أصبح حسن روحانى وهو رجل دين معتدل عرف بميله للمصالحة فى المحادثات النووية مع القوى العالمية بارقة الأمل الوحيدة للإصلاحيين فى انتخابات الرئاسة المقرر أن تجرى فى إيران يوم الجمعة.
وقد تفضل القوى العالمية أن يخلف شخص مثل روحانى الرئيس المتشدد محمود أحمدى نجاد ويتبع سبلا سلمية للخروج من الأزمة التى تزداد استحكاما مع إيران بسبب نشاطها النووي.
ويجذب تركيز روحانى على إصلاح علاقات إيران الخارجية واقتصادها الذى تضرر من العقوبات ودعوته إلى "ميثاق للحقوق المدنية" كثيرا من افراد قطاع من الإيرانيين يتطلع إلى مزيد من التعددية السياسية والحريات الاجتماعية وإنهاء عزلة إيران الدولية.
لكن المؤسسة المتشددة فى طهران قد تعتبر هذا تحديا للزعيم الأعلى آية الله على خامنئي.
ولم يتضح بعد ما إذا كان روحانى قادرا على جذب ما يكفى من الأصوات من جانب ناخبين يشعرون بخيبة أمل على نطاق واسع من حملة أمنية مستمرة منذ أربعة أعوام ضد الإصلاحيين خاصة وأن البعض يساوره الشك فى السماح بفوز أى مرشح من غير المحافظين.
ويريد خامنئى أن يحقق أحد "الملتزمين بالمبادئ" الموالين فوزا كبيرا وأن يضمن عدم وجود أى معارضة أخرى. وعقد خامنئى العزم على الحيلولة دون تكرار ما حدث فى 2009 عندما وجه زعماء المعارضة اتهامات للسلطة الحاكمة بتزوير انتخابات الرئاسة لصالح أحمدى نجاد وخرج الملايين للشوارع احتجاجا.
وأعلن الإصلاحيون بقيادة الرئيس الأسبق محمد خاتمى تأييدهم لروحانى أمس الثلاثاء بعد انسحاب مرشحهم من سباق يسيطر عليه مرشحون من المحافظين الموالين لخامنئى.
وحصل روحانى على دفعة قوية بحصوله على تأييد معلمه الرئيس الأسبق أكبر هاشمى رفسنجانى وهو منافس مخضرم لخامنئى والذى استبعد مجلس صيانة الدستور ترشيحه الشهر الماضي.
ويقول محللون إن أحد المرشحين المحافظين المقربين من خامنئى يملك أفضل فرصة للفوز فى الانتخابات لكن من المحتمل أن تكون هناك جولة ثانية بعد أسبوع إذا لم يحصل أى من المرشحين على نسبة 50 فى المائة من الأصوات ويحسم النتيجة من الجولة الأولى.
إلا أن روحانى بدعواته الجريئة للاعتدال يبدى علامات قوية على تحدى أى مرشح يتقدم السباق إذا كان الإقبال على التصويت كبيرا.
وترأس روحانى (64 عاما) المجلس الأعلى للأمن القومى فى عهد رفسنجانى وفى عهد خاتمى.
وأشرف روحانى على محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وافقت إيران خلالها على تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم فى الفترة بين 2003 و2005 انتظارا لمزيد من المفاوضات حول تنازلات اقتصادية من الغرب لم تسفر عن شيء.
واستقال روحانى بعد تولى أحمدى نجاد السلطة فى عام 2005 واستئناف أنشطة التخصيب. وروحانى متهم بأنه كان متساهلا أكثر من اللازم فى المفاوضات وهو انتقاد يسعى منافسوه المتشددون لاستغلاله" لكن روحانى أظهر أن الفوز عليه لن يكون سهلا.
وقال إن البرنامج النووى الإيرانى حقق تقدما أثناء رئاسته للمجلس الأعلى للأمن القومى وأنه نجح فى إبعاد البلاد عن مخاطر تعرضها لهجوم.
وطبقا لما ورد فى سيرته الذاتية يفتخر روحانى بأنه لعب أدوارا عكسرية مهمة أثناء الحرب العراقية الإيرانية فى الفترة 1980- 1988 حيث شغل مواقع قيادية من بينها قائد الدفاع الجوى.
ويلقى روحانى على ما يبدو تأييد عدد من أنصار المعارضة الذين تحمسوا لترشيح رفسنجانى وغضبوا لاستبعاده.
وأظهرت لقطات فيديو على موقع يوتيوب مشاركون فى تجمع انتخابى لأنصار روحانى فى طهران أول يونيو .
حسن روحانى وهو رجل دين معتدل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة