وراء كل إنسان سر عظيم القدر، كلما اطلعت على أسرار البشر تنتابنى الدهشة من قدرة الله وحكمته، فما من حدث يحدث هباءً ولا عبثًا، ولكن تقدير العزيز العليم الذى أحاط بكل شىء علمًا ولكن أكثر الناس لا يوقنون ويذهبون فى يأسهم ولا يتذكرون أن أيام حياتهم محسوبة بميزان رب وضع بحكمته نظام لكل شىء فى الكون.
إن تأملنا معجزات الأنبياء والمرسلين، سنجدها جميعًا تشاركت فى أمر جليل، سنجدها جاءت بعد أن زاد الألم وانقطع الرجاء، وعند الشعور بأن الظلام انتشر تجد الله بنوره جاء، فينزل الظالم من غروره، ويثق المظلوم من ربه أنه حتمًا سيلبى الدعاء.
وبقلب كل إنسان سر وضعه الله لا يقل عن معجزات الأنبياء، سر استشعر فيه أن معجزة قدرة الله وحكمته تتكرر مع حياة كل إنسان، ربما كان هذا الإنسان ليس بنبى ولا من المرسلين من رب العالمين، لكن قدرة الله دائمة ظاهرة فى أى من المخلوقين، انظر إلى قصتك بإمعان، ستجد الله موجودا بحكمته الآن، إن وزنت أحداث حياتك بميزان الحق ربما اكتشفت العديد من المعجزات تتحقق كل لحظة بحقك، ربما علمت أنك لم تكن بعيدًا عن رحمة ربك، بل منعك بحكمته من شر كنت تسرع إليه بجهلك.
لا تتسرع فقصة حياتك لم تنتهِ بعد، وإن صدقت مع ربك فإنه حتمًا سيصدقك الوعد، فكم من أحداث مرت لم تبصرها القلوب، ولم تعيها العقول، فلا تترك أحداث حياتك تمر بغير كلمة تصدق بها القول، ربما وجدت أنه بانتظارك للفرج تحققت معجزة تحملك، وبألمك تحققت معجزة صبرك، وبزلازل حياتك تحققت معجزة بقائك، لا تظن أنى أواسيك أو أغير معانى الحقائق، تأمل فى قصص الأنبياء والمرسلين ستجدهم رغم مر الحياة إلا أن وعد ربهم بهم لصادق، لا تكتفى بوصف ألمك بل أذكر معجزات ربك بنفسك حتمًا ستعرف الفارق.
محمود كرم الدين محمود يكتب: بمعجزاتك حقيقة ذاتك
الخميس، 13 يونيو 2013 10:10 م