فى المباراة الفاصلة بين المنتخب بأم درمان فى السودان.
صلاح أصبح محطة أنظار العديد من الأندية الأوروبية التى تطمح فى التعاقد معه، نظراً لمستواه اللافت للنظر فى صفوف بازل السويسرى ومشاركاته المستمرة مع المنتخبات الوطنية الثلاثة بداية من منتخب الشباب ووصولاً إلى المنتخب الأولمبى ثم المنتخب الأول، وأصبح من الأعمدة الرئيسية لتشكيلة الفراعنة فى كل المباريات وتميمة حظ الكرة المصرية.
من أبرز تصريحات صلاح، التأهل للمونديال حلم كل مصرى كونه ربما يكون الفرصة الأخيرة للجيل كامل من اللاعبين أعطى الكره المصرية الكثير ولابد أن نقاتل من أجل هذا الحلم.
وعن انسجامه مع محمد أبو تريكة قال صلاح، رغم أنى لم ألعب كثيراً مع تريكة، إلا أن الانسجام بيننا كبير، وهو لاعب يسهل مهمة من يلعب بجواره دائماً، والسر هنا فى أبو تريكة نفسه، بدليل أنه انسجم سريعاً مع لاعبى فريق بنى ياس الإماراتى عندما لعب معه لفترة قصيرة، ولكنه ساهم بدور كبير مع الفريق، وهنا تظهر قيمة أبو تريكة الذى يساعد كل اللاعبين فى الملعب، فهو لاعب كبير بالفعل، وله دور كبير مع المنتخب المصرى سواء داخل الملعب أو خارجه.
صلاح.. حامل آمال المصريين إلى البرازيل 2014.. وتميمة حظ الكرة المصرية.. هداف التصفيات الأفريقية.. راهن عليه برادلى وتفوق على نجوم الجيل الذهبى.. وعمالقة أوروبا تطارده
الأحد، 16 يونيو 2013 11:13 م