ستون بالمائة أو يزيدون ممن أقابلهم _ وأقول أقابلهم وليس نقابلهم _ يؤكدون بما لا يدع مجالاً لِشك. أن العَصى هى الحل الوحيد والأوحد مع هذا الشعب. والحق أن كل واحد من هؤلاء الستون بالمائة أو أكثر يُخرج شَخصه الموقر من دائرة الإحصائية التى أسفرت نتائجها أن غالب هذا الشعب لا حل معه إلا العصى ولا شئ أخر. ويضيفون فى عصبية شديدة أن هذا شعبٌ يساق و(ميمشيش إلا لما ياخد فوق دماغه و شعب يخاف ميختشيش وحاجات كتير سهل جدا تسمعها لو عايش وسط الناس ساعة كل يوم أو بتركب ميكروباص تمن التوصيلة بتاعته جنيه إلى جنيه ونص)
مائة بالمائة من الشعب يخرج نفسه عن دائرة هذه الإحصائية لأن الكل يُقرها وينادى بها إن لم يكن فى العلن أسرها فى نفسه.
وهاتِ أذنك ياصاحبى
فأنا واد أن أمنحك علىّ سراً..
أنا جاهلُ جهلين..
نعم. فجهلٌ واحد لا يكفينى
تعرف هناك آية فى القرآن هذا نصها "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"
والجاهل الأول الظاهر فى الآية هو الذى يفعل الخطأ وهو لا يعرف أنه خطأ فإذا ما عرف إنتهى عن فعله وبادر بالتوبة فيتوب الله عليه وهذا حال أولى الألباب.
وأما الجاهل الثانى هو " أنا " أتى الخطأ وأنا أعلم أنه خطأ و قد تضررت منه فى السابق مراراً ولكنى ألفتهُ وما فكرت فى أن أنتهى عنه ولئن فكرت فكسلى و جهلى و عجزى قادرون على أن لا نمضى قدماً فى طريق رفعتنا وشكرنا لنعم الله وعطاياه وما ينكرها إلا جاحد.
ماذا ينقصى لأبدأ ؟ لا أفهم فضلاً عن كونى لا أعرف ولم أفكر.
عشقت دروب الكسل و أدمنت طاولات الثرثرة الفارغة والوقوف على تصرفات الآخرين لتأويلها لألفِ معنى مفتكس والعكس ثم لا عمل لى يقربى من طريق توبتى.
فجهلى جهلين وأن من يستحق الشفقة وليس الجاهل الأول. وأنا الفقير إلى العمل لا هو.
إلى متى أرى عيوبك صارخة ولا يمكن السكوت عليها ؟ ولا أنظر فى عيوب نفسى.
ومتى أنظر فى جهلى وتنظر أنت ؟
نسكت ونفكر ثم نعقل ونتدبر ونتعلم ونعمل
نعمل بلا انتهاء.
نعمل لأنه العمل..والعمل طهارة ٌ للروح والبدن.
نعمل لأننا ضعفاء حقاً ونحتاج للعمل الدؤوب الذى يخرجنا من دائرة الفاقة التى ماخرجنا منها لزمان قد طال.
نعمل لأننا بِتنا أخر الأمم و أذلها بفزلكتنا ووهننا.
نعمل لأن هناك أطفالأ لنا يحتاجون للقدوة فضلاً عن قوت يومهم.
نعمل لأننا بكل صدق لا نعمل.
