الصحف الأمريكية: الإخوان ينضمون للخطاب الطائفى بين السنة والشيعة فى ظل فشلهم فى مصر.. ديفيد اجناتيوس: يجب أن تبنى أمريكا إستراتيجيتها فى المنطقة على دعم قوى الاعتدال
الأحد، 16 يونيو 2013 12:16 م
إعداد ريم عبد الحميد و إنجى مجدى
نيويورك تايمز
فريدمان: ثورة يناير مجرد لعبة كراسى موسيقية..
تحدث الكاتب الأمريكى توماس فريدمان عن المشكلات التى تواجهها مصر وعلى رأسها نقص الوقود الذى أثر بدوره على الكهرباء وارتفاع أسعار الغذاء وحتى الخبز المدعوم وهى الأزمات الناتجة بالأساس عن تقلص احتياطى النقد الأجنبى فى البلاد.
ويواصل الكاتب المخضرم فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، رصد مشكلات مصر، مشيرا إلى الشوارع غير المرصوفة والممتلئة بالمهملات، ويضيف أنه كما لو أن كل مشكلات مصر ليست كافية حتى أضافت الطبيعة مزيدا من الضغوط، حيث شهدت البلاد موجة حارة نهاية الشهر الماضى.
ويتابع أن ضغوط المناخ والمياه والطعام والسكان تتشابك حاليا مع غيرها السياسية والإقتصادية بطريقة تتحدى حتى أفضل القادة. وتتصدر مشكلة سد النهضة الأثيوبى، منذ قرابة أكثر من أسبوع، عناوين الصحف.
ويرى فريدمان أن أزمة مياه النيل ربما تكون الخيار الوحيد المفتوح أمام الرئيس محمد مرسى، الذى تسببت حكومته فى إحباط للمصريين. فلقد صوت الكثيرون من غير الإسلاميين، عاصرو الليمون، لمرسى رغبة منهم فى عدم التصويت للفريق أحمد شفيق، بصفته يمثل النظام السابق، كما وضع البعض ثقته فى وعود مرشح الإخوان المسلمين.
ويقول الكاتب، إنه عندما نتحدث إلى أولئك من عاصرى الليمون اليوم، الليبراليين والمحافظين والقوميين الذين يشكلون المعارضة، يمكن أن تشعر بكراهية واضحة لجماعة الإخوان المسلمين والإحساس القوى بسرقة الثورة وخداع عاصرى الليمون والفقراء الذين صوتوا للجماعة بينما فشلت هى فى إصلاح البلاد أو المشاركة فى السلطة، منشغلين بالهيمنة على مقاليد الدولة.
وأشار إلى حملة تمرد التى استطاعت أن تجمع أكثر من عشرة ملايين توقيع حتى الآن لسحب الثقة من مرسى، وعلى الرغم من أنه لا يزال يتمتع بدعم الريف، لكن حتى هذا يمكن أن يصبح سيئا جدا.
ويقول فريدمن، إنه خلال زيارته لمصر سعى للإجابة على سؤال بشأن ما يجب القيام به مع مثل هذه الفوضى التى تشهدها البلاد، غير أنه لم يلجأ إلى السياسيين بل ركز على الحديث مع مجموعات صغيرة من نشطاء البيئة، الذين شارك بعضهم فى ثورة يناير 2011، والذين كانت إجابتهم أن مصر فى حاجة إلى ثورة.
ويشير إلى أنه يبدو أن ما حدث قبل عام هى لعبة الكراسى الموسيقية وليست ثورة. ففى البداية حل الجيش بدلا من مبارك مستغلا طاقة الشباب الذى قاد الاحتجاجات، ثم أطاح الإخوان المسلمون بجنرالات المجلس العسكرى، وها المعارضة تسعى لإسقاط الإخوان.
ويرى الكاتب الأمريكى أن الحقيقة التى يجب أن يعرفها الجميع، شباب وجيش وإخوان، أن من يعتقد أن بإمكانه حكم مصر وحده دون الآخرين فإنه يخدع نفسه. ويؤكد على حاجة مصر إلى حكومة وحدة وطنية وحاجة المصريين الماسة إلى "عملية سلام"، ليس مع إسرائيل، وإنما مع بعضهم البعض.
ويمضى بالقول أن على كل شخص أن يتحمل مسئولية إيجاد أرض مشتركة مع الآخر، بدلا من السعى إلى الاستيلاء، وهذه هى الثورة الثقافية الحقيقية التى تحتاجها مصر لتحيا من جديد.
ويخلص فريدمان إلى ان الأزمة التى تمر بها الصحوة العربية الآن هى أن بعض الفصائل تعتقد أنه بإمكانها القيام بكل شىء وحدها، فيما البعض القليل هم من يفكرون فى الصالح العام وكيفية الوصول معا للأفضل. ويشير إلى أن سوريا تعد النسخة الأكثر تطرفا لهذا المرض، فيما تكافح مصر وليبيا وتونس واليمن ضد هذه القضية.
ويختم قائلا إنه ما هو مختلف بالنسبة لمصر، هو أنها محتشدة بالشباب الموهوب الذى يعى أن مصر بحاجة إلى خطة مستدامة شاملة وطويلة الأجل للتجديد الوطنى. كما يفهموا أيضا خطأ أولئك الذين يقولون أن العرب جربوا كل شىء، الناصرية والاشتراكية والشيوعية والبعثية والليبرالية والأسلمة، ولكن لم ينجح شىء.
ويرى فريدمان أن هناك شيئا وحيدا لم يجربه العرب وهو "السلوك البيئى"، ويوضح أن السبيل الوحيد لمصر وغيرها من بلدان الصحوة العربية للحصول على ديمقراطية مستدامة مع اقتصادات مستدامة هو رفع مستوى الأخلاق البيئية إلى مركز التفكير السياسى، دون لعبة الكراسى الموسيقية.
الحكم على موظفى المنظمات غير الحكومية فى مصر "مهزلة قضائية"..
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحكم، المدفوع سياسيا، على 43 من موظفى المنظمات غير الحكومية بأحكام تتراوح ما بين السجن سنة وخمسة سنوات، بعث برسائل قاسية للمصريين الذين يرغبون فى العمل من أجل التغيير الديمقراطى.
وتضيف فى افتتاحيتها، الأحد، أن تلك الرسائل شملت أيضا بلدان مثل الولايات المتحدة التى التزمت بأن تكون شريك مصر فى استقرار المنطقة وإحياء الاقتصاد وإقامة المؤسسات الديمقراطية.
وتقول الصحيفة إن الحكم يمثل مهزلة قضائية، لذا ينبغى على الرئيس مرسى ممارسة سلطته الرئاسية للعفو عنهم، فإنه يعلم أن القانون الذى تم محاكمة موظفى هذه المنظمات بمقتضاه، معيب للغاية حتى أن حزبه الحرية والعدالة اقترح بدلا، لكن حتى هذا البديل الذى يجرى مناقشته أمام مجلس الشورى لا يرقى إلى مستوى المعايير الدولية لحقوق الإنسان ويحتاج إلى التعديل.
وترى نيويورك تايمز أن إدانة وزير الخارجية جون كيرى للحكم، ليست كافية بل هناك حاجة لرد أقوى كثيرا من الولايات المتحدة. إذ ربما يكون الحكم سببا لأن تعيد واشنطن النظر فى علاقتها مع مصر، التى جنح تحولها الديمقراطى بعيدا.
وقد كان من المقلق أن يوافق كيرى، الشهر الماضى، على منح مصر المساعدات السنوية البالغة 1.3 مليار دولار، على الرغم من فشلها فى تلبية المعايير الديمقراطية بتكليف من الكونجرس.
وتختم الصحيفة بالقول إن استقرار مصر وقدرتها على بناء مؤسسات ديمقراطية دائمة وإقامة اقتصاد سليم واحترام حقوق وحريات مواطنيها والحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل أمر فى غاية الأهمية، لذا تحتاج الولايات المتحدة إلى إيجاد وسيلة أكثر فعالة لإيصال هذه الرسالة.
كريستيان ساينس مونيتور:
الإخوان ينضمون للخطاب الطائفى بين السنة والشيعة فى ظل فشلهم فى مصر.. طريقتهم فى الحديث عن الحرب فى سوريا لن تعجب الكثيرون فى واشنطن التى ترددت فى تسليح المعارضة بسب المتشددين
اهتمت الصحيفة بموقف الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين الأخير من سوريا، وأشارت إلى أنها محاولة للتغطية على فشلهم فى معالجة المشكلات العصيبة التى تواجه مصر تحت حكم الجماعة.
وتقول الصحيفة إن الحر فى مصر خانق كما هو معتاد فى الصيف، وجماعة الإخوان المسلمين فشلت فى إصلاح شبكة الكهرباء أو أن تصل إلى اتفاق بشأن القرض الذى تحتاجه مصر بشدة من صندوق النقد الدولى، أو أن تصلح العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة.
لكن فى ظل هذه الحرارة وهذا الغضب، فإن الجماعة التى قفزت بالرئيس محمد مرسى على السلطة العام الماضى، قد وجدت قضية أكبر تحاول النجاح فيها، وهى الانضمام إلى الخطاب الطائفى المتزايد بين السنة والشيعة حول الحرب الأهلية السورية.
وتحدثت الصحيفة فى تقريرها المنشور قبل خطاب مرسى ليلة أمس، السبت، عن تصريحات المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف لوكالة رويترز التى قال فيها إنه عبر التاريخ، لم يتورط السنة أبدا فى بدء حرب طائفية، وأن الجماعة أيدت إعلانا صادرا عن مجموعة من رجال الدين فى المنطقة يوم الخميس، يدعو إلى الجهاد بالعقل والمال والسلاح، وكل أشكال الجهاد فى سوريا.
وسخرت الصحيفة من تصريحات عارف، وقالت إنه فى حين أن تاريخه هش قليلا أو من جانب واحد على الأقل، فإن خطاب التعصب الدينى المتنامى حول الحرب السورية يستحق الاهتمام أيضا. فطالما أصرت جماعة الإخوان المسلمين على أنها منفصلة عن حزب الحرية والعدالة الذى كان يترأسه مرسى، لكن فى الممارسة العملية، لا يمكن الفصل بين الجماعة والحزب وهذا النوع من الحديث خطير.
وتابعت الصحيفة قائلة إن خطاب الإخوان المحارب يبدو مطابقا للتحول فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما التى قررت أن تقوم بتسليح المعارضة فى سوريا، لكن الطريقة التى يتحدثون بها عن الحرب فى سوريا مع الدعوات المطالبة بالجهاد المتأصلة فى العداء للشيعة، لن تمنح الكثيرون فى واشنطن الدفء. فقد كانت الجماعات الجهادية فى سوريا مثل جبهة النصرة التى صنفتها إدارة أوباما ضمن الجماعات الإرهابية منذ العام الماضى، كانت سببا فى تردد واشنطن فى تقديم مساعدة عسكرية مباشرة للمعارضة. وتخشى الولايات المتحدة من أن الأسلحة التى ستقدمها ستصل إلى مثل تلك الجماعات فى النهاية. ولن يتكون العواقب، فى حال نجاح المعارضة فى إبعاد الأسد ورفاقه عن السلطة، فى مصلحة أمريكا.
وفى حين أن أمريكا وإسرائيل على خلاف مع نظام البعث بقيادة بشار الأسد فى سوريا، لكن ليس هناك ما يضمن أن من سيأتى بعده سيروق أكثر لأى من البلدين. واستعداد مصر لإبداء الدعم للجماعات الجهادية السنية يحتوى على ما يحفز التحذير.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس السابق حسنى مبارك حارب لسنوات ضد الجماعات المتشددة التى تتبنى أسلوب القاعدة وقلق من ضربة أخرى من المتشددين الذين ذهبوا على الخارج لخوض معركة فى الجهاد الخارجى وإعادة مثُلهم إلى الوطن، مثل أيمن الظواهرى الزعيم الحالى لتنظيم القاعدة وهو مصرى بالأساس وزعيم سابق لجماعة الجهاد الإسلامى.
وبينما يكره الظواهرى والقاعدة الإخوان المسلمين لتبنيهم الديمقراطية الانتخابية وما يعتبرونه انحرافات فكرية أخرى، حسبما تقول الصحيفة، فإن مصر الجديدة أكثر راحة مع القيام بمخاطرة بالسماح للشعب بالذهاب للقتال فى الخارج أكثر مما كان يفعل النظام القديم. وكان مساعد للرئيس قد صرح بأن الحكومة لا ترسل مقاتلين لسوريا لكنها لا تستطيع أن تمنع المصريين من السفر ولن تعاقب من يريد الذهاب على هناك.
واشنطن بوست:
ديفيد اجناتيوس: يجب أن تبنى أمريكا إستراتيجيتها فى المنطقة على دعم قوى الاعتدال
تحدث الكاتب والمحلل الأمريكى البارز ديفيد اجناتيوس فى مقاله اليوم بالصحيفة عن ضرورة أن تدعم لولايات المتحدة المعتدلة فى الشرق الأوسط. وقال إن السؤال الأكثر إلحاحا الذى تواجهه إدارة أوباما الآن مع قراراه الأخير بتسليح المعارضة السورية هو "ما هى إستراتيجية أمريكا". وأشار إلى أن واشنطن فى حاجة إلى إطار عمل يربط سياستها فى سوريا بما يحدث فى البحرين ومصر والعراق وتركيا وأماكن أخرى فى المنطقة.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يكون هدف أوباما فى سوريا دهم القوى المعتدلة بما يعنى هؤلاء الذين يلتزمون بالتعددية وحرية التعبير وحكم القانون. والذين كانوا أساس خطابه الشهير فى جامعة القاهرة فى يونيو 2009، لكن لم يكن هناك الكثير للسير على خطاه.
وستكون الإدارة الأمريكية مخطئة لو جعلت أساس مساعدتها للمعارضة السورية تقويض إيران، الداعم الرئيسى لبشار الأسد. فيجب أن تعارض أمريكيا كل المتشددين الطائفيين سواء المدعومين من إيران وحزب الله، أو الجهاديين المؤيدين للقاعدة.
وتشعر الإدارة بثقة أكبر إزاء تسليح المعارضة لأن اللواء سليم إدريس، القائد العسكرى للمعارضة يجسد هذه القيم المعتدلة والتعددية. إلا أنه لا ينبغى أن يكون هناك تشويش على الرؤية الأمريكية لأن إدريس ضعيف عسكريا، والولايات المتحدة تحتاج لتدعيمه بشكل ملح لكى يكون قائدا حقيقيا وليس مجرد غطاء أمريكى.
ومن ناحية أخرى، طالب اجناتيوس أمريكيا بضرورة أن يكون لديها التزام مشابه بالطريق المعتدل من أجل تجنب خسائر الصراع الشيعى الطائفى فى البحرين. وقالت إنه برغم من أن ولى عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد أل خليفة لا يزال يدعو للحوار الوطنى والمصالحة، إلا أنه فى حاجة إلى بعض "العضلات الدبلوماسية الأمريكية للمساعدة على نجاح مساعيه، فيحتاج إلى دفع أمريكا للشيعة نحو نبذ العنف مقابل إصلاحات اقتصادية حقيقية.
وشدد اجناتيوس على ضرورة أن تكون مصر أيضا جزءا من إستراتيجية أمريكا لدعم الاعتدال والمصالحة فى المنطقة. وقال إن الحقيقة المحزنة هى أن نظام محمد مرسى يفشل فى الحكم بطريقة فعالة وتعددية. وقد أظهر استطلاع لمؤسسة زغبى للأبحاث تراجعا حادا فى تأييد مرسى. فقبل عام اعتبر 57% من المصريين أن انتصاره أمرا إيجابية، أو يجب أن يحترم. وتراجع هذا اليوم إلى 28%.
واعتبر الكاتب أن مصر فى حالة تعادل الإفلاس السياسى والاقتصادى، وتعيش على مساعدات قطر. وينبغى على أمريكا ألا تربط المساعدات الاقتصادية لمصر وقرض صندوق النقد بفرض سياسات التقشف، ولكن بالالتزام بالتعددية. وينبغى أن يشترط صندوق النقد على مرسى الحصول على تأييد كافة الأطراف فى مصر للمساعدات، لأن هذا الأمر من شأنه يعزز الوحدة الوطنية التى تحتاجها مصر.
وأخيرا طالب الكاتب بلاده بضرورة تعزيز المصالحة الوطنية أيضا فى العراق، وألا تستمر إدارة أوباما فى دعم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان لو استمر فى اختيار لما أسماه بالسلطوية الإسلامية، وذلك من أجل تأكيد وقوف أمريكا بجانب قوى الاعتدال فى المنطقة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز
فريدمان: ثورة يناير مجرد لعبة كراسى موسيقية..
تحدث الكاتب الأمريكى توماس فريدمان عن المشكلات التى تواجهها مصر وعلى رأسها نقص الوقود الذى أثر بدوره على الكهرباء وارتفاع أسعار الغذاء وحتى الخبز المدعوم وهى الأزمات الناتجة بالأساس عن تقلص احتياطى النقد الأجنبى فى البلاد.
ويواصل الكاتب المخضرم فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، رصد مشكلات مصر، مشيرا إلى الشوارع غير المرصوفة والممتلئة بالمهملات، ويضيف أنه كما لو أن كل مشكلات مصر ليست كافية حتى أضافت الطبيعة مزيدا من الضغوط، حيث شهدت البلاد موجة حارة نهاية الشهر الماضى.
ويتابع أن ضغوط المناخ والمياه والطعام والسكان تتشابك حاليا مع غيرها السياسية والإقتصادية بطريقة تتحدى حتى أفضل القادة. وتتصدر مشكلة سد النهضة الأثيوبى، منذ قرابة أكثر من أسبوع، عناوين الصحف.
ويرى فريدمان أن أزمة مياه النيل ربما تكون الخيار الوحيد المفتوح أمام الرئيس محمد مرسى، الذى تسببت حكومته فى إحباط للمصريين. فلقد صوت الكثيرون من غير الإسلاميين، عاصرو الليمون، لمرسى رغبة منهم فى عدم التصويت للفريق أحمد شفيق، بصفته يمثل النظام السابق، كما وضع البعض ثقته فى وعود مرشح الإخوان المسلمين.
ويقول الكاتب، إنه عندما نتحدث إلى أولئك من عاصرى الليمون اليوم، الليبراليين والمحافظين والقوميين الذين يشكلون المعارضة، يمكن أن تشعر بكراهية واضحة لجماعة الإخوان المسلمين والإحساس القوى بسرقة الثورة وخداع عاصرى الليمون والفقراء الذين صوتوا للجماعة بينما فشلت هى فى إصلاح البلاد أو المشاركة فى السلطة، منشغلين بالهيمنة على مقاليد الدولة.
وأشار إلى حملة تمرد التى استطاعت أن تجمع أكثر من عشرة ملايين توقيع حتى الآن لسحب الثقة من مرسى، وعلى الرغم من أنه لا يزال يتمتع بدعم الريف، لكن حتى هذا يمكن أن يصبح سيئا جدا.
ويقول فريدمن، إنه خلال زيارته لمصر سعى للإجابة على سؤال بشأن ما يجب القيام به مع مثل هذه الفوضى التى تشهدها البلاد، غير أنه لم يلجأ إلى السياسيين بل ركز على الحديث مع مجموعات صغيرة من نشطاء البيئة، الذين شارك بعضهم فى ثورة يناير 2011، والذين كانت إجابتهم أن مصر فى حاجة إلى ثورة.
ويشير إلى أنه يبدو أن ما حدث قبل عام هى لعبة الكراسى الموسيقية وليست ثورة. ففى البداية حل الجيش بدلا من مبارك مستغلا طاقة الشباب الذى قاد الاحتجاجات، ثم أطاح الإخوان المسلمون بجنرالات المجلس العسكرى، وها المعارضة تسعى لإسقاط الإخوان.
ويرى الكاتب الأمريكى أن الحقيقة التى يجب أن يعرفها الجميع، شباب وجيش وإخوان، أن من يعتقد أن بإمكانه حكم مصر وحده دون الآخرين فإنه يخدع نفسه. ويؤكد على حاجة مصر إلى حكومة وحدة وطنية وحاجة المصريين الماسة إلى "عملية سلام"، ليس مع إسرائيل، وإنما مع بعضهم البعض.
ويمضى بالقول أن على كل شخص أن يتحمل مسئولية إيجاد أرض مشتركة مع الآخر، بدلا من السعى إلى الاستيلاء، وهذه هى الثورة الثقافية الحقيقية التى تحتاجها مصر لتحيا من جديد.
ويخلص فريدمان إلى ان الأزمة التى تمر بها الصحوة العربية الآن هى أن بعض الفصائل تعتقد أنه بإمكانها القيام بكل شىء وحدها، فيما البعض القليل هم من يفكرون فى الصالح العام وكيفية الوصول معا للأفضل. ويشير إلى أن سوريا تعد النسخة الأكثر تطرفا لهذا المرض، فيما تكافح مصر وليبيا وتونس واليمن ضد هذه القضية.
ويختم قائلا إنه ما هو مختلف بالنسبة لمصر، هو أنها محتشدة بالشباب الموهوب الذى يعى أن مصر بحاجة إلى خطة مستدامة شاملة وطويلة الأجل للتجديد الوطنى. كما يفهموا أيضا خطأ أولئك الذين يقولون أن العرب جربوا كل شىء، الناصرية والاشتراكية والشيوعية والبعثية والليبرالية والأسلمة، ولكن لم ينجح شىء.
ويرى فريدمان أن هناك شيئا وحيدا لم يجربه العرب وهو "السلوك البيئى"، ويوضح أن السبيل الوحيد لمصر وغيرها من بلدان الصحوة العربية للحصول على ديمقراطية مستدامة مع اقتصادات مستدامة هو رفع مستوى الأخلاق البيئية إلى مركز التفكير السياسى، دون لعبة الكراسى الموسيقية.
الحكم على موظفى المنظمات غير الحكومية فى مصر "مهزلة قضائية"..
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحكم، المدفوع سياسيا، على 43 من موظفى المنظمات غير الحكومية بأحكام تتراوح ما بين السجن سنة وخمسة سنوات، بعث برسائل قاسية للمصريين الذين يرغبون فى العمل من أجل التغيير الديمقراطى.
وتضيف فى افتتاحيتها، الأحد، أن تلك الرسائل شملت أيضا بلدان مثل الولايات المتحدة التى التزمت بأن تكون شريك مصر فى استقرار المنطقة وإحياء الاقتصاد وإقامة المؤسسات الديمقراطية.
وتقول الصحيفة إن الحكم يمثل مهزلة قضائية، لذا ينبغى على الرئيس مرسى ممارسة سلطته الرئاسية للعفو عنهم، فإنه يعلم أن القانون الذى تم محاكمة موظفى هذه المنظمات بمقتضاه، معيب للغاية حتى أن حزبه الحرية والعدالة اقترح بدلا، لكن حتى هذا البديل الذى يجرى مناقشته أمام مجلس الشورى لا يرقى إلى مستوى المعايير الدولية لحقوق الإنسان ويحتاج إلى التعديل.
وترى نيويورك تايمز أن إدانة وزير الخارجية جون كيرى للحكم، ليست كافية بل هناك حاجة لرد أقوى كثيرا من الولايات المتحدة. إذ ربما يكون الحكم سببا لأن تعيد واشنطن النظر فى علاقتها مع مصر، التى جنح تحولها الديمقراطى بعيدا.
وقد كان من المقلق أن يوافق كيرى، الشهر الماضى، على منح مصر المساعدات السنوية البالغة 1.3 مليار دولار، على الرغم من فشلها فى تلبية المعايير الديمقراطية بتكليف من الكونجرس.
وتختم الصحيفة بالقول إن استقرار مصر وقدرتها على بناء مؤسسات ديمقراطية دائمة وإقامة اقتصاد سليم واحترام حقوق وحريات مواطنيها والحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل أمر فى غاية الأهمية، لذا تحتاج الولايات المتحدة إلى إيجاد وسيلة أكثر فعالة لإيصال هذه الرسالة.
كريستيان ساينس مونيتور:
الإخوان ينضمون للخطاب الطائفى بين السنة والشيعة فى ظل فشلهم فى مصر.. طريقتهم فى الحديث عن الحرب فى سوريا لن تعجب الكثيرون فى واشنطن التى ترددت فى تسليح المعارضة بسب المتشددين
اهتمت الصحيفة بموقف الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين الأخير من سوريا، وأشارت إلى أنها محاولة للتغطية على فشلهم فى معالجة المشكلات العصيبة التى تواجه مصر تحت حكم الجماعة.
وتقول الصحيفة إن الحر فى مصر خانق كما هو معتاد فى الصيف، وجماعة الإخوان المسلمين فشلت فى إصلاح شبكة الكهرباء أو أن تصل إلى اتفاق بشأن القرض الذى تحتاجه مصر بشدة من صندوق النقد الدولى، أو أن تصلح العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة.
لكن فى ظل هذه الحرارة وهذا الغضب، فإن الجماعة التى قفزت بالرئيس محمد مرسى على السلطة العام الماضى، قد وجدت قضية أكبر تحاول النجاح فيها، وهى الانضمام إلى الخطاب الطائفى المتزايد بين السنة والشيعة حول الحرب الأهلية السورية.
وتحدثت الصحيفة فى تقريرها المنشور قبل خطاب مرسى ليلة أمس، السبت، عن تصريحات المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف لوكالة رويترز التى قال فيها إنه عبر التاريخ، لم يتورط السنة أبدا فى بدء حرب طائفية، وأن الجماعة أيدت إعلانا صادرا عن مجموعة من رجال الدين فى المنطقة يوم الخميس، يدعو إلى الجهاد بالعقل والمال والسلاح، وكل أشكال الجهاد فى سوريا.
وسخرت الصحيفة من تصريحات عارف، وقالت إنه فى حين أن تاريخه هش قليلا أو من جانب واحد على الأقل، فإن خطاب التعصب الدينى المتنامى حول الحرب السورية يستحق الاهتمام أيضا. فطالما أصرت جماعة الإخوان المسلمين على أنها منفصلة عن حزب الحرية والعدالة الذى كان يترأسه مرسى، لكن فى الممارسة العملية، لا يمكن الفصل بين الجماعة والحزب وهذا النوع من الحديث خطير.
وتابعت الصحيفة قائلة إن خطاب الإخوان المحارب يبدو مطابقا للتحول فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما التى قررت أن تقوم بتسليح المعارضة فى سوريا، لكن الطريقة التى يتحدثون بها عن الحرب فى سوريا مع الدعوات المطالبة بالجهاد المتأصلة فى العداء للشيعة، لن تمنح الكثيرون فى واشنطن الدفء. فقد كانت الجماعات الجهادية فى سوريا مثل جبهة النصرة التى صنفتها إدارة أوباما ضمن الجماعات الإرهابية منذ العام الماضى، كانت سببا فى تردد واشنطن فى تقديم مساعدة عسكرية مباشرة للمعارضة. وتخشى الولايات المتحدة من أن الأسلحة التى ستقدمها ستصل إلى مثل تلك الجماعات فى النهاية. ولن يتكون العواقب، فى حال نجاح المعارضة فى إبعاد الأسد ورفاقه عن السلطة، فى مصلحة أمريكا.
وفى حين أن أمريكا وإسرائيل على خلاف مع نظام البعث بقيادة بشار الأسد فى سوريا، لكن ليس هناك ما يضمن أن من سيأتى بعده سيروق أكثر لأى من البلدين. واستعداد مصر لإبداء الدعم للجماعات الجهادية السنية يحتوى على ما يحفز التحذير.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس السابق حسنى مبارك حارب لسنوات ضد الجماعات المتشددة التى تتبنى أسلوب القاعدة وقلق من ضربة أخرى من المتشددين الذين ذهبوا على الخارج لخوض معركة فى الجهاد الخارجى وإعادة مثُلهم إلى الوطن، مثل أيمن الظواهرى الزعيم الحالى لتنظيم القاعدة وهو مصرى بالأساس وزعيم سابق لجماعة الجهاد الإسلامى.
وبينما يكره الظواهرى والقاعدة الإخوان المسلمين لتبنيهم الديمقراطية الانتخابية وما يعتبرونه انحرافات فكرية أخرى، حسبما تقول الصحيفة، فإن مصر الجديدة أكثر راحة مع القيام بمخاطرة بالسماح للشعب بالذهاب للقتال فى الخارج أكثر مما كان يفعل النظام القديم. وكان مساعد للرئيس قد صرح بأن الحكومة لا ترسل مقاتلين لسوريا لكنها لا تستطيع أن تمنع المصريين من السفر ولن تعاقب من يريد الذهاب على هناك.
واشنطن بوست:
ديفيد اجناتيوس: يجب أن تبنى أمريكا إستراتيجيتها فى المنطقة على دعم قوى الاعتدال
تحدث الكاتب والمحلل الأمريكى البارز ديفيد اجناتيوس فى مقاله اليوم بالصحيفة عن ضرورة أن تدعم لولايات المتحدة المعتدلة فى الشرق الأوسط. وقال إن السؤال الأكثر إلحاحا الذى تواجهه إدارة أوباما الآن مع قراراه الأخير بتسليح المعارضة السورية هو "ما هى إستراتيجية أمريكا". وأشار إلى أن واشنطن فى حاجة إلى إطار عمل يربط سياستها فى سوريا بما يحدث فى البحرين ومصر والعراق وتركيا وأماكن أخرى فى المنطقة.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يكون هدف أوباما فى سوريا دهم القوى المعتدلة بما يعنى هؤلاء الذين يلتزمون بالتعددية وحرية التعبير وحكم القانون. والذين كانوا أساس خطابه الشهير فى جامعة القاهرة فى يونيو 2009، لكن لم يكن هناك الكثير للسير على خطاه.
وستكون الإدارة الأمريكية مخطئة لو جعلت أساس مساعدتها للمعارضة السورية تقويض إيران، الداعم الرئيسى لبشار الأسد. فيجب أن تعارض أمريكيا كل المتشددين الطائفيين سواء المدعومين من إيران وحزب الله، أو الجهاديين المؤيدين للقاعدة.
وتشعر الإدارة بثقة أكبر إزاء تسليح المعارضة لأن اللواء سليم إدريس، القائد العسكرى للمعارضة يجسد هذه القيم المعتدلة والتعددية. إلا أنه لا ينبغى أن يكون هناك تشويش على الرؤية الأمريكية لأن إدريس ضعيف عسكريا، والولايات المتحدة تحتاج لتدعيمه بشكل ملح لكى يكون قائدا حقيقيا وليس مجرد غطاء أمريكى.
ومن ناحية أخرى، طالب اجناتيوس أمريكيا بضرورة أن يكون لديها التزام مشابه بالطريق المعتدل من أجل تجنب خسائر الصراع الشيعى الطائفى فى البحرين. وقالت إنه برغم من أن ولى عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد أل خليفة لا يزال يدعو للحوار الوطنى والمصالحة، إلا أنه فى حاجة إلى بعض "العضلات الدبلوماسية الأمريكية للمساعدة على نجاح مساعيه، فيحتاج إلى دفع أمريكا للشيعة نحو نبذ العنف مقابل إصلاحات اقتصادية حقيقية.
وشدد اجناتيوس على ضرورة أن تكون مصر أيضا جزءا من إستراتيجية أمريكا لدعم الاعتدال والمصالحة فى المنطقة. وقال إن الحقيقة المحزنة هى أن نظام محمد مرسى يفشل فى الحكم بطريقة فعالة وتعددية. وقد أظهر استطلاع لمؤسسة زغبى للأبحاث تراجعا حادا فى تأييد مرسى. فقبل عام اعتبر 57% من المصريين أن انتصاره أمرا إيجابية، أو يجب أن يحترم. وتراجع هذا اليوم إلى 28%.
واعتبر الكاتب أن مصر فى حالة تعادل الإفلاس السياسى والاقتصادى، وتعيش على مساعدات قطر. وينبغى على أمريكا ألا تربط المساعدات الاقتصادية لمصر وقرض صندوق النقد بفرض سياسات التقشف، ولكن بالالتزام بالتعددية. وينبغى أن يشترط صندوق النقد على مرسى الحصول على تأييد كافة الأطراف فى مصر للمساعدات، لأن هذا الأمر من شأنه يعزز الوحدة الوطنية التى تحتاجها مصر.
وأخيرا طالب الكاتب بلاده بضرورة تعزيز المصالحة الوطنية أيضا فى العراق، وألا تستمر إدارة أوباما فى دعم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان لو استمر فى اختيار لما أسماه بالسلطوية الإسلامية، وذلك من أجل تأكيد وقوف أمريكا بجانب قوى الاعتدال فى المنطقة.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة