قالت الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" إن الخلاف بين مصر وإثيوبيا حول بناء سد النهضة يشهد تصعيداً ملحوظاً.
وأوضحت الإذاعة، فى تقريرها، اليوم السبت، أنه طيلة العقود الماضية كانت مصر وإثيوبيا على خلاف بشأن حقوق مياه النيل، مضيفة أن الرئيس السابق حسنى مبارك، حذر مراراً وتكراراً من أى محاولة من جانب إثيوبيا لتقييد وصول المياه لمصر، معتبراً أن قيام إثيوبيا بهذا الأمر من شأنه أن يدفع المصريين إلى المواجهة.
وقالت "دويتشه فيله" إن رد "ميليس زيناوى"، رئيس الوزراء الإثيوبى الراحل، على الموقف لمصرى كان مقتضباً، بينما رد خليفته "هايلى ماريام ديسالين"، على قول الرئيس الحالى محمد مرسى: "إن جميع الخيارات مطروحة"، جاء واضحاً حيث قال: "لا شىء ولا شخص يمكن أن يمنعنا من بناء السد".
وعند اكتمال سد النهضة التى تبلغ تكلفته 4.2 مليار دولار، فإنه يمكن أن يولد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء، مما يجعل إثيوبيا أكبر منتج للطاقة فى القارة الأفريقية، وتشير الإذاعة إلى أن مشروع السد مهم جدا للحكومة فى أديس أبابا بقدر أهمية سد "الممرات الثلاث" للصين.
وأوضحت الإذاعة الألمانية، أن تمويل "سد النهضة" يتم من خلال الاستقطاعات من مرتبات موظفى الدولة، وعلى الرغم من أن الحكومة تؤكد على بناء المشروع العملاق دون مساعدات مالية خارجية، فإنها قبلت أكثر من مليار دولار من الصين لإقامة كابلات الطاقة.
وتشير "دويشته فيلة" إلى أن مراقبون محايدون يقولون أن هناك شعورا متزايدا بأن الخلاف بين مصر وإثيوبيا لا يتركز حول المياه، نظراً لأن قيادات تلك البلدين لا يحظيا بشعبية داخل بلدانهم ولاسيما فى صفوف الشباب، ولذا فإن كلاهما يحاولا تسجيل نقاط من خلال الخطب الوطنية وقرع طبول الحرب اللفظية.
وأوضحت الإذاعة الألمانية أنه فى حال نشوب الحرب بين البلدين فإن الجيش المصرى سيواجه جيش على درجة عالية جداً من الانضباط فى إثيوبيا، كما سيواجه الطرفين مشاكل لوجيستية، حيث قال أشوك سوين، خبير الصراعات بجامعة "أوبسالا" فى السويد: "إن تهديدات القاهرة بتخريب سد النهضة مجرد خداع".
وأوضحت "الإذاعة الألمانية" أن جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان أعربا عن عزمهما ليحذو حذوا إثيوبيا، فيما تقف إريتريا تراقب الموقف، لكن على جميع الأصعدة فإنه الأفاق لا تبدو جيدة لمصر.
واختتمت "دويشته فيلة" قائلة: "إن هناك حلا عمليا أمام مصر، من خلال الاستخدام الأمثل لمياه نهر النيل.. فحتى الآن تتدفق المياه لمصر من خلال أنظمة الرى القديمة، وإذا ما تسبب سد إثيوبيا فى أى انخفاض فى كمية المياه، فيمكن للمصريين تعويض هذا النقص عن طريق تحديث معداتها".
الإذاعة الألمانية: الخلاف بين مصر وإثيوبيا يتجاوز النزاع على المياه..ومرسى وديسالين يحاولان استغلال الأزمة لتحقيق المزيد من الشعبية..والقاهرة يمكنها مواجهة أزمة نقص المياه عن طريق تحديث معدات الرى
السبت، 15 يونيو 2013 06:19 م
سد النهضة الإثيوبى