النفط يهدد بإشعال أزمة جديدة بين دولتى السودان

أثار قرار الرئيس السودانى عمر البشير وقف ضخ نفط جنوب السودان عبر أراضى السودان أزمة كبيرة فى علاقات البلدين تهدد بإشعال النزاع بينهما وعودة القتال من جديد.

وكان الرئيس البشير قد أصدر قرارا بوقف تصدير نفط الجنوب عبر الموانئ السودانية اعتبارا من يوم الأحد الماضى، وذلك بسبب اتهام الخرطوم لجوبا بتقديم الدعم العسكرى للجبهة الثورية المتمردة فى جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتى ترفع السلاح فى وجه حكومة الخرطوم.

ولم يقف الأمر على وقف العمل باتفاق النفط فقط بل ألغت السلطات السودانية أيضا الاتفاقات الأمنية والاقتصادية مع جنوب السودان التى أبرمتها.

من جانبها تنفى جوبا تقديم الدعم للمتمردين الذين يسعون للإطاحة بالبشير معتبرة أن قرار وقف تصدير النفط غبر موانى السودان يعتبر قرار "غير حكيم"، ومن شأنه أن يتسبب فى حدوث كارثة بيئية قد تمتد آثارها إلى دول الجوار.

فى مقابل ذلك تؤكد الخرطوم أن جوبا كثفت خلال الأيام الماضية من تجهيز وإمداد قوات الجبهة الثورية بتوفير العربات والوقود والذخائر وقطع الغيار وكميات متنوعة من الأسلحة، إضافة إلى عمليات التشوين عبر الحدود مع السودان وبإشراف مباشر من ضباط فى استخبارات الجيش الشعبى بدولة الجنوب.

كما تؤكد أن هناك اعترافات متنوعة حصل عليها جهاز الأمن والمخابرات من مصادر داخل دولة الجنوب وعدد من المتمردين الذين تم إلقاء القبض عليهم، تؤكد إصرار دولة جنوب السودان على دعم حركات التمرد أملا منها فى إحداث تغيير فى الخرطوم.

ومع ذلك أعلنت الخرطوم استعدادها للعودة عن قرار وقف تصدير النفط فى حال كفت جوبا عن دعم المتمردين، فى الوقت الذى أعلنت فيه حكومة الجنوب أنها ستلجأ إلى وسطاء الاتحاد الأفريقى لحل الخلافات.