كلام الرئيس مرسى.. 8 4 % عبارات إنشائية بلا معلومات و5 1 % إجابات خارج السياق و6 3 % إجابات مباشرة 8 سلبيات معلوماتية بالحديث يتصدرها الحجب وعدم الدقة والتعميم والخلط

الإثنين، 10 يونيو 2013 10:21 ص
كلام الرئيس مرسى.. 8 4 % عبارات إنشائية بلا معلومات و5 1 % إجابات خارج السياق و6 3 % إجابات مباشرة 8 سلبيات معلوماتية بالحديث يتصدرها الحجب وعدم الدقة والتعميم والخلط الرئيس محمد مرسى
تحليل يكتبه: جمال محمد غيطاس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه الأهرام للرئيس مرسى 40 سؤالا فى الحديث الذى نشر أول من أمس الجمعة، فكيف أجاب عليها الرئيس؟.. هل أعطى الشعب حقه فى المعرفة؟ هل قدم المعلومات والبيانات التى كان يتعين عليه بحكم الأسئلة تقديمها للشعب؟... هل أنفق الرئيس ثلاث ساعات من وقته فى هذا الحوار حسب ما نشرت الأهرام لكى يقدم شيئا محددا مفهوما مفيدا ذا قيمة يساعد الشعب على بناء موقف واع مستنير مما يحدث ويجرى من حوله داخل الوطن وخارجه؟ كيف رتب الرئيس القضايا الأربعين التى طرحتها عليه الأهرام من حيث حجم الاهتمام والوقت المخصص لكل قضية؟.. يحاول هذا التحليل الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، وإجمالا كشف التحليل عن أن متوسط انتشار العبارات الإنشائية الخالية من البيانات والمعلومات فى حديث الرئيس وصل إلى %48، ومعدل انتشار الإجابات المباشرة الحاملة لمعلومات تمثل إجابة على الأسئلة المطروحة بلغ %36، فيما كانت %15 من إجابات الرئيس خارج نطاق الأسئلة الموجهة إليه.
استخدم فى هذا التحليل سبعة معايير تم من خلالها القيام بتقصى أوضاع المعلومات والبيانات فى كلمات الرئيس، من زاوية حق الشعب فى المعرفة، ومدى التزام الرئيس بالوفاء بهذا الحق، وقد تمثلت هذه المعايير فيما يلى:
1 - ترتيب القضايا الأربعين المطروحة على قائمة أولويات الرئيس استنادا لعدد الكلمات التى حظيت بها كل قضية.
2 - التركيب الإجمالى لكلمات الرئيس طبقا لمحتواها المعلوماتى، وهل كانت تحمل معلومات وإجابات مباشرة أم جملا إنشائية أم معلومات خارج السياق.
3 - معدل انتشار الكلمات التى تحمل معلومات وإجابات مباشرة محددة على الأسئلة.
4 - معدل انتشار الكلمات التى تحمل معلومات وإجابات خارج سياق الأسئلة.
5 - معدل انتشار العبارات الإنشائية الخالية من المعلومات والبيانات.
6 - مستوى اكتمال الإجابة على الأسئلة، هل أجاب على كل مقاطع السؤال أم لا.
7 - معدل انتشار السلبيات المعلوماتية فى الإجابات، من حيث الحجب وعدم الإفصاح والعمومية وعدم التحديد والخلط والنقص وغيرها.
لتفعيل هذه المعايير السبعة جرى تحليل مضمون خطاب الرئيس كلمة كلمة، وتصفية ما فيه من معلومات وعزله عن الجمل الإنشائية، ومقارنة الأسئلة بالإجابات، واستخدام برمجيات الفرز والتصنيف والتحليل الإحصائى فى الوصول إلى قيم إحصائية لكل معيار حسب مقتضيات التحليل، وكانت النتائج كالتالى:
ترتيب القضايا فى ذهن الرئيس
باستخدام معيار عدد الكلمات التى حظيت بها كل قضية فى حديث الرئيس، اتضح أن ترتيب القضايا فى ذهن الرئيس مرتب تنازليا كما هو موضح فى الشكل رقم «1»، حيث كانت القضية الأولى التى تشغل بال الرئيس واستحوذت على الجزء الأكبر من كلماته هى قضية «ما الذى لم يتحقق خلال العام الأول للرئيس فى السلطة»، وكانت محور السؤال الثالث، حيث حظيت بـ%11 من كلمات الرئيس خلال الحديث، يليها قضية برنامج المائة يوم بنصيب %9، ثم العلاقة مع أمريكا فى المركز الثالث %7، وفى المركز الرابع جاءت قضيتا الأزمات مع الجيش والقضاء والإعلام، والقدرة على تحقيق أهداف العام الأول بالسلطة.
أما ذيل القائمة فى اهتمامات الرئيس فكانت بدائل زيادة إيرادات مصر من المياه التى حظيت بـ%0.3 من كلمات الرئيس واحتلت المرتبة الأربعين فى قائمة أولوياته، تسبقها بفارق ضئيل قضية السياسة الخارجية والعلاقات مع دول الخليج، والتى احتلت المرتبة 39 فى ذهن الرئيس، ثم مظاهرات تركيا والانتخابات البرلمانية المقبلة التى حصل كل منها على %1 فقط من كلماته واهتماماته بالحديث، ويوضح الجدول باقى ترتيب القضايا لدى الرئيس.
المحتوى المعلوماتى
عند النظر بصورة إجمالية على إجابات الرئيس اتضح من التحليل أنه قدم إجاباته على الـ40 سؤالا فى 4357 كلمة، كان من بينها 1080 كلمة تمثل %25 من الإجابات تحمل معلومات وإجابات مباشرة محددة على الأسئلة، و580 كلمة بنسبة %13 تحمل معلومات وإجابات مختلفة خارج سياق الأسئلة المطروحة، ولا ترتبط بالمعلومات التى كان من المتعين على الرئيس تقديمها للشعب وهو يجيب على الأسئلة، وكانت هناك 2697 كلمة تمثل %62 من كلمات الرئيس خالية من المعلومات والبيانات، وتعد فى مجملها عبارات وجملا إنشائية عامة، يمكن اقتطاعها من سياق الحديث دون أن يخل ذلك بالمحتوى المعلوماتى الوارد بالحديث، والملاحظة التى يمكن الخروج بها من هذا المعيار فى التحليل أن %75 من كلمات الرئيس فى هذا الحوار لم تحمل قيمة معلوماتية حقيقية للشعب، وكانت أقرب إلى اللغو القابل للحذف بلا ضرر.
تفكيك النتائج
تحاول المعايير الثلاثة التالية تفكيك ما تم التوصل إليه فى المعيار السابق، من خلال التعرف على توزيع الكلمات الحاملة للمعلومات والكلمات الخارجة عن سياق الأسئلة، والكلمات الإنشائية، على القضايا الأربعين التى أجاب عليها الرئيس، وذلك للتعرف على القضايا التى كان فيها الرئيس محددا مباشرا يقدم للشعب معلومات قابلة للاستخدام فى بناء الوعى العام، والقضايا التى قرر أن يكون فيها إنشائيا خطابيا خالى الوفاض من المعلومات، والقضايا التى قرر فيها الرئيس أن ينصرف بإجابته عن السؤال الأصلى ويقدم إجابة على أشياء أخرى.
الإجابات الحاملة للمعلومات
يعرض الجدول رقم «3» ترتيب القضايا الأربعين من حيث معدل انتشار الكلمات التى قالها الرئيس، وكانت تحمل معلومات وإجابات مباشرة محددة على الأسئلة، ويلاحظ من هذا الجدول أن قضايا التصالح مع رموز النظام السابق والسياسة الخارجية والعلاقة مع قطر والفساد وتصريحات ضاحى خلفان ومظاهرات تركيا هى القضايا التى كان الرئيس فيها محددا وقدم فيها معلومات وإجابات ذات علاقة مباشرة بالأسئلة، حيث وصل معدل انتشار الكلمات الحاملة للمعلومات المحددة بها إلى %100، وبعد ذلك هبط معدل التحديد وتقديم المعلومات بصورة لافتة، حيث جاءت العلاقات الخارجية خاصة إيران لتسجل %77 على هذا المعيار، ثم الأزمة مع الإمارات لينخفض فيها التحديد والمعلومات إلى %56، ويستمر التدهور فى مستوى التحديد والمعلومات المباشرة ذات العلاقة بالأسئلة مع باقى القضايا حتى يصل إلى أدنى معدل له وهو الصفر، فى قضايا بدائل زيادة إيرادات مصر من المياه والخلاف مع القوى السياسية والانتخابات البرلمانية المقبلة، ومستوى الرغبة والإصرار لدى الرئيس على تحقيق ما وعد به وهو يؤدى القسم فى ميدان التحرير، ففى هذه القضايا تحديدا كان حديث الرئيس إنشائيا بصورة كاملة، وخلا من المعلومات والبيانات والإجابات المحددة المباشرة، ويشير الجدول إلى مجموعة من القضايا التى كان حالها أفضل نسبيا من مجموعة قضايا «الذيل»، ومنها الانتخابات الرئاسية المبكرة التى كان مستوى التحديد والمعلومات فيها %42، والعلاقات مع الخليج والتشيع %40 لكل منهما، ومظاهرات 30 يونيو %36.
إجابات خارج السياق
كشف التحليل عن وجود جزء من كلمات الرئيس جاء حاملا لمعلومات وإجابات خارج سياق الأسئلة المطروحة عليه، وكما يوضح الجدول رقم «4» فإن أكبر قضية كانت فيها الإجابة كاملة وبنسبة %100 خارج سياق السؤال هى قضية الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث كان السؤال ماذا تتوقعون للانتخابات البرلمانية المقبلة؟ وهل ترون أن التأييد تغير فى توجهات الرأى العام، وكانت الإجابة «أتمنى للراغبين فى العمل السياسى أن يأخذوا حظهم كاملا، وأن يبذلوا قصارى جهدهم فى شرح برامجهم، وأن يكونوا أداة فاعلة، وأن تكون لهذه الانتخابات ضمانات، وأنا مسؤول عن أن تخرج بنجاح»، وهكذا كان السؤال عن توقعات فجاءت الإجابة عن تمنيات، وكان الشق الثانى عن رأيه فى التغير الذى طرأ على توجهات الرأى العام، فجاءت الإجابة عن أن يكون للانتخابات ضمانات وأنه مسؤول عن نجاحها.
على هذه الشاكلة سارت إجابات الرئيس عند إجابته عن قدرة بقايا النظام السابق على الإعاقة، حيث كانت %91 من إجابته لا علاقة لها بالسؤال، وقد برزت هذه الظاهرة لدى الرئيس فى 13 قضية من الأربعين قضية التى طرحت عليه، كان من بينها القضاء ودوره %79 خارج السياق، والتفاوض مع أثيوبيا %76 خارج السياق، والعلاقات مع إسرائيل %73 خارج السياق، والأخونة %73 خارج السياق، إلى جانب القرارات الاقتصادية وبرنامج المائة يوم والأمن والخلاف مع القوى السياسية، والتى ظهر فيها خروج عن السياق ولكن بنسب أقل.
الإجابات الإنشائية
تمثل الإجابات الإنشائية السمة العامة الغالبة على كلمات الرئيس فى حواره مع الأهرام، فقد استخدم الرئيس جملا وكلمات إنشائية خالية من المعلومات والإجابات المحددة فى 27 قضية من أصل 40 قضية، أى أن الإجابات التى حملت قيمة مضافة للشعب كانت خاصة بـ 13 قضية فقط من الأربعين.
يوضح الجدول رقم «5» معدل انتشار الكلمات والعبارات الإنشائية الخالية من المعلومات فى إجابات الرئيس على القضايا الأربعين، ويظهر من الجدول أن القضية التى قدم فيها الرئيس عبارة إنشائية خالية من المعلومات كانت قضية بدائل زيادة إيرادات مصر من المياة، حيث بلغ معدل الكلمات الإنشائية فى الرد على هذه القضية %100، بل إن رد الرئيس فى هذه القضية حمل قدرا من الغموض وعدم الوضوح، فقد كان السؤال: «هناك وسائل عديدة لزيادة إيرادات مصر من المياه مثل نهر الكونجو هل توجد استراتيجية مصرية فى هذا الشأن»، فكانت الإجابة «الإضافة دائما تؤخذ بطريقة أكثر هدوءا فى الطرح، وتأخذ وقتها فى التنفيذ»، وهكذا كان السؤال عن «استراتيجية»، فجاءت الإجابة عن «إضافة تؤخذ أكثر هدوءا».
يشير الجدول إلى أن آفة الإنشاء والخلو من المعلومات سيطرت على قضايا تحقيق أهداف العام الأول بالسلطة والأزمات مع الجيش ومستوى الرغبة والإصرار بعد عام وما لم يتحقق خلال عام، فكل هذه القضايا كان مستوى الإنشاء فيها أكثر من %90، وانخفض مستوى الإنشاء فى حديث الرئيس ليتراوح بين %80 و%90 فى قضايا الخلاف مع القوى السياسية والطائفية والمؤسسات غير المتعاونة بالدولة والأمن الغائب وأزمة سد النهضة وافتعال الأزمات الاقتصادية.
أما القضايا الـ 13 التى لم يظهر عبارات إنشائية فى إجاباتها فكان من بينها الأخونة والعلاقة مع قطر والفساد والقضاء ومظاهرات تركيا.
مستوى اكتمال الإجابة
حاول هذا المعيار قياس مدى حرص الرئيس على الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليه إجابة كاملة من عدمه، خاصة أن الأسئلة المقدمة كانت فى الأغلب مكونة من عدة أجزاء أو مقاطع، كل جزء يعد سؤالا فى حد ذاته، وبتحليل مضمون الحوار كما يوضح الجدول رقم «6»، وجد أن الرئيس أجاب إجابة كاملة على %50 بجميع أجزائها، وقدم إجابة خارج سياق السؤال فى %30 من الأسئلة والمقاطع، فيما ترك جزءا واحدت بلا إجابة فى %10 من الأسئلة، وترك جزأين بلا إجابة فى %8، وترك ثلاثة أجزاء وأجاب عن جزء واحد فى %3 من الأسئلة، ونخلص من تحليل هذا المعيار إلى أن مستوى الاكتمال فى إجابات الرئيس كان كاملا فى %50، ومنقوصا فى الباقى، بل يمكن القول إن الرئيس قدم إجابات على %50 من الأسئلة ولم يجب عن %50 إجابة كاملة.
السلبيات المعلوماتية
استهدف هذا المعيار تلخيص وتجميع ما تم رصده فى المعايير السابقة فى نقاط ضعف أو سلبيات «معلوماتية» عامة وشاملة بحديث الرئيس، ويقصد بالسلبيات المعلوماتية أن تكون الكلمات والعبارات الواردة على لسان الرئيس قد اتصفت بأى صفة سلبية من شأنها التأثير على مستوى جودة المعلومات والإجابات المقدمة، ومن هذه الصفات السلبية أن تكون المعلومة خارج السياق أو معلومة محجوبة غير مفصح عنها أو معلومة غير دقيقة، أو غير محددة أو غير دقيقة أو خاطئة وبها نوع من الخلط.
يوضح الجدول رقم «7» تحليلا لإجابات الرئيس التى وردت بحواره مع الأهرام من حيث معدل انتشار الصفات السلبية المشار إليها، ويتضح من هذا الجدول أن إجابات الرئيس التى حملت معلومات وافية خالية من السلبيات كانت تمثل %5 فقط من إجاباته، أما الـ%95 الباقية فكانت «مريضة معلوماتيا» بصورة أو بأخرى.
وكشف التحليل عن أن أكبر جوانب السلبية فى إجابات الرئيس كان النقص فى المعلومات، حيث ظهرت هذه الصفة السلبية فى %40 من إجابات الرئيس، وتليها صفة المعلومات خارج السياق، التى ظهرت فى %20 من الإجابات، ثم صفة الحجب وعدم الإفصاح عن المعلومات المطلوبة وهذه ظهرت فى %15 من إجابات الرئيس، حيث اتضح فى هذه النقطة أن الرئيس لا يفصح عن المعلومات المطلوبة، وفى الوقت نفسه لا يقدم تبريرا مقنعا لهذا الحجب، وبعد ذلك جاءت صفات سلبية أخرى، منها صفة عدم الدقة والعمومية وعدم التحديد، وكلاهما ظهر فى 5% من إجابات الرئيس، هذا فضلا على إجابات حملة أكثر من صفة سلبية فى وقت واحد، حيث كانت %5 من الإجابات تحمل صفة التعميم وافتقاد التحديد والمعلومات خارج السياق، و%3 من الإجابات تحمل صفة الخلط والخطأ فى المعلومات والمعلومات خارج السياق، و%3 من الإجابات تحمل صفة عدم الدقة والمعلومات خارج السياق.
خلاصة عامة
فى ضوء التحليل السابق يمكن أن نلخص إلى أن:
- إجابات الرئيس فى هذا الحوار كانت بالأساس إنشائية خالية من البيانات والمعلومات، ومن ثم فالحوار يشكل افتئات على حق المواطن فى المعرفة، بل يعد نوعا من الفيض الإعلامى السلبى الذى يغرق المواطن فى لغو لا طائل من ورائه، ومن ثم لا يؤدى الحوار أهدافه الموضوعية والوطنية، كجسر للتواصل مع الشعب، وكوسيلة لبناء وعى عام صحى وسليم بما يجرى.
- إجابات مليئة بالسلبيات المعلوماتية المتعددة، وهو أمر يعكس قصورا واضحا فى المعلومات المقدمة للرئيس من مساعديه، حول مختلف القضايا التى سئل عنها، فقد بدا الرئيس فى كثير من الأحيان خالى الوفاض من البيانات والمعلومات، وعكست إجاباته رغبة فى التواصل مع الشعب فى كثير من الأحيان، لكن هذه الرغبة لم يتم تدعيمها ببيانات محدثة مدققة مناسبة للقضية، فحاول الرئيس الالتفاف على هذا «الجفاف المعلوماتى» بالإسراف فى الإنشاء، وهذا أمر يكشف نقطة ضعف خطيرة فى طبيعة الأداء السائد داخل مؤسسة الرئاسة.
- يعكس ترتيب القضايا فى ذهن الرئيس فراغا واضحا أو فجوة بين القضايا التى يراها ذات أهمية خاصة وتحتل جانبا أكبر من تفكيره، وبين القدرة على التحاور والوفاء بحق الشعب فى المعرفة حول هذه القضايا، فالتحليلات كشفت مثلا أن أكثر القضايا سخونة فى رأس الرئيس والتى أعطاها القدر الأكبر من الكلمات كانت هى ما الذى لم يتحقق خلال العام الماضى، لكن هذه الإجابة ذاتها كانت تحمل %92 من العبارات الإنشائية الخالية من المعلومات المقنعة، وقد ظهرت هذه السمة فى معظم القضايا التى تربعت على رأس قائمة اهتمامات الرئيس، حيث اتسمت بارتفاع العبارات الإنشائية وسيادة الصفات السلبية المعلوماتية، والرغبة فى التحايل بتقديم إجابات خارج السياق، ويعنى هذا الوضع أن الرئيس أيضا خالى الوفاض وليس لديه أدوات قوية يدافع بها عن القضايا التى تشغل باله أكثر من غيرها.
- لم يكن الحوار بالنسبة للرئيس أداة لتدعيم العلاقة بين السلطة والشعب، أو حتى الرئيس والشعب، بل كان فى مجمله أداة من أدوات العلاقات العامة التى يدير بها صراع سياسى ضيق الأفق، فإجابات الرئيس بإنشائيتها وصفاتها المعلوماتية السلبية تبدو وكأنه يرفرف فوقها شبح 30 يونيو، وأنها جميعا جاءت لتذود عن الرئيس مثل هذا اليوم، أو لو شئنا الدقة هذا الغضب المكتوم فى صدور قطاع واسع من الشعب، من الواضح أن الرئيس يستشعره، لكن إجاباته تنكره، أو تحاول التغاضى عنه.
- يكشف التحليل المعلوماتى فى مجمله عن غلبة الجانب «الانطباعى» لدى الرئيس على الجانب «المعرفى» المؤسسى، فالإجابات بحكم ما فيها من إنشائية واضحة تعكس عاطفة وحالة مزاجية وأداء سماعيا، أكثر من كونها مستندة إلى أداء مؤسسى مبنى على دورات عمل واضحة تجعله مستندا إلى المعلومات والمعرفة، ولذلك فإن الحوار بهذه الصورة يلقى ضوءا جديدا على طريقة إدارة الرئيس للدولة، ويفسر الكثير من حالات التخبط والتدهور فى الأداء التى لا تنقطع، سواء من مؤسسة الرئاسة أو الحكومة أو مؤسسات الدولة الأخرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة