الأمم المتحدة تنشر دراسة تحذر من انتشار "سرطان القولون" فى مصر.. وتؤكد: المرض هو الأكثر فتكاً بالأسر المصرية.. ومعدل إصابة الشباب بالمرض أعلى كثيرا مما هو فى أوروبا وأمريكا.. وهناك أزمة تشخيص مُبكر

السبت، 01 يونيو 2013 01:20 م
الأمم المتحدة تنشر دراسة تحذر من انتشار "سرطان القولون" فى مصر.. وتؤكد: المرض هو الأكثر فتكاً بالأسر المصرية.. ومعدل إصابة الشباب بالمرض أعلى كثيرا مما هو فى أوروبا وأمريكا.. وهناك أزمة تشخيص مُبكر أرشيفية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت دراسة حديثة من انتشار سرطان القولون فى مصر، قائلة إن هذا النوع من السرطان فى مصر هو الأكثر فتكاً وتدميراً من أى مكان آخر، وأوضحت الدراسة التى نشرت نتائجها الأمم المتحدة على موقع "إيرين"، اليوم السبت، أن سرطان القولون أو المستقيم يصيب الشباب فى مصر أكثر كثيراً مما هو فى أوروبا أو الولايات المتحدة، على نقيض ما كان معروفاً من قبل.

ورغم الدراسات الوفيرة على هذا النوع من السرطان داخل المجتمعات الأوروبية والأمريكية الشمالية، فإن الباحثين لم يكشفوا الكثير عن أسباب ارتفاع المعدلات غير الطبيعية من سرطان القولون والمستقيم فى مصر، ويشير التقرير إلى بعض الحالات التى تم كشفها فى مراحل متأخرة فى مصر، فما بين عامى 2002 و2012 تم تشخيص 412 حالة إصابة بسرطان القولون والمستقيم على يد الدكتور أحمد جادو الذى يشير إلى أن ربع مرضاه كانوا أقل من 40 عاماً، وهى النسبة الأعلى كثيراً مما هو عليه فى أوروبا والولايات المتحدة.

فبينما نسبة الإصابة بهذا النوع من السرطان عالية، فإنه نسبة إصابة الشباب هناك بهذا المرض تتراوح بين 2-6%.. ووفقا للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان، فإن 90% من الحالات الجديدة فى أمريكا مصابة بأورام القولون فى أمريكا، فيما أن 94% من الوفيات تحدث عند سن 50 عاما فأكثر.

ويقول "جادو" إن المرضى شباب متزوجون ولديهم أطفال، مما يضاعف آثار هذا المرض مجتمعياً، مضيفا: "إنها كارثة للأسر".

ووفقا لدراسات أوروبية، فإن ما يجعل هذا الاتجاه أكثر إثارة للقلق هو أن أثار المرض تكون أكثر سوءا على المرضى الأصغر سنا، فبشكل عام فإن المرضى تحت سن 30 عاما معرضون لخطر الموت فى غضون خمس سنوات بحوالى ثلاث أضعاف عن أولئك الذين يتجاوز عمرهم الـ 50 عاما.

ووفقا لدراسة نشرت فى المجلة الدولية للسرطان عام 1997، فإن 35% من إجمالى 1600 مريض مصاب بسرطان القولون والمستقيم فى أربعة مستشفيات مصرية كانوا تحت سن الـ 40.

وبشكل عام فإن معدل الإصابة فى أمريكا أعلى كثيرا من مصر، فلقد أظهرت دراسة لاتحاد الشرق الأوسط للسرطان، استنادا إلى بيانات تم جمعها بين عامى 1999 و2001، أن سرطان القولون شكل 4.4% من حالات السرطان فى مصر، بمعدل إصابة 6 حالات بين كل 100 ألف حالة، ذلك بالمقارنة بـ 32 حالة بين كل 100 ألف مريض أمريكى.

وتشير الدراسة التى تنشرها الأمم المتحدة إلى أنه سرطان القولون لا يتم تشخيصه سريعا فى مصر، ويرجع "جادو" السبب إلى مجموعة من القضايا الثقافية وقلة الوعى حتى بين الممارسين.

ويشير إلى أن غالبا ما يلجأ المريض للطبيب بعد عام من حدوث نزف مستقيمى، ونادرا ما يجرى متابعة للمريض؛ ويشير إلى أهمية منظار القولون كفحص أكثر عمقا، غير أن عدد قليل من المرضى الذين لديهم تاريخ عائلى للإصابة بالسرطان، يوافقون على القيام به كإجراء وقائى.

ويضيف أن الممارسين العامين يخطئون فى كثير من الأحيان، فى تشخيص النزيف ودائما لا ينصحون المريض بالتوجه إلى الأخصائيين، ويؤكد أن قليلا من المتخصصين لديهم الكفاءة الكافية لإجراء منظار القولون.

ويشير "إيرين"، الموقع التابع للأمم المتحدة المختص بالشئون الإنسانية، إلى أن هناك أزمة معرفة فى مصر، إذ يعتقد أن بها أعلى معدلات الإصابة بسرطان القولون فى سن الشباب، فى العالم، فيما حاولت عدد قليل من الدراسات فهم أفضل لهذا المرض.

ووفقا لرنا أبو النجا، باحث فى مجال الأمراض غير المعدية بمنظمة الصحة العالمية، فإن البيانات الشاملة حول السرطان فى مصر محدودة، وهذا يشير فى حد ذاته إلى نقص الأبحاث الخاصة بالمرض فى مصر.

وتوضح أنه على الرغم من أن الحكومة المصرية لديها سجل عن السرطان، لكن البحث ليس ممثلا للبلد بأكمل، فالبيانات السنوية عن المرض تقوم على أساس التناوب بين المحافظات، وعلى سبيل المثال، فإن بيانات التسجيل لعام 2008 لا تغطى سوى محافظة أسوان على الحدود السودانية، وتغطى بيانات 2010 محافظة دمياط.

وبشكل عام، ترتبط مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بعدد من العادات الغذائية وأسلوب الحياة، بما فى ذلك، تناول الكحول بكميات كبيرة واللحوم الحمراء والمصنعة، وتناول الآلياف والفواكه والخضراوات بشكل أقل، ونقص المغذيات الدقيقة ولاسيما السيلينيوم والحديد وفيتامين "د" وكذلك نقص النشاط البدنى والسمنة.

وتشير إحدى النظريات إلى أن هذه العوامل تتضافر معاً لخلق فائض من السعرات الحرارية، بما يؤدى إلى البدانة ومقاومة الأنسولين وفرط سكر الدم والالتهابات والأكسدة، مما قد يؤدى إلى تليف خلايا القولون التى تقود إلى السرطان على المدى الطويل.

وتقول "الدراسة" أن النظام الغذائى للمصريين تغير مع اعتيادهم على الوجبات السريعة التى يحصلون عليها حتى من خلال التوصيل المنزلى، كما أن أسلوب الحياة الأكثر انشغالا ونقص الحدائق العامة والبنية التحتية الرياضية يعنى زيادة حجم الخصور المصرية فى الحضر.

ووفقا لإحصاءات عام 2010 التى جمعها المعهد الوطنى للتغذية فإن 20% من المراهقين و55% من الذكور البالغين و75% من الإناث البالغين فى مصر، إما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

ويخلص تقرير "إيرين" بالقول أن الأسباب الكامنة وراء الظهور المبكر للقولون والمستقيم، تحديدا، لا يزال غير واضح. لكن الخبراء يبحثون فى الأدوار التى تقوم بها الاستعدادات الوراثية أو التعرض لعوامل بيئية، مثل استخدام المبيدات الحشرية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة