مستشار أبو مازن: مِصر هى الراعية الأولى لملف المصالحة الفلسطينية

السبت، 15 يونيو 2013 05:14 م
مستشار أبو مازن: مِصر هى الراعية الأولى لملف المصالحة الفلسطينية حماد المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى محمود عباس
رام الله (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صَرَّحَ نمر حماد المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن بأن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى جاد ومصمم على الاستمرار فى التزامه نحو إحياء جهود السلام فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن كيرى يعتزم العودة مرة أخرى لزيارة المنطقة عقب الانتهاء من ارتباطاته الدولية لطرح أفكار جديدة بشأن سبل إنهاء الصراع الفلسطينى– الإسرائيلى.

وحول العلاقات مع مصر فى الوقت الراهن، أكد حماد أن القيادة الفلسطينية حريصة على إقامة علاقات ممتازة مع مصر ومؤسساتها، وقال: "هى الراعية الأولى لملف المصالحة الفلسطينية، وعلاقتنا مع القيادة المصرية قائمة على المصارحة فى كل القضايا الهامة، خاصة فيما يتعلق بتفاصيل القضية الفلسطينية والحفاظ على مصلحة الأمن القومى المصرى والعربى".

وقال حماد: "إنّ جميع المسئولين الأجانب الذين التقوا مع الرئيس الفلسطينى على مدار الأسبوع الماضى، ومن بينهم وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط اليستر بيرت ووزيرة الخارجية الكولومبية ماريا انخيلا، أكدوا على استمرار سعى الولايات المتحدة باتجاه تحقيق تقدم فى العملية السلمية بمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف حماد أننا بانتظار أن يقدم وزير الخارجية الأمريكى مقترحات عملية قابلة للتطبيق، موضحا أن كيرى أوضح خلال لقاءاته مع الرئيس الفلسطينى أن لديه أفكارا وإطارا مختلفا عما تم تجربته سابقا".

وردا على سؤال حول ملامح هذا الإطار، قال حماد "ننتظر الخطة الجديدة الذى سيتقدم به كيرى وننتظر أن نسمع تحديدا ما يتعلق بإمكانية وقف تفاقم الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية"، مضيفا أنه ليس لدينا تفاصيل محددة حتى الآن حول ملامح هذه الخطة، وأشار حماد إلى أن الإدارة الأمريكية من خلال وزارة خارجيتها انتقدت بشكل مباشر وصريح سياسة الاستيطان التى تنتهجها إسرائيل وتعتبرها "غير شرعية".

وأضاف حماد إننا سنبذل كل جهودنا فى الدفاع عن مصالحنا الوطنية برغم أن الجميع يعرف أن هناك "لوبى" يهوديا قويا يعمل فى داخل الولايات المتحدة، وهناك خطة من جانب حكومة اليمين المتشددة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، إضافة إلى نهج المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة الأمريكية هو خلق عدم استقرار فى المنطقة وتغذية الحروب الداخلية بمختلف دول المنطقة وكذلك تصعيد الخلاف السنى – الشيعى من أجل إبعاد أى اهتمام بالموضوع الفلسطينى.

وأوضح حماد أن الإسرائيليين أنفسهم يتحدثون عن وجود قضايا أهم تشغلهم فى الوقت الراهن، خاصة تدخل إيران فى الأزمة السورية تحديدا مما يشكل خطرا كبيرا عليهم.

وأوضح حماد أن الوضع العربى الراهن غير مدرك لخطورة هذا المخطط الإسرائيلى المدعوم من قبل المحافظين الجدد بالولايات المتحدة، وقال متسائلا: "من يستطيع أن يصدق أن جوزيف ليبرمان أو جون ماكين حريصون على أرواح السوريين أو تحقيق الديمقراطية فى سوريا أو غير ذلك؟".

وأضاف حماد: "إن عدم الاستقرار سواء فى سوريا أو مصر أو غيرها من الدول العربية، الأمر الذى يصاحبه دائما الحديث عن تنحية لأى أمور تتعلق بالشأن الفلسطينى، إنما هو جزء من إستراتيجية إسرائيلية من أجل استمرارهم فى بناء المستوطنات وفرض أمر واقع على الأرض.. وحتى عندما يتحدث الإسرائيليون عن مفاوضات فهم لا يبدون أى التزامات من جانبهم، مضيفا أن السيد كيرى يعرف ذلك جيدا".

وردا على سؤال حول تصريحات نتانياهو خلال زيارته إلى بولندا بإمكانية الاعتراف بدول فلسطينية منزوعة السلاح، قال حماد: "على نتنياهو أن يحدد ما هى حدود هذه الدولة التى يتكلم عنها، فهو يرفض الاعتراف بحدود عام 1967".

وأضاف حماد: "إن نتنياهو يتكلم عن بقاء انتشار الجيش الإسرائيلى على امتداد نهر الأردن، وعن بقاء الكتل الاستيطانية ووجود قواعد عسكرية للجيش الإسرائيلى على تلال الضفة الغربية، فأى دول فلسطينية هذه التى يتكلم عنها؟".

وردا على سؤال حول هذا الوضع من جانب إسرائيل وكيف يمكن للقيادة الفلسطينية أن تتفاوض فى ظل هذا التعنت الإسرائيلى، قال حماد "من أجل ذلك لم تقبل القيادة الفلسطينية باستئناف المفاوضات حتى الآن".

وحول ما إذا كانت هناك ضغوط كبيرة على الرئيس عباس من أجل استئناف المفاوضات، أشار حماد إلى أنه كانت توجد فى السابق ضغوط كبيرة تمارس من جانب الولايات المتحدة وأننا فى ظل هذه الضغوط كنا نطلب منهم ضمانات لاستئناف المفاوضات والالتزام من الجانب الإسرائيلى.

وقال المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى: " يجب أن نتحلى بالمزيد من الصبر فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها المنطقة"، معربا عن أمله فى عدم إلقاء اللوم على الجانب الفلسطينى، وهو الجانب الأضعف، فى حالة فشل جهود كيرى فى المنطقة مثلما حدث فى تجارب سابقة.

وأشار حماد إلى أنه فى حالة فشل جهود كيرى، نأمل فى ألا تعارض الولايات المتحدة مستقبلا أى توجه فلسطينى ودولى للذهاب إلى مجلس الأمن أو العودة إلى إحياء عمل اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط، حيث من المفترض أن يتم الرجوع إلى تفعيل عمل هذه اللجنة وليس انفراد الجانب الأمريكى بهذا الشأن.

وأوضح حماد أن الإدارة الأمريكية أبلغت الجانب الأوروبى بعدم التقدم بأى مقترحات أو أفكار فى الوقت الراهن وانتظار ما ستسفر عنه جهود كيرى فى المنطقة، وأشار إلى أن هناك اتفاقا بين أطراف دولية كثيرة، ومن بينها روسيا والصين، على ضرورة الانتظار لنتائج جولات كيرى فى منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا على أن الجانب الإسرائيلى هو الذى سيكون مسئولا فى المقام الأول عن فشل جهود كيرى.

وأوضح حماد أن هناك أفكارا تطرح الآن فى أوروبا بشأن مقاطعة كل ما له علاقة بالاستيطان ليس فقط منتجات المستوطنات، وإنما أيضا مقاطعة المستوطنين، حيث يوجد حاليا سبعة وزراء بالحكومة الإسرائيلية، إضافة إلى 14 عضوا بالكنيست الإسرائيلى من المستوطنين، وصولا إلى مرحلة فرض حصار على إسرائيل مثلما حدث مع جنوب أفريقيا.

وأضاف: "إن أى دولة مسئولة تريد الحفاظ على الأمن والاستقرار لابد لها من اتخاذ خطوات لإجبار وعزل دولة تقف عقبة أمام تحقيق الاستقرار والسلام، فالمقاطعة لابد ألا تقتصر على مجرد كتابة عبارات على المنتجات تشير إلى أن هذه منتجات صنعت فى مستوطنة بأراض محتلة"، وقال: " كل هذه الأمور نعكف على دراستها حاليا".

وردا على سؤال حول تفاقم الأزمة الاقتصادية فى الأراضى الفلسطينية ومدى ارتباط قيمة المساعدات التى تعهد بها كيرى خلال فعاليات منتدى دافوس باستئناف المفاوضات، أكد حماد أن المشكلات الاقتصادية التى نواجهها سببها فى المقام الأول سياسات الاحتلال التى تحول دون سيطرتنا على مواردنا الاقتصادية وعلى حدودنا.

وأشار إلى أنه بدون إنهاء الاحتلال وتحقيق تسوية سياسية، ليس من الممكن أن يحدث أى تقدم على المسار الاقتصادى. وقال كيف يمكن الدفع باتجاه تحقيق تقدم اقتصادى وإقامة مشروعات واستثمارات والاحتلال يسيطر على أكثر من 60 بالمائة من أراضى الضفة الغربية، إضافة إلى حركة التجارة فى الداخل الفلسطينى ومع الخارج أيضا فى ظل وجود الحواجز والعراقيل التى يضعها الاحتلال الإسرائيلى.

وحول ملف المصالحة بين رام الله وغزة وإمكانية تحقيق أى تقدم فى هذا الصدد أشار حماد إلى أن القيادة الفلسطينية حريصة بشدة على تحقيق المصالحة الفلسطينية لأنها تريد توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى الذى يستغل هذا الانقسام لصالحه، حيث يتنصل من مساعى الوصول إلى أى اتفاقات مع الجانب الفلسطينى.

وأشار حماد إلى أن القيادة الفلسطينية ملتزمة بالاتفاق الذى تم التوصل إليه فى القاهرة؛ وهو تحديد سجل الناخبين فى غزة ومن ثم تقدم لجنة خاصة تقريرها عن أعداد الناخبين، ومن ثم يصدر الرئيس الفلسطينى محمود عباس مرسوما رئاسيا يتضمن مادتين الأولى: تشكيل حكومة مؤقتة تضم شخصيات مستقلة لمدة ثلاثة أشهر، والثانية: إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وهو ما تم تحديد موعده فى شهر أغسطس المقبل.

ودعا المستشار السياسى للرئيس عباس حركة حماس إلى الكف عن معارضة توجهات القيادة الفلسطينية مثلما يحدث عندما يعقد اجتماعا مع الجانب الإسرائيلى وإعلاء المصلحة العليا الفلسطينية للخروج من الأزمة الراهنة، مشيرا إلى أنه على حماس أن تعمل على توحيد أطرافها ومواقفها حتى يمكن البدء فى مفاوضات مباشرة للمصالحة فى القريب العاجل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة