مصر هنّجت ومحتاجة ريستارت

عندما تجلس أمام جهاز الكمبيوتر وتحاول فتح أى من الملفات المحفوظة على الذاكرة فتجدها إما غير موجودة أصلا أو يظهر لك جهازك رسالة تنبهك أن الملف به خطأ ولا يصلح، أو بلغة الكمبيوتر الجهاز «مهنج»، فإذا اتصلت بأحد المتخصصين تسأله ماذا أفعل، فسيقول لك حاول أن تغلق الجهاز، ثم افتحه فيما يعرف بكلمة «اعمل للجهاز ريستارت». وإذا شبهنا مصر بجهاز الكمبيوتر وحاولنا فتح الملفات المعنية بها الحكومة فالاحتمال الأول أننا سنجد أن هذه الملفات ليست على أجندة الحكومة أصلا، أو سنجد ملفات بها فيما يخص إدارتها أخطاء جسيمة، فمثلا إذا تحدثنا عن أبسط الملفات، وهى مشكلة القمامة المنتشرة فسنجد بوضوح مدى عجز الحكومة عن حل هذه المشكلة، أما ملف مياه النيل فحدث ولا حرج، والكل رأى بأم الأعين الاجتماع السرى جدا الذى نقل على الهواء مباشرة، ثم تأتى الملفات الأكثر تأثيرا فى يوميات المواطنين، وهى الطاقة من أول الكهرباء المنقطعة إلى السولار والبنزين المختفى، أما عن الخدمات الصحية فأنتم تعرفون جيدا مستواها المتدنى بمجرد دخولكم إلى أى مستشفى حكومى والتعليم، وما أدراك ما التعليم، بالله عليكم كم تنفقون على الدروس الخصوصية فى ظل حكم رئيس منتخب جاء بعد ثورة؟ إن مصر يا سادة تنزل بسرعة الضوء من على سفح الجبل إلى هاوية لا يعلمها إلا الله ولن ينقذها أحد إلا بعمل ريستارت لها كما فعلنا فى الكمبيوتر المهنج، وهذا الريستارت قد تكون بدايته يوم 30-6 عندما ينزل المصريون مستخدمين آلية ديمقراطية فى قمة التحضر، وبناء على المادة الخامسة من الدستور الإخوانى، التى تقول إن الشعب هو مصدر السلطات، لسحب الثقة من الرئيس المنتخب الذى جاء بالصناديق - أى نعم بالصناديق - كما تفعل الدول الأكثر تحضرا وديمقراطية عندما يفشل حاكمها فى إدارة شؤون البلاد، هذا هو يا سادة استحقاق الديمقراطية كاملا، وليس فقط الصندوق.