أحمد فهمى يكتب: ورطة المصرى

الإثنين، 10 يونيو 2013 08:24 ص
أحمد فهمى يكتب: ورطة المصرى علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على نسق كتاب كلايتون كريستينسن (ورطة المبدع) فإن المصرى فى ورطه حقيقية أيضا، لا أريد أن أتكلم من منطلق سياسى لكن دعونا نتكلم من منطلق احترافى فلا أستطيع أن أنسى ذلك المشهد من أحد الأفلام التى تصور هجرة بعض الإيطاليين إلى أمريكا فى الستينيات الذى يتحدث فيه رجل إيطالى مهاجر إلى أمريكا، قائلا إن الإيطاليين أصبحوا حثالة العالم.

إن المتمعن فى الفوضى العارمة والعشوائية الموجودة فى الشارع المصرى يعلم جيدا إلى أى درجة من الهمجية صرنا، يقول الفيلسوف الألمانى جوته إن لم تكن تتقدم فأنت تتأخر ونحن لا نتقدم بالتأكيد بل لا نتأخر أيضا فهل نحن ننتحر؟.

تعرفون تماما إن كل مصرى يحمل أخلاقا نبيلة ويحب النظام ويحترم آدميته قد يلعن اليوم الذى ولد فيه ندما عندما يركب مواصلاتنا العامة أو يتعامل مع موظفينا فى المصالح الحكومية أو حتى غير الحكومية من المؤسسات التى تقدم خدمات المفروض أنها تنافسية من منتجات غذائية أو خدمات اتصالات وغيرها، لم نعد نثق بأحد حتى هؤلاء يتاجرون بالمصريين بإعلاناتهم المبتذلة وخدمات عملائهم الرديئة وضياع حقوق المستهلكين.

نحن شعب دخلنا حروب قبل ذلك وانهزمنا ودخلنا حروب وانتصرنا فلا يعقل أن نقوم بثورة فننتحر بهذه الطريقة.

لا أريد أن أضرب أمثلة بالهمجية التى يتعامل بها المصريون بالخارج لأن بالخارج نماذج مشرفة أيضا. ولكن عندما يصرح أحد الجالسين على المقهى وهو ستينى من الإسكندرية ساخرا إن المافيا عندما جاءت لتفتح مقر لها فى مصر تم سرقة هذا المقر وهذا دليل على أن المصريين مافيا أنفسهم.

إن التحول الاجتماعى فى أوروبا أوائل القرن من الالتزام بتعاليم الكنيسة إلى الإيمان بحرية الفرد لم ينتج عنه هذا الانحلال الاخلاقى الذى نشهده نحن فى بلادنا اليوم. وعندما نستنكر الأسطورة التى يدعيها اليهود بأنهم شعب الله المختار فإننا نصنع أسطورة أخرى بأننا الشعب الأكثر تدينا فى العالم.

وسؤالى الآن إلى كل مصرى هل يعقل أن تصبح التعاسة هى القاسم المشترك الذى لا فرق فيه بين مصرى غنى ومصرى فقير، فالكل فى خطر ومستقبل أبنائهم جميعا فى خطر، إذا ظل هذا الوضع، لإننا فى مركب واحد، أعلم جيدا أنك تهتم بأفراد أسرتك لأن متاعبهم وأخطاءهم تسبب لك عدم الراحة ولكن ماذا عن باقى أفراد المجتمع، والذين فيهم من لم يهتم بهم أحد إن أى خطأ من هؤلاء قد يؤدى إلى قتلك فى حادث سير مثلا، إن الطرف الآخر يقود برعونة ولم يجد من يوجهه فى بيئة عائلية سوية بل حتى لم يجد ردعا من القائمين على تنفيذ القانون فى هذا البلد، هل يعقل أن مصر بلد الحضارة والتاريخ تصبح هى السوق الرائدة لتصريف السلع المغشوشة ومجهولة المصدر من بلاد العالم.

إن استمرار استهلاك المصريين لهذه المنتجات وبدون أدنى رقابة سوف يحولنا إلى شعب ممسوخ.

القاعدة فى علم الجودة تقول إنه من الأسهل أن تؤدى العمل على أكمل وجه من أول مرة بدلا من أن تعود إليه مرة ومرات ليكون فى الجودة المطلوبة، ليس أمامنا إلا ان نهتم بمصر ولنستحضر حب مصر فى قلوبنا ولنعتبر كل مصرى يحمل مصر بداخله فنحرص عليه ونهتم به لأنه مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة