طالبت ندوة "نكسة يونيو بين الانكسار والانتصار" بأهمية استفادة مصر من حالة الانكسار التى مرت بها لتحقيق الانتصار ولم الشمل وكيف استطاع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر توحيد الخلافات بين الدول العربية، وإحداث توحيد للجبهة الداخلية وأهمية إدارة معركة دبلوماسية تستخدم مصر فيها قوتها الناعمة.
الندوة نظمها الصالون الثقافى للدكتور علاء رزق الخبير الاقتصادى ووكيل مؤسسى حزب الاستقرار والتنمية، بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بدمياط، بحضور عدد كبير من القيادات السياسية والتنفيذية بالمحافظة والتيارات الشعبية بالمحافظة.
قال الدكتور علاء رزق الخبير الاقتصادى والإستراتيجى ووكيل مؤسسى حزب الاستقرار والتنمية إن هزيمة يونيو لابد أن نأخذ منها العبرة والعظة ونستفيد من الدروس المستفادة وكيف كنا فى حالة انكسار وبالتخطيط والإدارة الجيدة حققنا الانتصار فى 73 وخلال الفترة من 67 وحتى 73 اعتمدنا على الكفاءات الحقيقية فى كافة القطاعات ومنها اختيار الجنرال الذهبى الشهيد عبد المنعم رياض بغض النظر عن الفكر العقائدى أو الانتماء السياسى.
وتساءل الدكتور علاء: "لماذا قتل السادات؟ هل قتل لأنه آمن بأن تحقيق الأمن القومى المصرى هى الهدف لتحقيق التنمية فأقام مشروع تنمية سيناء ومدها بترعة السلام فكان هذا سبب قتله؟ فلقد فجرت حرب 67 والظروف والصعاب التى نشبت فيها طاقات انسانية جبارة للجندى المصرى لم يكن أحد يضعها فى حسبانه"، مضيفاً أن نكسة عام 67 ليست سبة فى جبين مصر، ولكن آثارها عالجت بأحسن مما كانت عليه وأنها لم تسىء إلى مصر بل لها إيجابياتها وسلبياتها وأهم الإيجابيات أنها لأول مرة يقوم شعب بإجبار حاكمه على ضرورة تخليه على إيمانه بالحفاظ على أمن النظام كأولوية إلى إيمانه بأمن مصر القومى كضرورة حتمية قبل أمن النظام فكان إعلان 30 مارس 68 بما فيه من إيجابيات كثيرة كانت تهدف إلى تطهير كافة مؤسسات الدولة والتنسيق بينها.
أما عن أزمة سد النهضة فقال رزق، إنه يجب أن يكون هناك أسلوب للتفاوض بين مصر وإثيوبيا ومنذ عام 330 م تقع الكنيسة الأثيوبية تحت سيطرة الكنيسة المصرية فى الإسكندرية وفى عام 1907 تم تعيين أول بابا إثيوبى للكنيسة الإثيوبية وكان الإثيوبيون لهم انتماء كبير لمصر ومن هنا بدأت المؤامرات لإحداث الوقيعة بين مصر وإثيوبيا .وتم التخطيط عام 64 لبناء سد النهضة فهذه الأزمة قديمة وليست جديدة وهى محاولة لإذلال مصر وتركيعها وإخضاعها، فيجب من خلال الدبلوماسية الناعمة أن تحافظ مصر على قوتها واستعادة سيطرتها فى المنطقة.
بينما تساءل اللواء فؤاد فيود الخبير الإستراتيجى، عمن قال مقولة "يسقط يسقط حكم العسكر"، موضحاً أن هذه المقولة محاولة للوقيعة بين الشعب والجيش ولكننا لم نقع فى هذا الخطأ وسنظل كذلك حتى أن قرار الدستورية بشأن تصويت العسكريين يدرس، لأننا نريد أن ننأى بأنفسنا عن السياسة كما أن القوات المسلحة هى الحامية للشرعية الدستورية وعندما قامت ثورة يناير تدخل الجيش لحمايتها وعندما قامت ثورة الانتفاضة عام 77 دخل الجيش لحماية المنشآت العامة.
ولم تستفد جماعة الإخوان المسلمين من تجربة جنوب إفريقيا عندما تولى نيلسون مانديلا الحكم وكان مسجون فقال لمن كانوا فى السلطة قبله سأقول لكم كما قال رسول الله اذهبوا فأنتم الطلقاء فبدأوا فى إحداث نهضة فى البلاد، وكانت مصر تعمل فى إطار الدوائر الإسلامية والإفريقية والعربية فى الستينات وكانت 3 دول عربية هى التى لها علاقات مع إسرائيل فى حرب أكتوبر ونحن الآن فى أمس الحاجة لقيادة معركة دبلوماسية، والعالم ما لم يقبله على أى دولة لا يقبله على مصر، فالتحكيم الدولى مطلوب فى أزمة سد النهضة ولكن الخيار العسكرى موجود ولكن يكون آخر الخيارات، لأن الحرب تحتاج لإعداد كافة قطاعات الدولة سياسيا وعسكريا واقتصاديا للدفاع عن الدولة، على حد قول اللواء فيود.
وكان حمل اللواء عبد المنعم كاطو الخبير الإستراتيجى، نكسة 5 يونيو 1967 ونتائجها المؤلمة للقيادتين السياسية والعسكرية فى ذلك الوقت لاتخاذها الكثير من القرارات والتصرفات الخاطئة التى أدت إلى الهزيمة الرهيبة التى لم يكن يحلم بها العدو ولم تخطر ببال قياداته، مشيرا إلى أن القوات المسلحة المصرية ظلمت كثيرا بسبب القرارات والتصرفات الخاطئة لتلك القيادات، وقال إن مصر هى التى علمت الناس الثورات ومصر كانت الأولى فى كل شىء ومصر أم الحضارات وصاحبة حضارة 7 آلاف عام ليس من فراغ، ولكنها عرفت التقويم وأول من عرف الدولة المركزية وأول من عرفت وقررت فكرة الجيش الذى يحمى الدولة منذ سنوسرت الثالث، ومصر هى أول دولة نظمت حرب للتحرير امتدت من منابع النيل وحتى جزر البحر الأبيض المتوسط ومصر صاحبة أول معاهدة فى التاريخ.
وأضاف كاطو أن ثورات مصر هى التى علمت العالم الثورات وثورة عرابى عام 1882 قادها عرابى وأيدها الشعب وكان لها آثارها، وكذلك ثورة 19 كثير من الضباط حصلوا على إجازات للمشاركة فى ثورة 19 ، وقال إن حرب يونيه 67 كانت حرب القرارات الخطأ ولم تكن القوات المسلحة لها ذنب فيها وإنما كانت جزء من سلسلة استغلتها الولايات المتحدة لهزيمة الثورة المصرية خاصة بعد تأميم قناة السويس وبناء السد العالى، ومن هذا المنطق خافت أمريكا على مصالحها فى مصر وأثر على قيمة الدولار وقتها. وقال إن جمال عبد الناصر اهتم بالقومية العربية وكان يهتم نبشر فكرة الأمن القومى العربى.
وأكد أن الجيش المصرى كان يمتلك العتاد والقيادات الميدانية للرد على الهجوم أو تقليل آثاره لأقل قدر ممكن، وأن حجم المرارة التى شعر بها كل فرد فى الجيش كانت هى الدافع والمحفز لحسن الأداء والفدائية وإجادة التخطيط وحسن الإدارة لحرب أكتوبر المجيدة، كما أكد كاطو بصفته كان ضابط تخطيط الجيش الثانى فى حرب أكتوبر أن حرب الاستنزاف معركة مستقلة وفاز فيها الجيش المصرى بنجاح منقطع النظير وحقق أهدافه المرجوة منها.
وأوضح كاطو أن الرئيسين الراحلين أنور السادات وحافظ الأسد استخدما سلاح الشك للتمويه على الاستعدادات لحرب 6 أكتوبر التى وصفها بأنها أول حرب إلكترونية فى التاريخ وشهدت اكبر استخدام للدروع البشرية.
وأوضح أن نتائج حرب أكتوبر الإجمالية لا تعد ولاتحصى على المستوى العربى والدولى والعسكرى وعلى إسرائيل نفسها، حيث أسقطت نظرية الأمن الإسرائيلية وكسرت ذراع إسرائيل الطويلة وجعلت العالم يضع العرب فى المنزلة السادسة فى ترتيب القوى على مستوى العالم.
اللواء فيود: التحكيم الدولى مطلوب فى أزمة سد النهضة
الإثنين، 10 يونيو 2013 09:44 ص
ندوة "نكسة يونيو بين الانكسار والانتصار"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
nehad
يا ريت الى مابيفهمش يفهم بقى