اعتبر مراقبون إصرار رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، على الاستمرار فى خطط تطوير ميدان تقسيم بوسط إسطنبول، وإنشاء مشروع تجارى بدلا منه محاولة يمكن استخدامها للاحتجاج ضده، خاصة أن ميدان "تقسيم" يشبه إلى حد كبير الميادين التى انطلقت منها ثورات الربيع العربى، وتحديداً ميدان التحرير فى القاهرة.
ويعتبر ميدان "تقسيم"، الواقع فى قلب اسطنبول والبالغ من العمر عشرات السنين، المتنفس الوحيد لأى مجموعة من المواطنين يريدون ممارسة حقهم فى التظاهر السلمى، نظراً لاتساع مساحته، فميدان تقسيم أشبة بميدان التحرير فى مصر الذى اتخذ منه المتظاهرون قاعدة أساسية لثورتهم، ومن ثم أصبح الميدان مركزاً للعديد من الاحتجاجات والمظاهرات بعد ثورة 25 يناير.
ويبدو أن ميدان تقسيم التركى أصبح مصدر قلق لأردوغان، لما يمثله الميدان من رمز لأى تظاهر أو احتجاج ضد الحكومة، ولذلك يسعى أردوغان إلى التخلص من المساحات الشاسعة التى يتضمنها الميدان، والتى تساعد على احتواء أعداد كبيرة من المتظاهرين واستغلالها فى بناء سوق تسوق ضخم يغير به ملامح الميدان، ومن ثم يقضى على التظاهرات بشكل كبير من العاصمة اسطنبول.
ويعد ميدان "تقسيم" ليس متنفساً لأهل تركيا فقط للتعبير عن احتجاجهم ضد سياسات الحكومة، بل امتد لأكثر من ذلك ليشمل أبناء جنسيات أخرى، ففى شهر يناير الماضى شهد الميدان مظاهرة ضخمة لما سمى بـ"أحرار سوريا" للتنديد بنظام بشار الأسد ونصرة الشعب السورى.
ويبدو أن "أردوغان" الذى يسعى إلى تغيير معالم ميدان تقسيم منذ شهر نوفمبر من العام الماضى يرى أن هذا سيساعده على تكريس وجودة وحزبه فى السلطة، خاصة أنه فى الفترة الأخيرة اقترح بقوة تغيير نظام تركيا من برلمانى إلى رئاسى، وبهذا التخطيط يضمن أردوغان وأد شرارة أى معارضة تخرج ضده أو تندد بسياساته.
وسمى ميدان تقسيم بهذا الاسم نظراً لوجود مبنى تقسيم المياه على المناطق الأخرى فى وسط الميدان الذى تم تغييره ووضع مكانه النصب التذكارى الحالى، والذى يقع فى وسط الدوار وأمام مدخل شارع الاستقلال، وهذا النصب التذكارى تم بناؤه عام 1928، ويتكون من تماثيل برونزية ملفوفة بالرخام الإيطالى ويقابل الميدان مباشرة فندق مرمرة الشهير، وهو أفضل فنادق الخمس نجوم ذات الموقع الاستراتيجى.
كما أنه فى وسط اسطنبول ويتفرع منه شوارع وطرقات لكافة أنحاء المدينة، ويوجد محطة المترو الرئيسية، وقد أصبح ميدان تقسيم منطلقا للمظاهرات السلمية لكل مناسبة محلية أو دولية، ويحضرها أحياناً مليون ونصف بتوقيت واحد.
ويقع بالقرب من ميدان تقسيم شارع الاستقلال وخلفه من الغرب بحر مرمرة والجسر والقسم الأسيوى وجامع السليمانية وميدان أمينونو، وأمام ميدان تقسيم منطقة تعليم "هانه" والتى تحتوى على فنادق معقولة الأسعار.
مراقبون: أردوغان يريد القضاء على ميدان "تقسيم" لإنهاء التظاهر بالعاصمة
السبت، 01 يونيو 2013 03:27 م