قال الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فى أولى تصريحات له خلال أزمة وزارة الثقافة، "إننا للأسف فى كثير من الأمور نعلى المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، فالموقف الصحيح من أى طرفٍ كان يجب أن يبنى على أمور دقيقة وحقائق لا على مصالح شخصية"، مؤكدا أن الثقافة فى تدن شديد فى ظل دولة تعانى من تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.
جاء ذلك خلال حفل توزيع جوائز نادى القصة الذى أقيم مساء أمس الاثنين بمقر النادى بجاردن ستى بحضور كل من والناقد الدكتور جمال التلاوى، رئيس الهيئة العامة للكتاب، والروائى نبيل عبد الحميد، رئيس النادى، وأعضاء مجلس الإدارة.
وأضاف "عبد الرحمن" بناء على تجربة عملى بالهيئة فإن كل من له مصلحة ذاتية داخل الهيئة، ولم تتحقق فإنه يعادى الهيئة فى كل جوانبها ولا يذكر لها حسنة واحدة وهذه هى المشكلة، فمنذ عدة شهور جاء إلى مكتبى أمين اللجنة الثقافية بمجلس الشورى، طالبا منى تعيين بعض الأشخاص فى الهيئة، فقلت له إن الهيئة بها 16 ألف موظف، وأن الهيئة لا يوجد بها وظائف خالية، وبعدها صرح أمين اللجنة فى الكثير من المواقع الإخبارية، أن الهيئة العامة لقصور الثقافة لم تقدم للثقافة أى فائدة.
وأدان "عبد الرحمن" المثقفين وما يتم فى انتخابات اتحاد الكتاب من مؤامرات وحيل بغيضة يعف عنها البسطاء الذين نقول عنهم نحن المثقفون إنهم لا يملكون الوعى الكافى، فالمثقفون ليسوا ملائكة.
وأكد "عبد الرحمن" على أنه سيحافظ على الهيئة العامة لقصور الثقافة كمؤسسة لكل المصريين، عصية على أى مؤسسة حزبية أو طائفية، فلن يستطيع أحد أن يحولها لخدمته، وستظل تقدم ما تقدمه من ثقافة لكل المصريين.
وصرح "عبد الرحمن" فى نهاية كلمته إنه ابتداء من المسابقة القادمة ستساهم الهيئة العامة لقصور الثقافة بنصف تكاليف المسابقة التى يقيمها نادى القصة.
وقال الدكتور "جمال التلاوى"، رئيس الهيئة العامة للكتاب، "إن وجودى بنادى القصة يمثل سعادة لى فهى بيتى الأول"، وتحدث عن قبوله للمنصب الحالى قائلا: "إننى لست غريبا على الثقافة ومرور ثلاثين عاما على اشتغالى بالثقافة كافيا لعرض هذا المنصب علىّ، ولذلك قبلت".
وأضاف "التلاوى" ليس لى علاقة بقرارات الدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، ولكن الأمر أن لوائح النشر داخل أى سلسلة بالهيئة تقول "لكل كاتب أن ينشر عملا واحدا داخل إحدى السلاسل التى تصدرها الهيئة"، فى حين أنه تم نشر 4 أعمال كدفعة واحدة لكاتب واحد فى الشهر الأخير قبل أن يتولى المنصب، وذلك مخالفا للقواعد، وهذا الكاتب هو عضو مجلس إدارة وعضو لجنة مكتبة الأسرة، رافضا ذكر اسم هذا الكاتب.
وصرح "التلاوى" أنه بداية من العدد القادم لمجلة القصة التى يعدها نادى القصة، ستتم طباعة وتكاليف إعدادها من ميزانية الهيئة العامة للكتاب، وأضاف أن الرواية المخطوطة الفائزة بجائزة نادى القصة سيتم طبعها ونشرها فى إحدى السلاسل الصادرة عن هيئة الكتاب.
وقال الروائى "نبيل عبد الحميد"، رئيس نادى القصة، إنه فى كل عام فى هذه المناسبة، يكتسب النادى شرعيته بدعوة وزير الثقافة لتوزيع الجوائز، ولكن النادى هذه المرة لم ير شرعية فى ذلك، خاصة وأن الوزير أصبح محل رفض الجميع، مؤكدا أنه لم يجد شرعية إلا لوجود التلاوى وعبد الرحمن، نظرا لأنهم من أبناء هذا المكان، ولهذا تمت دعوتهم، ولم توجه دعوة لوزير الثقافة.
الدكتور "جمال نصر"، أمين الصندوق المالى لنادى القصة، الذى قال عن نادى القصة أنه يتعرض لمشكلة كبيرة بسبب وزارة الثقافة، مشيرا إلى أن النادى كان يحصل على 100 ألف جنيه ليمارس نشاطه، لكن بعد الثورة اختزل هذا المبلغ إلى 75 ألفا ثم إلى 50 حتى أصبح الآن 25 ألفا فقط، واصفا ذلك بأنه خطة لتفريغ نادى القصة من نشاطه الذى لا يستطيع أحد أن ينكره.
وأضاف "نصر" إذا كانت وزارة الثقافة كما نسمع تحاول تغيير مسار الثقافة فى مصر إلى أوجه أخرى لا يعلمها أحد، فإن ذلك يعنى أن نادى القصة سيفقد حتى الـ25 ألف وسيتوقف نشاطه.
بدأ بعد ذلك الكاتب محمد القصبى، مقرر لجنة الجوائز بالنادى، فى إلقاء كلمته تمهيدا لإعلان أسماء الفائزين وتكريمهم قائلا إنه يخشى على الثقافة المصرية فى ظل النظام الحاكم، لأن هذا النظام لا يريد علما ولا ثقافة أنما يريد سمعا وطاعة فقط.
وأعلن "القصبى" أسماء الفائزين كلآتى: فى الرواية وفازت بها الكاتبة صباح عبد النبى عن روايتها "شذوذ اضطرارى" والرواية المخطوطة وقد تم حجب جائزتها الأولى، بينما فاز بالجائزة الثانية الكاتب محمد سالم أحمد سالم عبادة عن روايته "كلام" وفاز بالجائزة الثالثة الكاتب محمد عبده العباسى عن روايته "ذاكرة لأوراق المدينة".. أما فى فرع القصة القصيرة المخطوطة فقد فاز بجائزتها الأولى القاص منير السيد محمد عتيبة عن قصته "اسمى عوض عزت عبد المولى".. وفاز بالجائزة الثانية القاص العراقى على محمود غدير الجميلى عن قصته "امرأة فى فنجان"، بينما فاز القاص محمد عثمان كامل بالجائزة الثالثة عن قصته "فى لمح البصر"، وبالجائزة الخامسة عن قصته "المؤسسة".. وفاز القاص عبد المؤمن أحمد عبد العال بالجائزة الرابعة عن قصته "ورقة لحمة".
الجدير بالذكر أن هذه الدورة هى الدورة الـ41 بالنسبة للعمل الروائى، والدورة الـ55 بالنسبة للقصة القصيرة، والـ24 بالنسبة للرواية المنشورة.
خلال توزيع جوائز نادى القصة.."عبد الرحمن" فى أول تصريح حول الأزمة:الثقافة فى تدنٍ بسبب "الشخصنة"..و"التلاوى":لا علاقة لى بقرارات الوزير ووجدت أخطاء بالنشر..ورئيس النادى:لم نوجه دعوة للوزير لعدم شرعيته
الثلاثاء، 11 يونيو 2013 03:45 ص