واشنطن بوست: سد النهضة يُمثل تهديداً خارجياً لمصر لا تستطيع تحمله.. وإثيوبيا عرضت تصدير الكهرباء للقاهرة.. وخبير عسكرى يؤكد: الجيش قد يفضل الموت فى المعركة عن الموت عطشاً لو فشلت الدبلوماسية

الخميس، 13 يونيو 2013 02:33 م
واشنطن بوست: سد النهضة يُمثل تهديداً خارجياً لمصر لا تستطيع تحمله.. وإثيوبيا عرضت تصدير الكهرباء للقاهرة.. وخبير عسكرى يؤكد: الجيش قد يفضل الموت فى المعركة عن الموت عطشاً لو فشلت الدبلوماسية سد النهضة الإثيوبى- أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بتداعيات أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، وتحدثت الصحيفة فى البداية عن مدى أهمية النيل لمصر، ونقلت عن أحد المزارعين قوله إن: "الزرع والحيوانات والبشر، كلهم يأتون من هذا النهر".

ثم قالت إنه مع تتبع نهر النيل، سنجد تهديداً بزعزعة استقرار توازن قديم الأزل منذ آلاف السنين، وهذا التهديد يأتى من إثيوبيا، ممثلاً فى إنشاء واحد من أكبر السدود فى العالم، وهو سد النهضة.

وبالنسبة لإثيوبيا، فإن السد سيوفر طاقة وفيرة لها ويرفعها من موقعها الذى تمركز فيه بصورة شبه دائمة فى أدنى درجات مؤشر التنمية البشرية فى العالم، لكن بالنسبة لمصر، قد تكون العواقب وخيمة، وتتمثل فى نقص المياه فى جميع أنحاء البلاد، الأمر الذى قد يتسبب فى غضون أقل من عامين فى تلف المحاصيل الزراعية وانقطاع التيار الكهربائى وعدم الاستقرار.

وتتابع الصحيفة قائلة: "بالنسبة لبلد يواجه أزمات محلية بشكل يومى فى أعقاب الثورة، فإن السد يمثل تهديداً خارجياً لمصر لا تستطيع تحمله".

وقال محللون إن إثيوبيا تعتمد على انشغال مصر بمشكلاتها والهشاشة النسبية للأوضاع فيها، لكى تمضى قدماً فى خطط موضوعة منذ فترة طويلة، والتى تم إحباطها بسبب الرفض المصرى.

وبالنسبة للمصريين الذين اعتادوا على الاعتقاد أن بلدهم مركز القوة فى العالم العربى، فإن فكرة الركوع لمنافسها الأفريقى الأضعف تاريخيا يمثل تذكيراً بأن نفوذ بلدهم تتقلص؛ كما أنه اختبار مبكر لحكم الرئيس محمد مرسى الذى بدأ قبل عام، والذى يتعرض لانتقادات بسوء التعامل بشكل كبير.

ونقلت الصحيفة عن اللواء العسكرى المتقاعد طلعت مسلم، قوله إن الخيارات المطروحة الآن قليلة للغاية، وتأتى الدبلوماسية فى المقام الأول، إلا أن نفوذ القاهرة "فى الحضيض".. ولو فشلت المحادثات، فإن قادة الجيش المصرى ربما يقررون أنه من الأفضل الموت فى المعركة عن الموت عطشا.

وتمضى الصحيفة قائلة إن احتمال نشوب حرب مياه أصبح سمة معتادة فى وسائل الإعلام المصرية فى الأسابيع الأخيرة منذ إعلان إثيوبيا عن تحويل مجرى النيل الأزرق من أجل إنشاء السد بعد لقاء بين مرسى ورئيس وزراء إثيوبيا.

واعتبر هذا الإعلان بمثابة صفعة مهينة وإشارة إلى أن أديس أبابا ليس لديها نية التفاوض حول بناء السد، مشيرة إلى أن مرسى فى خطابه مساء الاثنين الماضى لم يكن صريحا للغاية، لكنه حذر من أن كل الخيارات مفتوحة لحماية النهر، وأن البلاد مستعدة للتضحية بدمائها لضمان ألا تضيع قطر واحدة من مياه النيل.

ورأت الصحيفة أن المواجهة تعكس الأهمية الحاسمة لسيطرة على موارد المياه فى المنطقة، فى الوقت الذى يزداد فيه بسرعة تعداد السكان.. فشعبا مصر وإثيوبيا يتجاوزان 80 مليون نسمة، أى ضعف عدد السكان قبل 30 عاما فقط، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 100 مليون نسمة فى كلا البلدين، حتى لو أدى التغيير المناخى إلى تقليل إمدادات المياه.

إلا أن إثيوبيا ترى أن سد النهضة فرصة لتصحيح خطأ معاهدة تقسيم المياه التى تعود إلى الحقبة الاستعمارية، والتى جعلت الجزء الأكبر من المياه فى حصة مصر، بينما تركت القليل لدول المنبع.

وربما تكون مصر هبة النيل مثلما قال هيرودوت، إلا أن النيل ليس لمصر وحدها، حسبما تشير الصحيفة، فهناك 11 دولة تتشارك فى أطول نهر فى العالم، وقد استطاعت إثيوبيا أن تكسب أغلبية هذه الدول فى صفها بوعد بتصدير الكهرباء للمناطق التى تحتاج إلى الكهرباء.. بل إنها عرضت أن تبيع بعضا من طاقة السد الكهربائية المقدرة بستة آلاف ميجاوات إلى مصر.

لكن المصريين لم يهدءوا بالوعود الإثيوبية، وأصبحوا أكثر ذعراً، لسبب وجيه حسبما يقول وزير الرى الأسبق محمد نصر علام، وهو أنه لو مضت إثيوبيا قدما فى خططها فى بناء السد على النيل الأزرق، فإن مصر قد تخسر ربع حصتها من المياه، وحذر من أن هذا سيكون كارثة لمصر، وتخسر مناطق واسعة من البلاد إنتاجها.

ويشير علام إلى أن مصر يجب أن تحاول إقناع إثيوبيا بتخفيض ارتفاع السد البالغ 550 قدما، والذى من شأنه أن يخفف من حدة التأثير، ويقول إن القوى الدولية بما فيها الولايات المتحدة ربما يتم استدعاؤها فى نهاية المطاف للتوسط.

أما هانى رسلان، الخبير فى شئون المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فيقول إن إثيوبيا لديها تطلعات بأن تكون قوة إقليمية على حساب مصر، واستفادت من عدم الاستقرار بعد الثورة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة