هل سبق لك أن شاهدت عاطفة مقبلة فى يوم صيفى حار؟ إنه مشهد مذهل وخصوصا على الجبل فى البداية ليس هناك ما يمكن رؤيته غير أنك تشعر بنوع من الإرهاق الذى يخبرك بأن شيئا ما فى الهواء، وبعدها تسمع صوت رعد, وأصوات من هنا وهناك لا تستطيع تحديد مصدره وفجأه تشعر الجبال قريبة بشكل غريب ولايوجد نسمة رياح والسحاب تتجمع فى السماء, الآن تختفى الجبال تقريبا خلف هذا الضباب والغيوم ويرتفع صوت الرعد ويحدث أشياء غريبة.
كل هذا ما يشعرنا به الإعلام والمعارضون للمعارضة خلال هذه الأيام من فعاليات يوم 30 يونيو من هذا العام والدعوات للنزول وما سيحدث فى هذا اليوم ويطلقون عليه يوم الزحف ويوم التطهير ويوم النهاية ويوم إسقاط النظام عن أى نظام تتحدثون مع اختلافى أو اتفاقى مع النظام فقد انتخبا من انتخب الرئيس ليكون رئيساً للبلاد لمدة أربعة أعوام وليس لمدة سنة مع الشغل والنفاذ, هل كان بورق الانتخابات الرئاسية الماضية مدة الانتخاب سنة مع حسن السير والسلوك هذا عبث سياسى وفقد للحلول وإظهار لعدم المشاركة من أجل البلاد , نعم لك كل الحق فى المعارضة وتقديم النصح والارشاد للاخطاء والنقد البناء وتحميل المسئولية للحكومة وللرئاسة على هذه الاخطاء وتقديم البديل الحقيقى لو أنتم تعملون لصالح هذا الوطن . أما ان تدعوا على التمرد والخراب وضياع الأاوطان والسبب فى فوضى عارمة تجتاح البلاد وتتسبب فى إهدار دماء زكية أخرى, فهنا أحدثك بصوت عال أرجوك لا تتحدث باسم مصر ولا باسم الديمقراطية ولا أحترام الآخر ولا تتحدث عن فن استعداء الجميع. فإن كنت أنت كقوى معارضة للنظام تنكر عليهم إقصاءك من المشهد فكيف بك الآن تريد إقصاءهم من المشهد ومن البلاد فلتنظر بعين الاعتبار للمصلحة الوطنية ولنتجرد من كل الانتماءات لصالح بلدنا مصر قبل أن تاتى العاصفة فتأخذ كل شىء, يكفينا ما مضى منذ قيام الثورة من دعوات للحركات والائتلافات والجبهات والحملات , يكفينا اجتماعات ومناقشات وجلسات وحورارت , يكفينا مشادات وتراشقات وطعنات , يكفينا مزايدات وتخوينات وارهاقات , يكفينا أهدار للثروات والمقدرات والاموال , فالينظر الجميع لما يسلب منا الآن حتى لا يأتى يوم لا ينفع فيه الندم .
