بولا حنا يكتب: يوم الامتحان

الأحد، 16 يونيو 2013 12:34 م
بولا حنا يكتب: يوم الامتحان صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المشهد مهيبا..عشرات التلاميذ فى طوابير طويلة تتعرج بتعرج سلالم المدرسة والحدث الأهم أنه يوم الامتحان، يقف الطلاب ليرددوا آيات من القرآن وآخرون يحملون صور رموز دينية مسيحية، وفى أداء صادق ننظر إلى السماء مرددين "يا رب يا رب".

أذكر أنى كنت أغمض عينى إلى أن يتم وضع ورقة الأسئلة أمامى، آخذ نفسا عميقا وأفتحها لأبتهج "غالبا".. أذكر أننى لم أعان كثيرا فى إيجاد حل لسؤال ما، بالرغم من التوتر العظيم الذى كان يصحب هذه الطقوس، وكأن الامتحانات هذه سوف يتوقف عليها ليس حياتى، وحياة أسرتى فقط بل وحياة المدرس أيضا.

كان هذا فى المرحلة الابتدائية والإعدادية حينما كان المجتمع يقيس مدى نجاحنا فى حياتنا بدراستنا، فإذا كنت متفوقا فى الرسم أو الموسيقى مثلا فعليك أن تتوقف عن هذا العبث وتوجه أنظارك إلى دروس اللغة العربية أو الرياضيات لأنها المستقبل.
الحقيقة إننى بعد مرور ما يقرب من عشرة أعوام على خروجى من مدرسة الإعدادية أصبحت الدراسة لا تقل سوءا عما كانت فى "ابتدائيتى"، أصبحنا نمتحن بلا دراسة، مقياس ذكائك هو مدى فهمك لعقلية مدرس المادة أو تنبؤك بالامتحان من دراستك لامتحانات الأعوام السابقة، وإذا كنت فى كلية نظرية فيجب أن تركز اهتمامك على المراجع وخاصة من كان الأقل صفحات والمختصر، ولا تنس أن الخط الجميل وترتيب الورقة قد يعطيك "نعمة" فى عينى المصحح والكتابة "الرغى" الكثيرة قد تنفعك، ودرجات الرأفة وضعت كأنها بوق النجاة من غرقة إعادة العام، ما زال الطالب يكتب كل ما يعرفه عن المنهج فى ورقة الإجابة، ولكن لم يعد هناك ما يسمى بالمعلم.. ولا يوجد ما يسمى بالتعليم.. ولا أعرف شيئا عن ما يسمى بالـ "يقين".. ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة.. الامتحان.

أنظر إلى منظومة التعليم الآن، أعتقد أنها أصبحت السبب الأول فى الفساد الأخلاقى والاجتماعى الموجود حاليا، منذ ضياع هيبة المعلم وبدأ كل سدود الاحترام فى الانهيار، منذ ضياع معنى التعليم وأصبحت كل كتب الاستفادة فى الإغلاق، أصبح على الشاب الذى يريد بالفعل أن يتعلم شيئا جديدا فى حفر طريق بنفسه ليصل إلى مراده، ما زلت أتذكر مقولة شهيرة سمعتها فى إحدى جلسات الحوار حين قالت صاحبتها "المشكلة فى التعليم مش فى الجهل".

أعتقد أن التعليم الآن أصبح نكسة حقيقية، يجب على المنظومة التعليمية أن ترفع شعارا جديدا... ما زلت أحلم بيوم انتهاء "موسم" الدش والتسميع، يوم يكف الطالب عن مقولات "إن مش فاكر حاجة" و"الدكتور مقلش كدا".
موسم لا أعود يسعى فيه الطالب لاختراع "برشام" ليعبر به المادة القادمة ولا نسمع فيه من المعلم "هعلملك على الكراسة بالأحمر".
خلاصة القول... علينا بالتخلص من نظام جعل التعليم مسرحية هزلية فى نصفه الأول وتراجيدية فى نصفه الأخير... لخلق نظام جديد شعاره "افهم ثم عبر عما فهمته".








مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام

التعليم

المقالة دى بجد تحفة موووووووووت

عدد الردود 0

بواسطة:

سالي

كلام صحيح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة