السياسة هى الإجراءات والطرق التى تؤدى إلى اتخاذ قرارات من أجل المجموعات و المجتمعات البشرية، ومع أن هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول وأمور الحكومات، فإن كلمة سياسة يمكن أن تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أى جماعة وقيادتها، ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد، بما فى ذلك التجمعات الدينية والأكاديميات والمنظمات.
والسياسة هى علاقة بين حاكم ومحكوم، وهى السلطة الأعلى فى المجتمعات الإنسانية؛ حيث السلطة السياسية تعنى القدرة على جعل المحكوم يعمل أو لا يعمل أشياء سواء أراد أو لم يرد، وتمتاز بأنها عامة وتحتكر وسائل الإكراه كالجيش والشرطة وتحظى بالشرعية.
لقد بدأت مقالتى بالتعريف بمعنى السياسة؛ وذلك لأن الكثير من الناس لا يعرف المعنى الحقيقى لهذه الكلمة، بل وهناك من يخشى مجرد ذكر هذه الكلمة وكأنها عار أو كفر، وهذا مغاير تمامًا للواقع، ولكن هذا المفهوم ما تم تصديره إلينا على مدار سنوات عديدة ؛ حتى لا يقترب المواطن البسيط من مجرد محاولة لفهم معنى السياسة، ولكن لا أعفى نفسى أولا من الذنب ثم حضراتكم من عدم محاولة معرفة معنى السياسة، بل وترك السياسة للمختصين فقط وكأننا كنا نثق بهم ثقة عمياء لإدارة شئون بلادنا.
السياسة أيها السادة ليست عيبًا أو عارًا أوكلمة تدل على الكفر ولا يجب الاقتراب منها، بل واجب على كل منا أن يعرف معنى السياسة ويتعمق فى فهم سياسة بلاده بل والعالم من حوله؛ لأن هذه حياتك فاجعل نفسك من يقرر ولا تجعل أحدًا يقرر نيابة عنك.
هناك الكثير من الناس يتقولون على السياسة ويقولون: إن السياسة تفسد الدين وتفسد الأخلاق، وأنا أقول لهؤلاء: نحن من نفسد الدين ونحن من نفسد الأخلاق وليست السياسة بل نحن من نفسد السياسة نفسها فهذه السياسة مارسها الأنبياء والرسل ومارسها الخلفاء الراشدون ومارسها العظماء ومارسها الظالمون المجرمون فهل العيب فى السياسة أم فى الأشخاص الذين يمارسونها بطريقة خاطئة.
من يفشل فى القيادة يجد من يدافعون عنه بقولهم "هى دى السياسة" وكأنها هى الفاشلة وليست هو بينما من ينجح فى القيادة يقولون أنه يتمتع بحسن القيادة والقوة والشجاعة، ولكن السياسة تظل فاشلة فى رأيهم فهل السياسة من تفسد القادة أم القادة هم من يفسدون السياسة ؟
عبد الله عطية يوسف يكتب: السياسة لا تفسد أحدًا
الثلاثاء، 11 يونيو 2013 04:24 م