"جوزنا أختى من حوالى سنتين لواحد قريبنا وقلنا يحافظ عليها عشان صلة الدم بس اللى تحسبه موسى يطلع فرعون.. أهانها وضربها وحول حياتها لجحيم.. وطردتها من البيت أكتر من مرة، ولما فقدنا الأمل فيه طلبنا منه يطلقها. وبعد الطلاق ورانا الويل فى المؤخر والعفش والدهب، فقررت أن أتخلص منه وانتقم لأختى، ولما أخدت السلاح وروح بيته هرب وتصدر لى أخوه فقتلته، وساعاتها كانت الدنيا زحمة وكله بيضرب فى كله.. منه لله طليق أختى ضيع مستقبلها وضيعنى أنا كمان...".
كانت هذه الكلمات لـ"إبراهيم.ج" فلاح، المتهم بقتل شقيق طليق أخته فى كرداسة بالجيزة.
وأضاف المتهم البالغ من العمر 31 سنة، بصوت خافت فى حديثه لـ"اليوم السابع"، لدى أخ وأخت واحدة، ولأننا فلاحين ومن مناطق أرياف لا نقبل إلا العريس المناسب الذى يتقدم للزواج من بناتنا، وغالبا نفضل زواج الأقارب حتى لا تختلط دماؤنا بدماء غيرنا، بالإضافة إلى أن "القريب قريب برده" بيصون البنت ويحافظ عليها ونطمئن على بناتنا مع أقاربنا، لأننا نعرف "أصلهم وفصلهم"، وكانت أختى كغيرها من بنات العائلة لابد أن تتزوج أحد أبناء عمومتنا حتى يصونها، لكن "اللى تحسبه موسى يطلع فرعون" بعد أشهر قليلة من زواجها حول حياتها إلى جحيم، فكان يتعدى عليها بالضرب والسب ويطردها فى بعض الأحيان من المنزل، وأمام إصرار شقيقتى على الطلاق من زوجها بسبب مشاكله المستمرة، حيث حول المنزل إلى حلبة صراع ولم يراع طفلهما الذى لم يتخط عمره العام والنصف، كنا نطالبها بالصبر عليه حتى لا "يتشرد" ابنها ويضيع مستقبله وسط أبوين منفصلين، لكن الأمور زادت عن حدها، وأصبحت الحياة لا تطاق مع هذا الزوج الذى لم يرع صلة الدم والعشرة والطفل، حيث لم تشفع كل هذه الأمور لشقيقتى لديه، ومن ثم أصبح الطلاق هو الحل الوحيد.
أقنعنا زوج شقيقى أن يطلقها بصعوبة بالغة بعدما تدخلت رموز العائلات بالمنطقة ووسطاء الخير ـ المتهم يواصل حديثه ـ إلا أنه ماطلنا فى المؤخر و"العفش" ومستحقات شقيقتى، وكان عنيدا لأقصى درجة معنا، ومن ثم دارت العديد من المشادات الكلامية بيننا وبينه، وكنا نتنازل عن كثير من حقوقنا له، "عشان ما نفرجش الناس علينا" لأننا أبناء عمومة.
وعن يوم الحادث يقول المتهم: "اندلعت مشادات كلامية بيننا وأسرة طليق شقيقتى واحتدم الخلاف، وأصبحنا لا نتحمل أفعاله أكثر من ذلك، فحملت السلاح وتسللت إلى منزله للانتقام منه إلا أننى لم أجده، ودارت معركة بالرصاص "أصلى كله كان بيضرب فى كله ما حدش كان شايف حاجة"، إلى أن سقط شقيق طليق أختى "جمال.ع" 25 سنة سباك، قتيلا إثر إصابته بطلق نارى، وهربت من مكان المشاجرة حتى تم القبض على.
وأضاف المتهم "ضاع مستقبل شقيقتى بطلاقها بعد قرابة العامين من الزواج، كما ضاع مستقبلى بدخولى السجن واتهامى فى قضية قتل، حيث تركت وراء ظهرى "كوم لحم" 3 أطفال صغار برفقة زوجتى، والسبب فى كل ذلك طليق شقيقتى الذى حول حياتنا إلى ججيم بعدما ظهر فيها طالبا الزواج من أختى.
وكان العميد محمد جبر مأمور مركز شرطة كرداسة تلقى بلاغا من الأهالى بإطلاق رصاص ووجود قتيل، فانتقل المقدم ضياء رفعت رئيس المباحث والنقيبين محمود السبعاوى ومحمد عبد الحليم ضباط المركز إلى مكان الواقعة وتبين اندلاع مشاجرة بين أسرتين بسبب طلاق مواطن لزوجته ووجود خلافات مالية حول المؤخر والمستحقات الأخرى، حيث قتل شقيق الزوجة أخو الزوج برصاصة أودت بحياته، وتم نقل القتيل إلى المستشفى، والقبض على المتهم الذى انهار أمام اللواءان محمود فاروق مدير المباحث الجنائية ومجدى عبد العال رئيس قطاع شمال الجيزة معترفا بارتكابه للواقعة، وأرشد عن السلاح المستخدم فى الحادث وأحاله اللواء عبد الموجود لطفى مدير أمن الجيزة للنيابة لمباشرة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة