بدأت فى عمّان اليوم،"الأربعاء"، أعمال "المؤتمر الدولى لأمن الطاقة فى الشرق الأوسط.. الأبعاد الجيوسياسية واستمرارية التزويد، "والذى يعقد بالتعاون بين مركز دراسات الأمن والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا بالأردن ومؤسسة كونراد اديناور الألمانية والمعهد الأمريكى الكورى للبحوث والمجموعة الاستشارية الدولية ومقرها دبى.
ويناقش المؤتمر، الذى تستمر أعماله على مدى يومين بمشاركة خبراء ومسئولين من 70 دولة محاور رئيسية تتناول أثر الربيع العربى على إمدادات الطاقة، وسبل تعزيز الأمن النووى والإشعاعى، وأثر التطورات السياسية فى منطقة الخليج على منظومة الطاقة الدولية، فضلا عن الأبعاد الأمنية والبيئية والقانونية والتشريعية.
كما يناقش المؤتمر مسائل التزويد والخيارات المتاحة للأردن، وجدلية الطاقة النووية وسبل استفادة الأردن منها وفق الضوابط البيئية الدولية، والأوضاع، التى تشهدها منطقة الخليج العربى بالنظر إلى احتمالية التصعيد العسكرى، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردنى مالك الكباريتى فى كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إن تداعيات الربيع العربى كانت من العوامل المؤثرة على بلاده فيما يتعلق بإمداداتها بالطاقة، مشيرا إلى أن توريد الغاز المصرى انخفض لأدنى مستوى ولفترات طويلة امتدت من العام 2011 بسبب أعمال تخريبية استهدفت خط الغاز فى سيناء.
وأضاف، إن الأحداث المصاحبة للربيع العربى قد تثير مخاوف الشركات الاستثمارية وتدفعها لوقف أو تأجيل استثماراتها فى قطاع الطاقة بخاصة القطاعات المتعلقة بالإنتاج والتكرير، مسببة الحد من قدرة الدول المنتجة على مواجهة كامل الطلب مستقبلا.
وأوضح الكباريتى أن أمن الطاقة يرتبط بالعديد من القضايا المتشابكة والأبعاد المتداخلة، مشيرا إلى أن لهذا الموضوع أبعادا إستراتيجية وسياسية وأمنية بعضها داخلى خاص بالدولة المصدرة أو المستهلكة وأخرى لها علاقة بالأمن الإقليمى إلى جانب الأبعاد الاقتصادية والتمويلية والبيئية، لافتا إلى أن معالجة تلك الأبعاد تتطلب تعاون الجميع للتغلب عليها.
وأشار إلى التداعيات المؤثرة للربيع العربى على مشهد الطاقة العالمى من بينها تأثر الإنتاج الليبى من النفط وتراجعه إضافة إلى التخوفات من حدوث صراع عسكرى مع إيران، وتخوفات الدول المستهلكة عالميًا للطاقة من احتمالية انقطاع وارداتها النفطية من مناطق الربيع العربى.
بدوره، أكد ممثل المجموعة الاستشارية رودرى ريتشارد وجود تحديات كثيرة تواجه منطقة الشرق الأوسط فى موضوع الطاقة، لافتا إلى ضرورة إدراكها ومواجهتها.
من ناحيتها، قالت ممثلة المعهد الأمريكى الكورى للدراسات الدولية جينى تاون، إن هناك نزاعات وقلاقل فى إقليم الشرق الأوسط وشيوع ما يسمى بالإرهاب فى عدد من مناطقه ما يجعل من أخذ موضوع الطاقة بالأهمية الكبرى وبعين الاعتبار، مشيرة إلى أن حادثة فوكوشيما فى اليابان جعلت من الخبراء والمتخصصين فى العالم يفكرون مليًا فى موضوع الطاقة وبالمعايير اللازمة لتكون آمنة ومستدامة.
من جانبها، قالت ممثلة مؤسسة كونراد أديناور الألمانية سيمونة هوزر أن مؤسستها تركز على الإنسان والتنمية وتعزيز مشاركة الفرد لتأثيره فى تحقيق أمن الطاقة.
