خبير أمريكى: "السلفيون" لن يكونوا بديلاً لـ"الإخوان" أمام واشنطن.. و"تمرد" ستظهر فقدان مرسى لشرعيته.. ناثان بروان: المنافسة بين الإسلاميين ستكون محتدمة فى الانتخابات المقبلة

قال ناثان بروان، الخبير السياسى الأمريكى الشهير، والمحاضر بجامعة جورج تاون الأمريكية، إن برنامج حزب "الحرية والعدالة" لم يكن لـ"يؤسلم" المجتمع المصرى فى ليلة وضحاها، بل إنه ركز على قضايا الاقتصاد والإدارة أكثر من تركيزه على الدين والمجتمع والقيم والثقافة، لذا لم يكن مفاجئاً عدم حدوث تغيرات كبيرة فى هذه المجالات، فضلاً عن أن جماعة الإخوان المسلمين لطالما شددت على التدرج.

واعتبر بروان لـ"اليوم السابع" عبر "البريد الإلكترونى"، أنه من منظور الإخوان المسلمين لا يزال هناك إشارتان مثيرتان للقلق، الأولى أن الحركة غيرت تركيزها من تحقيق الأهداف طويلة المدى إلى سياسات قصيرة المدى، أما ثانياً، فرؤية الجماعة أصبحت مرتبطة بشكل متزايد فى أذهان المصريين بأدائهم السياسى، ومن هذا المنطلق، جاء نجاح الإخوان المسلمين الكبير على حساب مصلحتهم.

ورداً على ما إذا كان هناك تقارب بين السلفيين والولايات المتحدة الأمريكية فى الآونة الأخيرة، ظهر فى صورة زيارات متكررة من جانب السلفيين إلى السفارة الأمريكية بالقاهرة، وتصريحات الدكتور سعد الدين إبراهيم، المتعلقة بطلب بالتوسط للسلفيين لدى واشنطن، (رغم أن القيادات السلفية نفت صحة ذلك)، قال بروان، إن السلفيين والحكومة الأمريكية يرون العالم بصور مختلفة جذرياً، فمن المنطقى أن تفتح أمريكا قنوات اتصال مع العامل السياسى الشرعى فى مصر، كما أن لديها علاقات مع جميع العوامل السياسية فى المشهد سواء فى فرنسا أو اليابان أو إسرائيل.

وأضاف بروان، "لا أعتقد أنه بمقدور الولايات المتحدة أن تقرر من سيتحدث باسم المصريين، لذا الحديث عن أن يصبح السلفيون بديلاً عن الإخوان المسلمين أمام واشنطن، ليس واقعيا".

وعما إذا كان هذا التقارب سيزيد من مشاعر التشكك بين الإسلاميين، قال الخبير الأمريكى، إن الإخوان المسلمين والسلفيين مختلفون من حيث المنهج الذى يتبنونه عن الإسلام، وأحياناً يتنافسون على نفس الناخبين، مضيفاً أن هناك سيكون بالتأكيد منافسة محتدمة بين الإسلاميين، بل ستكون المنافسة بينهما أكبر من المنافسة بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، وقال بروان، "لا أعرف كيف ستكون النتيجة، ولكننى لا أعتقد أن الإسلاميين، كقوة انتخابية، سيختفون فى أى وقت قريب".

وعن تزايد حدة الانتقادات الموجهة لحكومة الدكتور محمد مرسى، فيما يتعلق بتعاملها مع ملف الحريات والمرأة والأقباط، أوضح بروان أنه برغم أن الانتقادات له كانت مبكرة ولاذعة للغاية، لأن هناك بعض المصريين لن يتقبلوا ببساطة وجود رئيس إسلامى، إلا أن الانتقادات الأخيرة كانت أقل حدة وأكثر شرعية، فالرئيس فقد بعض الفرص للترويج لرسالة الوحدة الوطنية.

كما أن المحاولات الأخيرة من قبل الإسلاميين فى مجلس الشورى للدفع بقانون قضائى جديد، سيزيد المخاوف الدولية والداخلية حيال الاتجاه الذى يسلكه النظام السياسى المصرى.

أما عن حركة تمرد، وقدرتها على سحب الثقة من الرئيس مرسى، أكد بروان أن المشهد السياسى يتسم بالاستقطاب، وبالنسبة لمؤيدى الحركة، فإن الحملة ستظهر فقدان مرسى للشرعية، أما بالنسبة لمؤيدى مرسى، فالحملة ستوضح كيف أن خصومهم لم يقبلوا فكرة أنهم خسروا الانتخابات.

وعن إمكانية أن تستغل إسرائيل الوضع الأمنى فى سيناء، قال بروان، إن إسرائيل ترى الوضع الأمنى فى سيناء مبعثاً على القلق البالغ، وترغب بشدة أن تلعب دوراً قوياً هناك، وعلى ما يبدو لدى واشنطن مخاوف متشابهة.

واستبعد بروان أن يساعد وجود فصيل إسلامى فى السلطة على تعزيز التيارات الإسلامية فى سيناء، معزياً ذلك إلى أن الوضع فى سيناء لم يكن نتاج ليلة وضحاها، وإنما يعود لسنوات عدة، وينبع من الاغتراب السياسى الذى يشعر به السيناويون، قائلاً، "لا أعتقد أن الرئاسة الإسلامية ستفعل الكثير لتغيير ذلك، على الأقل ليس على المدى القصير".

ورداً على إمكانية المقارنة بين حزبى العدالة والتنمية التركى والحرية والعدالة المصرى، بعد مضى قرابة العام على حكم الرئيس مرسى، قال بروان، إن الاختلاف الرئيسى يتمثل فى أن الأول لديه خبرة طويلة فى الحكومة المحلية، لذا عندما نجح فى الانتخابات كان لديه الكثير من الأعضاء الذين يتمتعون بخبرة كبيرة فى إدارة الشئون العامة، أما حزب الحرية والعدالة فجاء بلا خبرة مماثلة، وكان صعوده سريعاً للغاية بدرجة ألحقت ضرراً بمصالحه.