لطالما ربطت ليون ويسلتير علاقة وثيقة بإسرائيل، لكن الكاتب الأمريكى- الإسرائيلى يخشى الآن من أن يكون وجود الكيان الإسرائيلى نفسه فى خطر، ويلقى باللائمة فى ذلك بشكل كبير على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
ويسلتير يزور إسرائيل هذا الأسبوع للحصول على جائزة مرموقة، ولينضم لقائمة من اليهود الأمريكيين الذين وجهوا سهام النقد لإسرائيل فى السنوات الأخيرة.
إسرائيل بالفعل لها عدد كبير من النقاد، وباتت فكرة صعبة على الإسرائيليين سماع كلمات قاسية من أولئك النقاد، خاصة من مثقفين ومفكرين كانوا يعتبرونهم حجر زاوية فى دعم الحلم الإسرائيلى.
وظل ويسلتير، المحرر الأدبى لمجلة "الجمهورية الجديدة"، طيلة ثلاثة عقود، حيث أسهمت مقالاته فى إثراء الحوار الوطنى حول الشئون الراهنة، وفاز أيضا بجائزة الكتاب القومى اليهودى عام 1998 عن كتابه "قادش" والتى تعنى "مقدس" فى اللغة الآرامية، عن تأملاته فى صلاة الحداد اليهودية.
وقال ويسلتير خلال مقابلة أجريت معه فى تل أبيب بعد تلقيه جائزة دان ديفيد، والتى تبلغ قيمتها مليون دولار، عن إسهاماته فى الفكر والفلسفة المعاصرة: "ما لم يتم التوصل لحل للصراع الإسرائيلى الفلسطينى، لن تبقى الدولة اليهودية طويلا"، مضيفا، "إن عقارب الساعة تدق فى عكس اتجاه مصلحة إسرائيل، وأنه فى حال عدم انسحابها من الأراضى الفلسطينية، فستتحول إلى شىء من اثنين، دولة يهودية غير ديمقراطية، أو دولة ديمقراطية غير يهودية"، على حد وصفه.
وقال ويسلتير، ذلك الرجل المعروف بشعره الطويل الأبيض، "أحد الصفات المخزية فى حكومة نتنياهو، هو مواصلتها استبعاد المطلب الفلسطينى عن المائدة".
ويسلتير أعلن آرائه فى مقال كتبه لمجلة "الجمهورية الجديدة" فى ديسمبر الماضى، وقال، إنه لم يعد يعتقد أن السلام فى الشرق الأوسط قد يتحقق وهو بعد على قيد الحياة.
وبدأ عدد من يهود أمريكا البارزين يبدون مخاوف مشابهة بشأن مستقبل إسرائيل، كان أبرزهم زميل ويسلتير السابق فى المجلة، المؤلف بيتر بينارت.
وعلى النقيض، تقف العديد من الجماعات اليهودية فى الولايات المتحدة وراء سياسات الحكومة الإسرائيلية، وتدعمها أو على الأقل تترك الأمر لإسرائيل كى تتولى شئونها بنفسها، وبعض تلك الجماعات يعلن دعمه الصريح للتيار المتشدد فى إسرائيل.
ويسلتير أشار إلى أنه يلقى باللائمة أيضا على الفلسطينيين فى جمود عملية السلام، خاصة لسماحهم باستقالة الاقتصادى الفلسطينى البارز، سلام فياض، من منصب رئيس الورزاء.
فياض ساعد فى بناء مؤسسات الحكومة، وضبط وتطهير التمويل فى السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب.
وقدم استقالته فى إبريل الماضى بعد ست سنوات قضاها فى المنصب، وسط صراعات متكررة مع الرئيس، محمود عباس.
ويسلتير يقول: "لم يرفع أحد إصبعا لمساعدة سلام فياض، وهو الزعيم الفلسطينى الذى كنا جميعا ننتظره، لا الفلسطينيين ولا الإسرائيليين (ساعدوه) أتى ورحل، إنها فضيحة تاريخية مدوية".
وأكد أنه سيحاول زيارة الأراضى الفلسطينية، وقال أيضا، إنه يستمتع بالتواجد فى إسرائيل رغم نقائصها الكثيرة، مضيفا، "أشعر أنى فى وطنى هنا".
