رويترز: مصر تواجه صيفاً طويلاً وسط نقص الطاقة..ومحافظ الأقصر يؤكد انقطاع الكهرباء فى أماكن سياحية هامة.. وأحد مسئولى شركات الأسمنت: الشركة اضطرت لتسريح 600 عامل بسبب عدم توافر الوقود

الأربعاء، 12 يونيو 2013 07:16 م
رويترز: مصر تواجه صيفاً طويلاً وسط نقص الطاقة..ومحافظ الأقصر يؤكد انقطاع الكهرباء فى أماكن سياحية هامة.. وأحد مسئولى شركات الأسمنت: الشركة اضطرت لتسريح 600 عامل بسبب عدم توافر الوقود صورة أرشيفية
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظهر منحة الغاز المقدمة من قطر إلى مصر، مدى صعوبة الصيف الحالى التى تمر به القاهرة، نظراً لأزمة التمويل التى تواجهها، فى ظل الاستياء الشعبى المتصاعد ضد الحكومة من انقطاع الكهرباء، حيث قدمت قطر، الاثنين الماضى، خمس شحنات من الغاز الطبيعى المسال قد تبلغ قيمتها 300 مليون دولار "كهدية للشعب المصرى الشقيق خلال أشهر الصيف".

وقالت وكالة "رويترز" للأنباء إن تراجع مستويات المعيشة فى مصر منذ اندلاع ثورة يناير، تسبب فى خيبة أمل الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذى دفع قوى المعارضة إلى الدعوة لإجراء مظاهرات حاشدة ضد النظام فى 30 يونيو المقبل.

وأشارت "الوكالة" إلى ارتفاع عجز ميزانية الدولة، وتراجع الجنيه المصرى بينما يبدى المستثمرون عزوفاً عن الاستثمار فى مصر، مما أدى لإغلاق مؤشر بورصة القاهرة يوم الاثنين الماضى، عند أدنى مستوى له فى أكثر من عشرة أشهر.

ومن جانبه، قال محمد شعيب، الذى كان يرأس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، ويشغل حاليا منصب العضو المنتدب لاستثمارات قطاع الطاقة فى شركة القلعة للاستثمار المباشر: "سنعانى خلال الصيف.. سيكون الصيف الأقسى والأصعب والأكثر إظلاما الذى تشهده مصر على الإطلاق".

ومنذ الإطاحة بحسنى مبارك أنفقت السلطات أكثر من نصف الاحتياطيات الأجنبية لمصر أو حوالى 20 مليار دولار، كما اقترضت مصر مليارات الدولارات من الخارج، وأجلت دفع مستحقات شركات النفط والموردين الآخرين، لكن لأسباب منها دعم الوقود فإن استهلاك الطاقة يظل مرتفعاً بينما تواجه الدولة صعوبات لدفع مقابل استيراد الوقود لتوليد الكهرباء.

وفى أبريل، قدمت قطر وليبيا قروضا بخمسة مليارات دولار، وقالت ليبيا إنها ستقدم ائتمانا إضافيا بقيمة 1.2 مليار دولار لشراء النفط الخام لصالح مصر بالأسعار العالمية، لكن هذا لن يسد إلا جزءا من عجز الطاقة فى البلاد، وستظل مصر بحاجة إلى شراء الوقود فى السوق العالمية، ونقله من الموانئ إلى محطات الكهرباء وتشغيل تلك المحطات بطاقتها الكاملة تقريبا وتزويد المستهلكين بالكهرباء عن طريق شبكة متهالكة.

وتتضح صعوبة الوضع من خلال اضطرار الحكومة لتخفيف الأحمال عن طريق قطع التيار فى مناطق مختلفة من أنحاء البلاد لفترات قد تصل إلى عشر ساعات، مما أدى إلى احتجاجات فى أواخر مايو، وازدادت المشكلة تعقيدا جراء موجة حر فى أوائل يونيو رفعت الحرارة فى القاهرة إلى 45 درجة مئوية.

وقال محافظ الأقصر عزت سعد لـ"رويترز" إن انقطاع الكهرباء شمل مواقع سياحية مهمة الشهر الماضى، منها معبد يرجع تاريخه إلى 3400 سنة، وناشد القاهرة عدم تكرار ذلك.

وعلى مدى فترة طويلة تحاشت الحكومات المتعاقبة خفض دعم الوقود، والذى تضطر بسببه مصر بعد أن كانت ذات يوم مصدرا صافيا للطاقة إلى استيراد الغاز ومنتجات مثل الديزل وزيت الوقود والبنزين.

كما أن عدم الاستقرار السياسى على مدى عامين تسبب فى تعطيل أعمال التنقيب والحفر فى مناطق امتيازات بحرية وصحراوية مهمة وخفض الإنتاج فى وقت يشهد تنامى الطلب المحلى.

وتسبب أيضا فى تأجيل إقامة بنية تحتية ضرورية لاستيراد الغاز المسال، حيث إن محطتى الغاز المسال الحاليتين لمصر مجهزتان للتصدير فقط مما يعنى أن من المرجح تحويل الشحنات القطرية الخمس إلى عملاء متعاقدين على شراء الغاز المصرى.

ويتوقع المسئولون المصريون أن يصبح بمقدورهم تسلم واردات الغاز المسال بحلول أكتوبر، لكن مصادر بالصناعة تقول إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 14 شهرا قبل تركيب منشأة استيراد عائمة وربطها بالشبكة المصرية.

وفى غضون ذلك خفضت مصر بالفعل صادرات الغاز بما فى ذلك تسليمات عبر خط أنابيب للأردن لتوفير إمدادات لمحطات الكهرباء المحلية.

وتواجه محطات الكهرباء التى تستخدم زيت الوقود صعوبات أيضا مثل عزوف الموردين الأجانب عن تقديم شروط للسداد الآجل ومشاكل فى التوزيع.

وقال شعيب الرئيس السابق لإيجاس: "حتى إذا توافر لديك المال لاستيراد كل الكميات التى تحتاجها فإن إمكانياتنا اللوجستية لا تسمح لنا بنقلها".

وقال متعامل إقليمى فى زيت الوقود: "منذ الثورة يواجهون صعوبات فى نقل زيت الوقود من الموانئ إلى محطات الكهرباء".

وفى أشد الأيام حرا خلال الصيف الماضى وصل استهلاك الكهرباء إلى 27 ألف ميجاوات ومن المرجح أن يتكرر ذلك هذا العام مما يستنزف قدرة قطاع الكهرباء.

وقال أكثم أبو العلا، وكيل وزارة الكهرباء لرويترز: "فى الصيف.. فى رمضان.. قد يرتفع الطلب فى بعض الأيام إلى 29 ألفا.. لا نستطيع العمل بأكثر من 86% من القدرة، 27 ألف ميجاوات هو سقفنا.. وأى شىء فوق ذلك يستلزم منا توفير الطاقة".

وتابع: "قد يؤدى ترشيد استخدام الكهرباء إلى خفض الاستهلاك ألفى ميجاوات على الأقل، خاصة فى حال ضبط مكيفات الهواء عند 25 درجة بدلاً من 18 درجة وغلق الإضاءة غير الضرورية".

وقال إنه سيطلب من المساجد والأبنية الحكومية توفير الكهرباء، مضيفا أن الوزارة اتفقت مع الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة على تخفيف الأحمال فى أوقات الذروة، لكن بعض الشركات تعانى من جراء نقص الطاقة.

وقال محمود عرفات، المتحدث باسم مصنع أسمنت النهضة، إن وقود الديزل نفد فى 28 مايو، مما اضطر الشركة إلى تسريح 600 عامل، وقال مسئول تنفيذى آخر بقطاع الأسمنت إن الإنتاج فى مصانع كبيرة بمحيط العاصمة تراجع بمقدار النصف بسبب نقص الوقود.

وفى ميناء دمياط على البحر المتوسط وهو مركز رئيسى لصناعة الأثاث نظم المئات وقفة خارج محطة الكهرباء المحلية الشهر الماضى احتجاجا على القطع المتكرر للكهرباء والذى عطل المصانع لأيام.

وفى وزارة الكهرباء قدر أبو العلا أن قطع الكهرباء قد لا يتجاوز ساعة واحدة فى اليوم، لكنه عبر عن أمله فى نجاح خطط الحكومة لإدارة الطلب، مضيفاً بالقول: "إذا نجحت كل تلك المحاولات فسيكون صيفا معقولاً.. ولن تحدث انقطاعات للكهرباء".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

م/اسامة ابراهيم احمد عفيفي

السبب ليس نقص الطاقة بل الفساد المستشري في جميع قطاعات الكهرباء تحت مسمع ومرئي وزير الكهرب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة