قال زهير بوعمامة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عنابة، شرقى الجزائر "إن الشراكة وتطوير العلاقات مع تركيا من أهم البدائل للسلطات الجزائرية لكسر الاحتكار الغربى للاستثمارات فى البلاد والتى تخضع لاعتبارات سياسية فى أغلب الأحيان".
وفى تصريحات خاصة لمراسل الأناضول، أضاف بوعمامة: "الأهم فى موضوع الشراكة مع الجانب التركى أن العلاقات مع أنقرة لها عمق تاريخى، وقابلة للنمو دون عقبات سياسية عكس الدول الغربية التى تضع شروطًا سياسية وتطلب تنازلات حتى فى المواقف من دول مثل الجزائر مقابل تدفق هذه الاستثمارات".
وأضاف "زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان إلى الجزائر فى إطار جولة مغاربية هى تجسيد لتوجه جديد فى السياسة الخارجية لأنقرة تجاه دول المنطقة".
وأعلنت رئاسة الوزراء التركية، فى بيان أصدرته الأربعاء، أن أردوغان سيقوم بجولة مغاربية تشمل كلاً من المملكة المغربية والجزائر وتونس خلال الفترة ما بين 3 و6 من يونيو المقبل.
وحول التوجه التركى نحو المنطقة المغاربية، قال بوعمامة "إنه ليس جديدًا، وإنما يدخل فى إطار سياسة أنقرة الخارجية والتى تمت إعادة صياغتها جذريًّا مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، وتقوم على الانفتاح على العالمين العربى والإسلامى كعمق استراتيجى لتركيا".
وتابع: "يجب التأكيد أن موجة ما يسمى الربيع العربى (الثورات العربية) والتوتر الذى أثاره فى المنطقة، خاصة الأزمة السورية أثرت على هذه السياسة التى تقوم على نموذج التوازن بين الأمن والتنمية وكذا مبدأ تصفير المشاكل مع دول الجوار".
وأشار بوعمامة إلى أن "الحكومة التركية تحاول حاليا التكيّف مع الوضع الجديد، خاصة أن المرحلة الانتقالية فى دول الربيع العربى طالت أكثر من المتوقع وبالتالى فدول المغرب العربى وبصفة خاصة الجزائر والمغرب نظرا لوضعهما المستقر أصبحا فى قلب اهتمامات أنقرة خلال هذه المرحلة".
وحول تصريحات رئيس الوزراء التركى نهاية العام 2011، خلال زيارته لمصر، بأن القاهرة ستكون بوابة أنقرة نحو أفريقيا، قال بوعمامة "غموض المشهد المصرى والتمديد المستمر للمرحلة الانتقالية يجعل من دول المنطقة المغاربية وفى مقدمتها الجزائر أهم بديل لتركيا كمدخل للقارة السمراء".
وبيَّن بوعمامة أن "هناك تناغمًا فى التحرّك بين الحكومة التركية وقطاع رجال الأعمال الذى يرى فى السوق الجزائرية المفتوحة والقابلة للتطور بديلاً اقتصاديًّا مهمًا لما فقدته الشركات التركية جراء الأزمة السورية وتوتر الوضع فى دول عربية أخرى".
وبالنسبة للجانب الجزائرى، رأى أستاذ العلاقات الدولية أن "السوق الجزائرية التى تزخر بإمكانيات استثمار ضخمة تحتاج حاليا لشركات ذات خبرة وسمعة عالمية لاستغلالها سواء بالشراكة أو من خلال استثمارات تنقل الخبرة للجانب الجزائرى وهو ما يتوفر فى المؤسسات التركية".
من جهة أخرى، لفت بوعمامة إلى أن "أنقرة بحكم علاقاتها الجيدة مع كل من الجزائر والمغرب يمكن أن تكون بمثابة الوسيط الأمثل لكسر الجمود الذى تشهده العلاقات بين الجزائر والرباط".
محلل: الشراكة مع تركيا أهم بديل للجزائر لكسر الاحتكار الغربى
السبت، 01 يونيو 2013 03:09 ص
رجب طيب أردوجان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة