مصطفى فهمى يكتب: عودة للمربع صفر

السبت، 15 يونيو 2013 12:07 ص
 مصطفى فهمى يكتب: عودة للمربع صفر أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجدته على غير عادته، متوتر، حاد، عصبى، يسب ويلعن فى كل شىء وأى شىء، لا يقبل سماع أحد ولا مقاطعة أحد، يريد أن يخرج ما يؤلمه فى جوفه بوضوح تام دون إخفاء حرف واحد لأول مرة منذ قيام الثورة، حتى وصل الأمر لتوجيه لومه ولعنه للشعب ذاته واتهامه بسبب ضياع حلمه وثورته..

شعب متخلف جاهل غير واع، يلهث خلف الزيت والسكر ولا يستحق الديمقراطية، غير منظم وعشوائى وفرعون ولا يفقه معانى الحرية، إذا أتيح له ظلم أخيه سيظلمه وإذا دخل مكاتب المرتشين سيفتح الدرج مثلهم وإذا سكن مكاتب المسئولين صار أسوء منهم، يصاحب الغنى فينسى أصله ويصاحب الفقير فيعتلى فوق كتفه ليصعد.. إذا عرف الظالم و انتفع منه يصمت على ظلمه، وإذا أقنعه الظالم بصدق نواياه وأنه ظلمه وقتله وسرقه رغما عنه يتناسى ظلمه حتى ينساه.. يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما يؤمرون من حكامهم وأولى أمورهم، يريدون النجاح دون تعب ويحلمون بالمجد وهم كسالى.. حامدين شاكرين ما يمنحون، إذا منّ عليهم حاكم بقرشا خروا له ساجدين وإّذا منعه فهم راضون صابرون.. هم من أضاعوا الثورة والحلم بأيديهم، ذهبوا إلى الصناديق وأنجحوا من ركب الثورة وتاجر بالدين وشريعته، أيدوا حكم العسكر وقت موت أبنائهم فى محمد محمود، دعوا لاستمرار مبارك وقتما نطق" وعلى أرضه أموت"، انتخبوا شفيق من الجولة الأولى، وافقوا على الإعلان الدستورى والدستور المسلوق، استباحوا حصار القضاء والإعلام، سخروا من حلم الشباب وقدرتهم على التغير.. الشعب هو من أضاع الثورة والحلم وعليه أن يحصد نتائج ما فعل.. وصمت بعدما سرد تاريخ عامين ونصف وأصدر حكمه المؤلم.

للأسف سرد صاحبنا لم يكن على صواب كامل أو كذب خالص، فالشعب وإن ساهم بشكل واضح فى ضياع حلم وإفشال ثورة فهناك أسباب لذلك، أبرزها الشباب نفسه!!

الشعب ضحية "لجهله وفقره" نعم ضحية.. يدفعه "جهلــه" لتصديق تجار الدين والتسليم لرغباتهم وتوظيفهم لخدمة أهداف جماعتهم وتمكينهم باسم الشريعة، والبحث عن سبل الاستقرار والأمن باسم حكم حماة الوطن ، والسعى وراء إعادة إنتاج النظام الساقط خوفا من التغير بمنطق"اللى نعرفه"، والاستجابة لرغبة الحكومة واستفتاءاتها حتى تهدأ الأوضاع وتستقر الأمور وتسير العجلة.

ويدفعه "فقره" للسعى خلف ما يحقق استقراره ويرجعه إلى عمله ليجد قوت يومه ، يؤمن بأن الزيت والسكر الذى يحصل عليه أفضل بكثر من الشعارات الجوفاء التى لا يستفيد منها مطلقا، يدرك أن من نزل اليه ليشترى صوته أحسن كثيرا من لم يصل أليه من الأساس..

** هل نزلت الثورة إلى الشارع؟ هل دخلت البيوت الإ عبر الشاشات؟ هل ذهبت إلى القرى والأقاليم؟ .. ماذا فعلنا كشباب للناس بعد الثورة؟ هل عالجنا الجهل والفقر أم ساهمنا فى توسيع دائرة الجهل وتعميق مجرى الفقر؟ ..من عاد بنا إلى المربع صفـر؟

أسئلة عديدة لا يمكن أن نجد لها إجابة سوى أن الشباب ظلم الشعب، ويكفى أنهم احتفوا بتولى العسكر شئون البلاد عقب الثورة ثم طالبوا الشعب بإسقاطه.. دعوا لإسقاط شفيق وإنجاح مرسى حتى تنتصر الثورة، واليوم يطالبهم بإسقاطه!.. نحن المخطئون ولن تغفر لنا ضمائرنا الاستمرار فى تعليق أخطائنا على شماعة الشعب..






مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد فتحي

رائع جدا .. تسلم أيديك

عدد الردود 0

بواسطة:

مني أحمد

عنوان المقال رااااااااااااائع

اسلوبك اكتر من رائع وبدايه المقال تحفة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفي فهمي

شكرا جزيلا يا فندم :)

ربنا يخليكي يا مني .. ده بس من ذوقك والله

عدد الردود 0

بواسطة:

نور السعدني

متمرده#

تسلم ايديك..أعلنت تمردي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة