تأمل الإيرانيات أن تأتى لهن الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها بمزيد من الحريات وفرص العمل، التى حرمن منها خلال فترة رئاسة محمود أحمدى نجاد، والتى استمرت ثمانى سنوات.
وفى دولة تعانى فيها النساء من قيود متزايدة، تبذل النساء جهودا كبيرة لتغيير النظرة إلى المرأة الشرق أوسطية، مقموعة، ومغطاة بغطاء أسود وتعيش فى عالم يكره الأجانب.
وقالت صاحبة متجر فى طهران، "ألاحظ أن الفتيات يحاولن أن يتعلمن لغات جديدة وفنونا جديدة، ويعملن بجد للغاية لأن جميعهن يردن أن يحققن شيئا ويحصلن على مكانة لائقة بهن، لكن للأسف لم يستطعن تحقيق ذلك حتى الآن".
ومع تضخم بلغ أكثر من 30 فى المائة ومعدل بطالة أكثر من 14 فى المائة، تمنع الأجيال الشابة وخاصة النساء، وهن يشكلن أكثر من نصف المجتمع، من الوصول إلى سوق العمل الذى يسيطر عليه الرجال.
وتدرس مريم، وهى شابة فى الثلاثين من عمرها، درست الكيمياء واللغة الانجليزية فى مدرسة لغات، حيث أنها لم تحصل على وظيفة مناسبة ترتبط بتخصصها.
وقالت، "كنت طالبة جيدا جدا فى المدرسة العليا، وملتزمة وجادة فى العمل، الآن أعرف لغتين الإنجليزية والفرنسية، لكن ليس لى حتى الآن فرصة أبرز فيها مهاراتى، وأحاول أن أفعل الأفضل".
وأضافت، "يسعدنى كثيرا أن أرى الكثير من السيدات الخريجات اللائى لديهن قدرات ليحتللن مواقع فى الوزارات، أو يكن مديرات أو وزيرات".
وتشكل النساء فى إيران الأغلبية فى الجامعات، وخلال العامين الماضيين تفوقن على عدد الطلاب.
وتحدد الانتخابات القادمة خليفة أحمدى نجاد، الذى لا يستطيع خوض الانتخابات على فترة ولاية ثالثة طبقا للدستور الإيرانى، وتشكل الانتخابات تحديا كبيرا للمؤسسة التى يسيطر عليها رجال الدين بعد انتخابات عام 2009 الخلافية.
وتسببت هذه الانتخابات فى أسوأ اضطرابات محلية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ولايزال العديد من طلاب الجامعة والإصلاحيون فى السجون بعد حملة اعتقال واسعة النطاق.
ومن بين المرشحين، يحرص الوسطى حسن روحانى على عدم مواجهة السلطات بطريقة مباشرة بشأن هذه الحملة، ولكنه دعا قوات الشرطة للتوقف عن مضايقة النساء بشأن اختيار ملابسهن فى الأماكن العامة، ولاستعادة حرمة الجامعات وطلابها، وقال روحانى لحشد من الفتيات الداعمات له خلال حملة انتخابية، "يتعين أن تشعر فتياتنا بالأمن فى الشوارع".
وخلال مناظرته التلفزيونية، قال روحانى، إنه سيشكل وزارة لشئون المرأة إذا انتخب، ولكن سعيد جليلى، كبير المفاوضين الإيرانيين، قال، إن أفضل وظيفة للمرأة هى أن تكون أُماً، ويمكن للنساء دخول الانتخابات فى البرلمان والعمل كنواب، رغم عدم قدرتهن على خوض السباق الرئاسى.
وتقدمت أكثر من مائة امرأة الشهر الماضى للتسجيل لدخول السباق على انتخابات الرئاسة الإيرانية، ولكن جميع محاولاتهن باءت بالفشل، بعد رفض مجلس صيانة الدستور قبول أوراقهن، ليواصل الاتجاه المتبع منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
ومجلس صيانة الدستور هو هيئة تراقب وتشرف على الانتخابات، وهى مجموعة غير منتخبة يمكن لها أن تمنع مرشحا من خوض الانتخابات لأسباب دينية أو دستورية، وحرم المجلس العام الماضى ألفى مرشح من خوض الانتخابات البرلمانية، من بينهم العديد من النساء.
ولكن فى دولة تحرم فيها المرأة من بعض حقوقها، من الصعب أن تتكهن بمتى يمكنهن الترشح للمنصب الرئاسى.
الإيرانيات يأملن فى مستقبل أفضل فى بلادهن بعد الانتخابات القادمة
الأربعاء، 12 يونيو 2013 09:23 م