نشر موقع "أفريكان أرجيومينت" الأفريقى، اليوم، تحليلا قدمه سيف العزيز ميلاس، مؤلف كتاب "مشاركة نهر النيل: مصر وإثيوبيا والعلاقات الجيوسياسية للمياه حول أزمة نهر النيل" والذى عمل كباحث فى برنامج الأمم المتحدة للتنمية والاتحاد الإفريقى.
فى البداية وصف "ميلاس" المؤتمر الذى عقده الرئيس محمد مرسى مع رؤساء الأحزاب، وتم بثه على الهواء بدون أن يعلم الحضور، بأنه كان بداية الكوميديا، قائلا إن خبر تحويل مجرى النيل قدم للسياسيين الفرصة لتكرار الأساطير البائدة حول نهر النيل وملكيتهم له والاستعداد للحرب من أجله.
وقال الكاتب، إن هذا المؤتمر تضمن إِشارة من عدد من السياسيين المصريين لتدمير السد والتدخل فى الشئون الإثيوبية، وهو ما علق عليه المتحدث الرسمى باسم رئيس الوزراء الأثيوبى قائلا، يوم الثلاثاء، إن زعماء مصر قاموا من قبل بمحاولات غير ناجحة لإثارة الاضطرابات فى إثيوبيا.
وبالرغم من أن الرئيس المصرى لم يعلق على هذه التلميحات، فإنه أكد على احترام إثيوبيا وشعبها وأنه لا يعتزم اتخاذ أى إجراءات تتسم بالعنف ضد إثيوبيا، ومع ذلك، صرح مسئول مصرى بأن مصر سوف تطلب من إثيوبيا التوقف عن بناء السد، فرد عليه المتحدث الرسمى باسم رئيس وزراء إثيوبيا قائلا "إن هناك من يعتقدوا أن بإمكانهم الوقوف ضد محاولات إثيوبيا التنموية بما فى ذلك بنائها لسد النهضة".
وأشار الكاتب إلى أن مصر أمضت عقودا طويلة وهى تروج لأساطير عديدة بشأن نهر النيل، بما فى ذلك أسطورة ملكية مصر لمياه النهر بناء على القانون الدولى، بالإضافة إلى أن مصر سوف تستخدم السلاح ضد دول المنبع إذا ما حاولت عمل أى شىء بدون تصريح من مصر، وتزعم مصر ملكيتها لمياه نهر النيل بناء على اتفاقيتين مع القوى الاستعمارية فى 1929 و1959.
وأشار الكاتب إلى أن مزاعم مصر بشأن اعتمادها على مياه نهر النيل وأحقيتها فى إدارته كانت تنضوى دائما على مبالغات فى إدراكها لقدراتها واحتياجاتها على حد سواء، بالإضافة إلى التقليل من شأن بلدان وشعوب الجنوب. وإن لم تكن كذلك فكان عليها أن تضع فى اعتبارها احتياجات شعوب حوض النيل ومصالحهم، وهو ما كان سيجعل مصر تدرك أن الحفاظ على مصالحها بعيدة المدى يقتضى التعاون مع دول حوض النيل بدلا من التركيز على التهديد.
ومن جهة أخرى، كانت مصر تعتمد إلى حد كبير على أن دول حوض النيل تعانى من الاضطرابات والكوارث والانهيارات الاقتصادية، وبالتالى فليس لديها أى أمل فى البدء فى تنمية بنيتها التحتية، ولكى تبنيها فإنها بحاجة إلى الحصول على تمويل المنظمات الدولية، وهو ما لن يتم بدون موافقة مصر، وهو ما لم يعد ممكنا إذ أن هناك دولا أخرى مستعدة لتمويل تلك المشروعات الآن.
وبالتالى، يعتقد الكاتب أن من المستبعد أن تنشب حرب حول مياه نهر النيل فى المنطقة لأن جميع من يتحدثون عن ذلك الخيار لا يستطيعون تحمل كلفته.
ويختتم الكاتب تحليله قائلا إن مصر وإثيوبيا والسودان لديهم العديد من العقبات والمشكلات المتعلقة بمحدودية الموارد من الأرض والمياه، بالإضافة إلى التزايد المستمر لأعداد السكان. ومن ثم، فإن هذه الدول الثلاث عليها أن تركز على التنمية ومواجهة تلك العقبات بالتعاون معا لإيجاد موارد مستدامة للطاقة، والتخلى عن الخطاب الذى يدعو للمواجهة والحرب.
كاتب إفريقى: لا يمكن أن تنشب حرب حول مياه النيل
الثلاثاء، 11 يونيو 2013 03:00 م
سد النهضة الإثيوبى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
ابو تشت
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
ممكن
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفي محمود
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل