أحمد إسماعيل حامد يكتب: الفشل المقنع

السبت، 01 يونيو 2013 05:14 ص
 أحمد إسماعيل حامد يكتب: الفشل المقنع قمح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك من يتمنى النجاح وهناك أيضا من يتوهم ذلك، فكلنا نسعى إليه بفكرنا ووهمنا أيضا، فالكثير منا ينسب إنتاج القمح هذا العام لوزير التموين الشاب باسم عوده، رغم أنه تم تعيينه بالوزارة بتاريخ 10 يناير 2013 أى بعد زرع القمح بشهور فكيف ننسب إليه هذا؟

رغم أن هذا ليس بفخر، كما أنه ليس من العدل أن نطالب الوزير بحل المشكلة وهو لم يتعد شهورا بالمنصب المعهود، كما أن الوزير المنصوص لا يتحدث عن هذا الوهم التى يعرف حقيقته والذى سكن فقط بعقول مؤيدى النظام ومهلليه، مثلما ينسب البعض منا إنتاج القمح للنظام الحاكم، علما بأنه لم يستصلح شبرا واحدا من صحراء هذا البلاد من أكثر من ثلاث أعوام فالنظام القائم لم يكن مطلوبا منه يوما حل جميع المشاكل فى غضون شهور من توليه المسئولية فنحن نلتمس له العذر فى الفشل فى بداية مرحلة حكمه، فهذا ما يسمى (بالفشل الطبيعى المقنع) وهذه هى حالة النظام الحاكم فهى حالة لا تعيب الحاكم إطلاقا لأنها حالة متوقعة ومتوقع أن يعيشها هذا النظام الجديد أو أى نظام آخر كان سيأتى بدل منه فى الحكم لابد أن يمر بها، علما بأن هذه المرحلة يمر بها فقط من كان يرغب بالنجاح فالفشل الطبيعى المقنع مرحلة من مراحل النجاح، ولكن نؤكد بأنه ليس بنجاح فدعونا نمر بها ونتفهمها ولا ندعى النجاح الوهمى، ونرجع لنتساءل من أين أتت زيادة أنتاج القمح هذا العام؟ فليعلم الجميع أن إنتاج القمح جاء على حساب محاصيل أخرى أكثر ربحية وأكثر استغلالا للأيدى العاملة بالبلاد، التى أصبحت تعانى من البطالة نتيجة زراعة نسبة كبيرة من الرقعة الزراعية بالقمح على حساب هذا المحاصيل الربحية التى كانت تدرى على البلاد بكثير من العملة الصعبة نتيجة تصديرها.

فإنتاج فدان واحد من هذا المحاصيل سنويا كفيل بشراء أكثر من إنتاج فدانين من القمح ويستوعب أيد عاملة تعادل ضعفى ما يستوعبه نفس المساحة حين زرعتها بالقمح، فزراعة قمح تعنى أنك لا تزرع قطنا، حيث إن إذا أردنا أن نكتفى من القمح علينا التضحية ب 60% من المساحة المخصصة لزراعة القطن وهذا يعنى بالضرورة الإطاحة بكثير من محالج القطن وكثير من صناعات المنسوجات، كما أن زراعة قمح سوف تأتى على حساب محاصيل مكلفة جدا سنقوم باستيرادها فيما بعد.

ونعود لنؤكد أن نحن بهذا لا نحارب النظام الكائن وليعلم الله من ينصره ولكن على النظام عدم العبث والتلاعب بعقول مؤيديه وعلى مؤيدى النظام، أن يدركوا الواقع ويبتعدوا عن أوهام النجاح فالفشل طبيعى وموجود بالحياة وليس بمعيب ومن الممكن أن يكون بعد الفشل نجاح، ولكن إذا ادعينا النجاح الوهمى لا نتقدم يوما لأننا وصلنا للنجاح وهذا فى عقولنا المريضة فقط.

دعونا نقدم أيدى المساعدة للحكومة ولا نخدعها و نحارب أوهامنا التى نتعايش بها ليل نهار فعلينا أن نواجهه مشاكلنا ولا نهرب منا بنجاح خادع يخضع العقول الواهمة والعقيمة، آخذين فى الاعتبار أن أغلب الواهمين يرددون ويبررون وهمهم بأن القمح سلعة استراتيجية، وهذا ليس بصحيح فهناك محاصيل استراتيجية لك ولغيرك لا تمثل شىء، فلا يوجد سلعة استراتيجية بعينها فهناك الكثير من الدول تعانى كثيرا فى تسويق القمح ولهذا لا تزرعه فالسلعة موجودة بكثرة ولكن موارد الدولة المالية عاجزة عن الشراء فالمشكلة إذا بالموارد المالية العاجزة.





مشاركة




التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

وسام الفخرانى

الاخوان كذبين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سيد

دا سويسرا بيحسدونا عليه

عدد الردود 0

بواسطة:

يحى عثمان

انا اخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

demak

واية دخل القمح بالقطن ؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

سناره

ممتاز

عدد الردود 0

بواسطة:

كلنا ضد العلمانين

حلو العنوان

عدد الردود 0

بواسطة:

حمضين صباحى

طيب تيجى ازاى

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو القاسم

رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة