قالت رودينا ياسين، الخبيرة فى الشئون الأفريقية، إن غياب مصر الفعلى فى دول حوض النيل ساعد على دخول فاعلين جدد بالمنطقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والبنك الدولى الذين سيطرون على مقدرات وعقول وإرادة هذه الدول.
وأضافت "ياسين" عبر قناة "المحور" فى حوار لها ببرنامج "حدوتة مصرية"، أن ظهور بعض المصطلحات مثل "تسليع" المياه وخصخصتها وبنك وبورصة المياه التى ترددت بقوى داخل المجتمع المصرى خلال الفترة الماضية ينذر أن هناك حربا مدبرة لتفكيك القوات المسلحة المصرية، الأمر الذى يدعوا إلى التفكير بشكل عاجل للخروج من هذه الأزمة.
وتابعت "ياسين" قائلة، إن هناك ثلاثة محاور لابد أن تقوم بها مصر خلال الفترة المقبلة بالتوازى دون إغفال أحدهما، مشيرة إلى أن المحور الأول قائم على للجوء مصر للتحكيم الدولى فى قضية سد النهضة الإثيوبى لحفظ حصة مصر من مياه نهر النيل وفق الاتفاقيات التى وقعت عليها دول حوض النيل .
وأشارت "ياسين" إلى أن المحور الثانى يتمثل فى إعادة التفاوض مع الجانب الإثيوبى ومراجعة العلاقات المتبادلة بين الطرفين بما يخدم مصالح مصر العليا، لافتة إلى أن إثيوبيا لا يمثل لها نهر النيل كثيراً نظراً لما تمتلكه من أنهر أخرى وتساقط أمطار بشكل مستمر طوال العام، مشددة على أن هناك محرضون يعملون على تقليب دول حوض النيل تجاه مصر.
وتابعت قائلة، إن المحور الثالث يتمثل فى إبرام هدنه لمدة عام مع الجانب الإثيوبى يتم على إثرها تشكيل لجنة دولية بمشاركة الدول المناحة تعمل على تقييم وتشغيل السد وتأخذ فى اعتبارها أن الأراضى الأثيوبية هشة وسدودها معرضة للانهيار، بالإضافة إلى الأضرار المترتبة علية تجاه دول الجوار والمصب وأن يتم توثيق هذا الإنفاق.
وأكدت أن نهر الكونغو مشروع اقتصادى ضخم يحقق طفرة اقتصادية فى القارة السمراء وأنه نهر محلى لا يخضع لأى حسابات دولية ومن يقول بخلاف ذلك يريد عرقلة المشروع، لافتة إلى أنه فكرة قديمة منذ الستينيات وتوقف بسبب حرب 67، مشددة على ضرورة أخذ رأى الخبراء الجيولوجيين لبدء العمل على هذا المشروع.
وطالبت "ياسين" بضرورة إعادة صياغة فن التفاوض مع دول حوض النيل والبعد عن الخيار العسكرى فى حل المشكلات مع تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية تحت مظلة الدبلوماسية الرسمية.