الكاتب الأمريكى توماس فريدمان: "عاصرو الليمون" يشعرون بخيانة الإخوان لهم.. ومن يعتقد أن بإمكانه حكم مصر وحده يخدع نفسه.. والمصريون يحتاجون إلى حكومة "وحدة وطنية".. ومرسى مازال يحظى بدعم الريف

الأحد، 16 يونيو 2013 11:31 ص
الكاتب الأمريكى توماس فريدمان: "عاصرو الليمون" يشعرون بخيانة الإخوان لهم.. ومن يعتقد أن بإمكانه حكم مصر وحده يخدع نفسه.. والمصريون يحتاجون إلى حكومة "وحدة وطنية".. ومرسى مازال يحظى بدعم الريف توماس فريدمان
كتبت - إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث الكاتب الأمريكى توماس فريدمان عن المشكلات التى تواجهها مصر وعلى رأسها نقص الوقود، والذى أثر بدوره على الكهرباء، مما أدى لارتفاع أسعار الغذاء وحتى الخبز المدعوم وهى الأزمات الناتجة بالأساس عن تقلص احتياطى النقد الأجنبى فى البلاد.

ويواصل الكاتب المخضرم فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"، رصد مشكلات مصر، مشيرا إلى الشوارع غير المرصوفة والممتلئة بالمهملات، ويضيف أنه كما لو أن كل مشكلات مصر ليست كافية حتى أضافت الطبيعة مزيد من الضغوط حيث شهدت البلاد موجة حارة نهاية الشهر الماضى.

ويتابع أن ضغوط المناخ والمياه والطعام والسكان تتشابك حاليا مع غيرها من الضغوط السياسية والاقتصادية بطريقة تتحدى أفضل القادة، لافتاً إلى تصدر مشكلة سد النهضة الأثيوبى لعناوين الصحف المصرية، منذ قرابة أكثر من أسبوع، مضيفاً أن أزمة مياه النيل ربما تكون الخيار الوحيد المفتوح أمام الرئيس محمد مرسى.

ويرى "فريدمان" أن الذين صوتوا لمرسى من غير الإسلاميين، "عاصرى الليمون"، كان هدفهم من انتخاب مرشح الإخوان هو عدم التصويت للفريق أحمد شفيق، باعتباره يمثل النظام السابق، فضلاً عن ثقة البعض فى وعود "مرسى".

ويقول الكاتب إنه عندما نتحدث إلى أولئك من "عاصرى الليمون"، من الليبراليين والمحافظين والقوميين الذين يشكلون المعارضة، يمكن أن تشعر بكراهية واضحة لجماعة الإخوان المسلمين والإحساس القوى بسرقة الثورة وخداع "عاصرى الليمون" والفقراء الذين صوتوا للجماعة، بينما فشلت هى فى إصلاح البلاد أو المشاركة فى السلطة، منشغلين بالهيمنة على مقاليد الدولة.

وتابع "فريدمان" قائلاً: "إنه على الرغم من أن حملة تمرد التى استطاعت أن تجمع أكثر من عشرة ملايين توقيع حتى الآن لسحب الثقة من مرسى، إلا أن الرئيس لا زال يحظى بدعم الريف".

وأوضح أنه خلال زيارته لمصر سعى للإجابة على سؤال بشأن ما يجب القيام به مع مثل هذه الفوضى التى تشهدها البلاد، غير انه لم يلجأ إلى السياسيين بل ركز على الحديث مع مجموعات صغيرة من نشطاء البيئة، الذين شارك بعضهم فى ثورة يناير 2011، والذين كانت إجابتهم أن مصر فى حاجة إلى ثورة.

ويشير إلى أنه يبدو أن ما حدث قبل عام هى لعبة الكراسى الموسيقية وليست ثورة، ففى البداية حل الجيش بدلا من مبارك مستغلاً طاقة الشباب الذى قاد الاحتجاجات، ثم حل الإخوان المسلمين محل "المجلس العسكرى"، والآن تسعى المعارضة لإسقاط الإخوان.

ويرى الكاتب الأمريكى أن الحقيقة التى يجب أن يعرفها الجميع، شباب وجيش وإخوان، أن من يعتقد أن بإمكانه حكم مصر وحده دون الآخرين فإنه يخدع نفسه.. ويؤكد على حاجة مصر إلى حكومة وحدة وطنية وحاجة المصريين الماسة إلى "عملية سلام"، ليس مع إسرائيل، وإنما مع بعضهم البعض.

ويمضى بالقول إن على كل شخص أن يتحمل مسئولية إيجاد أرض مشتركة مع الآخر، بدلا من السعى إلى الاستيلاء، وهذه هى الثورة الثقافية الحقيقية التى تحتاجها مصر لتحيا من جديد.

ويخلص فريدمان إلى أن الأزمة التى تمر بها الصحوة العربية الآن هى أن بعض الفصائل تعتقد أنه بإمكانها القيام بكل شىء وحدها، فيما البعض القليل هم من يفكرون فى الصالح العام وكيفية الوصول معا للأفضل، ويشير إلى أن سوريا تعد النسخة الأكثر تطرفا لهذا المرض، فيما تكافح مصر وليبيا وتونس واليمن ضد هذه القضية.

ويختم قائلاً: "إنه ما هو مختلف بالنسبة لمصر، هو أنها محتشدة بالشباب الموهوب الذى يعى أن مصر بحاجة إلى خطة مستدامة شاملة وطويلة الأجل للتجديد الوطنى، كما يفهموا أيضا خطأ أولئك الذين يقولون إن العرب جربوا كل شىء، الناصرية والاشتراكية والشيوعية والبعثية والليبرالية والأسلمة، ولكن لم ينجح شىء".

ويرى "فريدمان" أن هناك شيئا وحيدا لم يجربه العرب وهو "السلوك البيئى"، ويوضح أن السبيل الوحيد لمصر وغيرها من بلدان الصحوة العربية للحصول على ديمقراطية مستدامة مع اقتصاديات مستدامة هو رفع مستوى الأخلاق البيئية إلى مركز التفكير السياسى، دون لعبة الكراسى الموسيقية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة