الوعى السياسى فى مصر يختلف عن أى بلد آخر نظرا لتبدل المناخ بعد ثورة يناير، وانفتاح الوعى.
ولعلكم تتفقون معى أن المناخ السياسى فى مصر تحركه نزعات للحكم والسيطرة على مقدرات الدولة وإقصاء مفهوم خدمة المواطن والعمل على تحسين وعيه، وإشراكه فى المناخ العام.
والوعى بحركة الشارع الانتخابى يحركه، ويتفاعل معه تجاذبات ومخطّطات من الفاعلين السياسيين داخل الوطن أو حتى خارجه نظرا للترابط العالمى للأحداث.. ويتعلق مفهوم "الوعى السياسى" بالأفراد والمنظمات والمجتمعات العاملة على حدّ سواء.. بالدعم المقدم لفصيل دون الآخر.
ومصطلح الوعى السياسى الثقافى فى مصر يدل دلالة ذات أبعاد سيكولوجية ونفسية لحب فصيل بعينه واقتناع بنجاح هذا الفصيل على أحداث تغيير على أرض الواقع.. ولكن لم يتكون بعد، والشارع السياسى يحاول أن يميل لاتجاه بعينه أو يكون اتجاها يجعله مستقر الحال.
والناشطون السياسيون يحاولون تكوين ضرب من ضروب التفكير الواعى بالراهن السياسى، ويحدثون حراكا ذا دلالات مجتمعية فى النطاق المحلى أو الإقليمى أو الدولى، ونشهد أن جميع التصرفات السياسية الشعبية مثل الانتخاب والترشح للانتخابات والاعتراض وإقصاء فصيل بعينه عن المشهد والتكثيف الإعلامى لتغييب الحقائق، يغيب وعى رجل الشارع ويجعله فى حيره من أمره.
والقيام بالمظاهرات والثورات تتزايد طرديا مع تزايد ما يسمّى "الوعى السياسى" فهذا الوعى إذن هو القلب النابض للمكونات الحية للكيانات السياسية وما يحدث الآن هو تفتيت للكيانات السياسية على الصعيد الداخلى والخارجى وتحجيم المظاهرات توقف القلب عن تدفق الوعى ويحدث مايسمى بموت الوعى الاكلينيكى وخروج الفاعلين الاساسيين فى الشارع السياسى من المشهد وإقصاء قيم الثورة وإحلالها بقانون مصنوع لفصيل بعينه دون الآخر .
فكفانا تمييز ولنصنع واقع يؤسس لفكر حر قائم على الممارسات الفاعلة لخدمة الناس والشارع وللوطن.
د.أحمد موسى يكتب: الوعى السياسى والقلب النابض للشارع
السبت، 01 يونيو 2013 10:09 ص