رأفت محمد السيد يكتب: الحلقة المفقودة بين العاملين والإدارة؟!

الخميس، 13 يونيو 2013 12:41 ص
رأفت محمد السيد يكتب: الحلقة المفقودة بين العاملين والإدارة؟! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العاملون والإدارة فى جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية شركاء فى تحمل المسئولية، بل هما من وجهة نظرى المتواضعة وجهان لعملة واحدة، فلا تستقيم الأمور فى أى مؤسسة إلا بالتناغم بين الطرفين، ولكن من المعلوم أن الجانب الأكبر من المسئولية يقع على عاتق الإدارة لاسيما مسئولية نجاح المؤسسة أو فشلها، فمن المعلوم أن الإدارة الناجحة إذا ما أرادت استمرارية نجاحها بل ومزيد من التقدم والرقى فعليها أن تعى وتدرك جيدا دور وأهمية العنصر البشرى، وأن العاملين هم الثروة الحقيقية للمؤسسة التى يعملون بها، وهم أدوات النجاح الفاعلة لتحقيق ما هو مستهدف من جانبهم، لذلك فمن الفطنة أن يتم البحث عن كل الوسائل التى تقود إلى تحسين سبل الأحوال المعيشية لجميع الموظفين الصغار قبل الكبار بما يتناسب وظروف وإمكانيات المؤسسة أو الشركة أو البنك لتحقيق الاستقرار النفسى والأسرى لهم بما يساعد فى دفع عجلة الإنتاج لاسيما وأن مصالح العاملين ترتبط ارتباطا وثيقا بمصلحة المؤسسة التى يعملون بها وينتمون إليها، فالمدير الناجح هو القادر على خلق الدوافع لدى مرءوسية وتحفيزهم من أجل إتقان وسرعة العمل.

لذلك فإن شعور العامل بأنه جزء لا يتجزأ من المؤسسة التى يعمل بها ونجاحها نجاح له وفشلها فشل له هو نجاح للإدارة الواعية التى غرست فيه هذا المفهوم، كما أن اقتناع كل عامل فى المؤسسة التى يعمل بها أنه عضو مهم فى هذه المؤسسة مهما كان عمله صغيرا، لأنه لا يوجد أبدا عمل تافه هو نجاح للإدارة أيضا، لذا فإنه يقع على عاتق الإدارة أدوار هامة لضمان نجاح المؤسسة التى تديرها، يأتى فى مقدمتها ضرورة إشباع احتياجات العاملين بشتى أنواعها، وعلى الأخص ما يسمى "التقدير والاحترام والشعور بالمكانة" فكما أن الأبواب المختلفة لا تفتح بمفتاح واحد، فكذلك أنماط البشر المختلفة لا تحفز بطريقة وحيدة، ومن هنا تعددت أنواع التحفيز، فهناك حوافز مادية كالمكافآت، وزيادة الأجور والرواتب والمشاركة فى الأرباح، والترقيات الوظيفية، والمناصب الإدارية وغيرها – كما أن هناك تحفيزا معنويا مثل خطابات الشكر والمشاركة فى القرارات الإدارية والثناء والمديح وشهادات التفوق والتميز وغيرها.

وهناك ما هو الأهم من وجهة نظرى المتواضعة، وهو الحاجة للشعور بالأمان النفسى والمعنوى وكذلك المادى كاستقرار الفرد فى عمله، وانتظام دخله، وتأمين مستقبله – إن مسألة تقدير العامل من الأمور المهمة جدا التى قد لا تعى لها بعض الإدارات التى لا تدرك أهمية ودور الموارد البشرية.

إن التقدير الشخصى للعامل يعنى أنك قد أشبعت حاجة نفسية أساسية بداخله وبالتالى تكون قد وصلت إلى أعماق قلبه ولب فؤاده، أما استخدام القوة والسلطة والإرهاب فى الإدارة يبقى طريقاً ليس آمناً فى أغلب الأحيان لتحقيق النتائج المرجوة فهناك بعض المدراء والقادة يظنون أنه لا بد من وضع مسافة وحواجز بينهم وبين المرءوسين وهم أى القادة والمدراء يعتبرون هذا الابتعاد مصدر قوة وأقول إن هذا الكلام قد يكون مقبولاً قبل أكثر من خمسين سنة، أما اليوم فأصبح الاتباع أكثر ذكاءً وإدراكاً مقارنة بالماضى، لذا على المدراء والقادة أن يخلقوا جواً من العلاقات الإيجابية بينهم وبين العاملين تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل الذى يستمد المدير أو القائد سلطته وقوته منه، إن لقب مدير أو قائد لا يعد نجاحاً بحد ذاته إذا لم يكن صاحبه يدرك ويعى ويعرف معنى الإدارة علما وتطبيقا، فالمدير هو من يجيد إدارة موظفيه بحرفية، هو من يجيد خلق علاقات إيجابية مع العاملين من النقاش والحوار، بحيث تتاح الفرصة للجميع للتعلم والاستفادة من الآخرين، كذلك الاستماع والإصغاء وأخذ وجهات النظر هو علامة المدير الواثق بنفسه أما عند حدوث العكس من القهر والتجاهل ورفض وجهات نظر الآخرين فهذه علامة ضعف من المدير، ولكن للأسف غالباً ما يساء استخدام السلطة من قبل البعض الذى يحاول تسديد نقصهم من خلال السلطة والقوة.

وأخيرا- أناشد كل إدارة مسئولة عن آلاف العاملين، أن يتقوا الله فيهم وأن يدركوا أنه لا سبيل للنجاح ولا للتقدم بدون تحقيق أهم عناصر نجاح أى مؤسسة وهى الاستقرار والأمن للأفراد وإشباع حاجاتهم وتأمين مستقبلهم وشهورهم بالانتماء للمؤسسة التى يعملون بها، فالإدارة ليست كلمة تقال إنما هى أفعال وسلوكيات ينعكس أثرها على العاملين ومن ثم على المتعاملين من العملاء فنجاح العاملين فى تحقيق تقدم المؤسسة هو نجاح للإدارة فى تقديم كافة الحوافز المادية والمعنوية لهم وكيفية تنفيذ مفهوم الإدارة العلمى والفنى.

إن تحقيق طموحات العاملين يحتاج أن تكون هناك حلقة وصل ما بين العاملين والإدارة ، هذه الحلقة تكون من خلال اللقاءات المستمرة من جانب الإدارة مع العاملين، والاستماع إليهم، وتبنى أفكارهم ومقترحاتهم، وإثابة الكفاءات منهم، تكون من خلال دعوات للإفطار فى شهر رمضان يتحدثون فيه ويعرضون نتائج الأعمال ولا مانع من مناقشة بعض الأمور الهامة، تكون من خلال تقديم هدايا عينية ومالية فى المناسبات والأعياد ليستشعر العامل أن الإدارة تشاركه فى كافة المناسبات – هل سنجد الحلقة المفقودة أم نظل نبحث عنها كثيرا؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة