حالة من النشاط الفنى يعيشها حالياً النجم خالد الصاوى بعرض فيلمه الجديد «الحرامى والعبيط» فى السينمات حالياً والذى يحقق نجاحاً كبيراً، إضافة إلى تصوير فيلمه الآخر «الفيل الأزرق» وانتظاره لعرض مسلسله «على كف عفريت» الذى سوف يذاع على قناة «النهار» رمضان المقبل.. «اليوم السابع» التقت الصاوى الذى فتح قلبه وتحدث بصراحة شديدة فى كل ما يخص أعماله وأيضا رؤيته للأحداث السياسية وتوقيعه لحملة تمرد خلال الحوار التالى..
هناك الكثير من الاتهامات توجه لك بـ«الغرور» والتعالى على الإعلاميين من خلال رفضك التسجيل معهم فى عدة لقاءات سواء فى الاحتفال بنهاية المسلسل أو حتى فى العرض الخاص لفيلمك الجديد «الحرامى والعبيط»، فما حقيقة ذلك؟
- غير صحيح بالمرة، فحقيقة ما حدث أثناء العرض الخاص للفيلم هو طلب الإعلاميين المتواجدين التصوير معى قبل الفيلم ولكنى حرصت على أن يشاهدوا الفيلم ثم نسجل للخروج من نمط الأسئلة المعتادة ويكون للحوار منطقية وبالفعل عقب انتهاء الفيلم سجلت مع الجميع، وأثناء تصوير مسلسل «على كف عفريت» كان هناك اتفاق للشركة المنتجة عن طريق مستشارها الإعلامى ودون إبلاغى بما فعلوه ودعوة الإعلاميين لتغطية كواليس الحلقات الأخيرة، والدليل على ذلك عدم وجود أحد من باقى الفنانين المشاركين بالعمل أو حتى المسؤولين عن الإنتاج، وكان الوقت ضئيلا ولا يوجد لدينا وقت، لذلك اعتذرت لكل من حضر، وتقبلوا اعتذارى وحاولت تفادى الموقف باستئذان كمال منصور مخرج العمل بتصويرهم لمشاهد قليلة أثناء التصوير من أجل الحرص عليهم وعلى حضورهم، خاصة أننى عملت فى مجال الإعلام وأعى تماماً موقفهم، ولكن هذا الموضوع يسأل فيه شركة الإنتاج وليس أنا.
فى بداية «الحرامى والعبيط» كنت تتحدث مع الكاميرا، وحكيت تفاصيل الشخصيات للمشاهد، فمن صاحب هذه الفكرة؟
- هذه الفكرة كانت سلاحا ذا حدين، وجاءت من المؤلف أحمد عبدالله وهو دائما يفاجئنا بكل جديد، وكان لابد منها من أجل تعريف شخصيات العمل بشكل مختلف تماما عن أى عمل آخر، وتكون بداية لمجريات أحداث الفيلم، وكنا فى البداية قلقين منها إلا أننا وجدناها فكرة جيدة وستكون فى صالح الفيلم.
الفيلم كان مباراة فنية رائعة بينك وبين خالد صالح فمن صاحب اختيار الشخصيات لكل منكما؟
- قبل كتابة السيناريو كنا نفكر بفيلم يحكى عن «السيد والعبد» بطبعة شعبية وانتظرنا إلى نهاية السيناريو لنرى أيا منا أصبح يليق على الشخصية التى سيقدمها، لأنه فى النهاية لا توجد حساسيات بينى وبين خالد صالح لأننا عشرة عمر وعملنا سويا فى المسرح، وبالفعل كل منا شعر بالشخصية التى قدمها وبالنسبة لى سعيد بالفيلم ككل وتحديدا بالتعاون مع صالح.
هل من الإنصاف أن يتم الحكم على نجاح أى فيلم من خلال الإيرادات التى يحققها؟
- الإيرادات أحد العناصر التى يمكن أن تكون من عناصر النجاح ولكن ليست العنصر الوحيد، فالفرص غير عادلة أمام الأفلام التى تعرض فى السينمات الآن، خاصة فى ظل عدم توافر دور عرض بشكل متساو للجميع، وهناك أفلام عرضت فى السينما ولم تحقق الإيراد المطلوب، على سبيل المثال «الناصر صلاح الدين»، و«عودة الابن الضال» وهما من علامات السينما المصرية، المهم أن يكون الفيلم جيداً يتقبله الجمهور لأنه فى النهاية سيبقى فى تاريخ السينما وسيتم عرضه على القنوات الفضائية وهنا سيكون النجاح الحقيقى له من خلال رغبة الجمهور فى مشاهدته دائماً.
ما الذى جذبك فى فيلم «الفيل الأزرق»؟
- الرواية جديدة، وشخصية «شريف» التى أقدمها بالفيلم صعبة ومركبة وتحتاج مجهودا كبيرا لأنه دكتور نفسى ويعانى من شىء ما فى حياته، كما أن كريم عبدالعزيز سيظهر بشكل جديد ومختلف، والمخرج مروان حامد يرغب فى أن تكون تجربته الثالثة على نفس مستوى وأعلى من قبل «عمارة يعقوبيان»، و«إبراهيم الأبيض».
هل تعتبر عرض مسلسلك «على كف عفريت» فى شهر رمضان المقبل على قناة «النهار» بمثابة التعويض لك عن عدم عرضه العام الماضى وتأجيله من شهر يناير؟
- أتمنى ذلك، خاصة بعد الجهد الكبير الذى بذلناه فى العمل وأتوقع أن يكون عرضه على شاشة «النهار» أفضل بالنسبة لى من خلال فرص متابعة العمل بعدما عرض على قناة «Osn» المشفرة، ودائماً أؤمن بقول الله تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، وكنت أتمنى أن يتم عرضه فى يناير لرغبتى فى المحاولة بفتح سوق جديد لتوقيت عرض الدراما ولكن الظروف شاءت ذلك.
كل عمل درامى لك بمثابة المنبر للوجوه الجديد خاصة فى التأليف والإخراج.. لماذا؟
- دائماً أفكر بطريقة مختلفة فى اختيارى للسيناريو الجيد ولا أضع فى اعتبارى إذا كان من أتعامل معهم من الوجوه الجديدة أم لا، وما دام العمل متواجدا لدى مؤلف ومخرج جديد فلم لا أتعاون معهم، فنحن كنا من قبل وجوها جديدة وكنا نبحث عمن يساعدنا.
من «أهل كايرو» إلى «على كف عفريت» دائماً تبحث عن عنصر الجذب والتشويق فى المسلسلات؟
- بطبعى أبحث عن التنوع، وعنصر الجذب والتشويق يساعد على نجاح المسلسل لأن المشاهد يرغب فى معرفة المزيد من الأحداث، كما أن المشاهد عندما يتابعنى بنفس الدور فى كل عمل سيمل منى، وبطبعى أرفض تكرار الأدوار أو حتى حينما أقوم بفيلم، ويعجب المشاهد لن أكرره حتى فى تناولى لشخصية الضابط فتجسيدها يكون بطريقة مختلفة فى كل مرة مثل «أبوعلى»، ورشدى فى «الجزيرة»، ومؤخراً فى «أهل كايرو»، ولو كنت سمحت للسوق أن ينمطنى كنت سأظل فى قالب محدد من الأدوار لن أخرج منه إطلاقاً.
كنت قلقا دائماً من تناول أحداث للثورة فى مسلسلك.. ولك من قبل تجربة مشابهة فى الحلقة النهائية من «خاتم سليمان» ولم تكلل بالنجاح؟
- فى «خاتم سليمان» اضطررنا أن نضع أحداثا للثورة فى الحلقة الأخيرة وربما نكون قد استعجلنا فى ذلك أو يكون غير مطابق للأحداث ولكن الدرس المستفاد من ذلك هو عدم التصوير أثناء عرض المسلسل على الإطلاق، ولكن الوضع مختلف فى «على كف عفريت» لأن التناول لم يحدث من قبل وهو الطبقة الغنية وكبار رجال الأعمال وكيف كان حالهم وقت الثورة، فنحن ابتعدنا عن الثورة أو أسبابها وبداية الأحداث لدينا من ليلة «موقعة الجمل» ونلقى نظرة على طبقة محددة أثناء الثورة.
البعض انتقد ما قدمته فى شكل الإعلامى فى الحلقة الأخيرة من المسلسل والتحول الذى حدث له؟
- نحن قدمنا نموذجا مما يحدث بالفعل، فأنا عملت فى الإعلام من قبل ومازلت على قوة التليفزيون المصرى، ولكنى كنت أناقش النفاق الذى حدث للبعض، فمثلا هناك شخص كان يقول على مبارك والده ونفس الكلام كرره على شفيق فهى نماذج متواجدة بالفعل فى المجتمع المصرى لأنهم لا يتخيلون الحياة بعيداً عن السلطة.
وهل أزمة السيناريو السبب فى ذلك؟
- لا توجد أزمة فى السيناريو أو إبداع المصريين وأن يكون لديه فن، فالشعب المصرى مبدع جداً مهما كانت ظروفه، ولكن أزمتنا دائماً هى الإدارة، وهذه الأزمة مؤثرة بشدة على جميع القطاعات والمؤسسات المتواجدة فى البلاد، وفى الفن أزمتنا الإنتاج والإدارة داخل الإنتاج، وغرفة صناعة السينما واتحاد المنتجين وليس أزمتنا كفنانين، لأن المنتجين ينتجون العمل وبعد ذلك توجد قنوات تعرض هذه الأعمال دون أى حقوق وهو يترتب عليه إحباط لجميع من فى العمل.
ما تعليقك على الانتقاد الموجه للشباب الثورى الرافض لوجود الرئيس محمد مرسى الآن والاتهامات الموجهة لهم بعدم احترامهم للديمقراطية وصناديق الاقتراع؟
- النظام الحالى نفسه لم يحترم الصندوق والديمقراطية بالإعلان الدستورى، ثم حماية ورعاية الميلشيات المسلحة الموجودة حالياً، وجعلهم القادم هو العنف منذ موقعة «الاتحادية»، وهو نفس السيناريو الذى تكرر مع الرئيس السابق حسنى مبارك، والاحتقان الموجود فى الشارع سببه النظام الحالى، وأصبح التفاهم معهم مستحيلاً، بعدما استحلوا دم الثوار وأى من يعارضهم فبالتالى مطالب الثورة لم تحقق حتى الآن.
ما السر وراء كتاباتك على حسابك الشخصى بمواقع التواصل الاجتماعية برغبتك فى الموت قبل أن ترى خطف الجنود المصريين؟
- بالفعل كنت أتمنى الموت قبل هذا اليوم، وليس ذلك فقط بل قبل حادثة قتل الجنود فى رفح، لأن الذى يقرأ تاريخ مصر جيداً يعى تماماً ما بداخلى من مشاعر حزينة لأن كل هذا بهدف إذلال الجندى المصرى والاستهانة بقدرات الجيش وهناك فرق كبير بين حديثى عن قدرات وإمكانيات الجيش ورفضى وجوده فى الحكم، لأنه هو الجيش الوحيد الباقى للمنطقة وتم تكسيره أكثر من مرة من قبل بسبب رغبة الأعداء فى أن تظل مصر «قزمة» ولا تكبر أبداً.
من وجهة نظرك.. ما الحلول من أجل إحكام السيطرة على سيناء مرة أخرى؟
- أن يخضع المواطن «السيناوى» لقوانين البلد، لأن سيناء هى دولة بداخل الدولة، ويجب تفكيك بنية القبائل لأننا مواطنون فى دولة وليس فى قبائل، فلا يمكن أن يكون أى شخص متواجدا فى البلاد ويكون انتماؤه للخارج، فبنية القبائل تكون معارضة لبنية الدولة، مع التأكيد أن هؤلاء لهم حقوقا من الدولة ولكن وجود مشايخ من أجل التفاوض فى موضوع الجنود لا يجوز مع الدولة.
ترى أن حملة «تمرد» قادرة على النجاح؟
- ولم لا، فـ«مبارك» بدأت خلخلته منذ ظهور حركة «كفاية» بعدها ظهرت عدة حركات، و«تمرد» هى عبارة عن مجموعة من الشباب يعبرون عن آرائهم السلمية بعدما عجزت النخبة السياسية عن تقديم حلول جذرية، وجبهة الإنقاذ تأخرت عاما قبل وجودها، وأنا لست ضد تأخرهم ولكنى أطالبهم بتقديم حلول تفيد الشارع المصرى، ورهانى الكامل على وجود الطبقة العاملة والمشاركة فى الواقع السياسى.
هل يختلف مرسى عن مبارك؟
- وجهة نظرى أن مرسى امتداد للنظام السابق ويكفى أنه أبقى على الأعمدة الأساسية فى النظام، وهو يقوم بعملية تلقيح بالقشرة والأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقراً، ونحن أمام سيناريو ممتد منذ 100 عام ولم يتغير شىء عقب اختيار مرسى كرئيس منتخب.
هل أنت مؤيد لمظاهرات 30 يونيو؟
- بالتأكيد وسأشارك فيها أيضاً، أعتقد أن الناس سيشاركون فيها بقوة لأن الخوف ذهب بلا رجعة، والشارع أصبح فى حالة احتقان شبه يومى بسبب الظروف الصعبة التى يعيشها الكثير منا.
هل ستفكر يوماً ما فى الترشح للبرلمان أو ما شابه ذلك؟
- إطلاقاً، فمواقفى السياسية واضحة ومحددة، وأنا أعمل كل شىء من أجل مصلحة البلاد فلا أفضل أن أكون مرشحا للبرلمان أو حتى فى أى منصب من المناصب فكلها بالنسبة لى أشياء مرفوضة لأنى لست فى حاجة إليها.