قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الإسلاميين باتوا يعتمدون على البرامج التليفزيونية التى يقدمها الشيوخ، فى محاولة لجذب الجماهير.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بينما استخدم الشباب الليبرالى الشبكات الاجتماعية، مثل "فيس بوك" و"تويتر" قبل عامين للإطاحة بمبارك، فإن الإسلاميين يحاولون كسب نفوذ وسط المجتمع المصرى من خلال شيوخ الفضائيات.
وتحدثت عن خالد عبد الله، الذى هو ليس شيخا حقيقيا، لكنه يظهر على إحدى الفضائيات الدينية الشعبية فى مصر، ليهاجم المعارضة العلمانية والليبرالية، ويتهمهم بأنهم مثليون جنسياً وملحدون، بل ويذهب إلى التنديد بأى تشريع يمكن أن يحظر اغتصاب الزوج لزوجته.
ونقلت عن عبد الله قوله، "هنا فى مصر، أى شخص ملتح يمكن أن يطلق عليه شيخ". وتقول الصحيفة، إن عبد الله واحد من أبرز الدعاة فى مصر والبلدان العربية المجاورة، الذى يركز على كتلة سياسية محددة منذ الربيع العربى، وربما ينظر إليه البعض على أنه أحد الأسباب التى دعمت السلفيين للفوز بأكثر من 27% من أصوات الناخبين فى الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة.
وتشير الصحيفة إلى أن القنوات الدينية لعبت دوراً أيضاً فى دعم مرشح الإخوان محمد مرسى للفوز بالرئاسة، كما أيدت الدستور باعتباره دستوراً إسلامياً فى ديسمبر الماضى.
كما تحدثت عن الدور الرئيسى الذى لعبته هذه القنوات وشيوخها فى الانقسام الطائفى داخل مصر، ففى أعقاب الاشتباكات الطائفية التى وقعت فى منطقة الخصوص، وما تلاها من الاعتداء على مشيعى الضحايا الأقباط والكاتدرائية المرقسية، ظهر عبد الله فى برنامجه يهدد الأقباط.
وتضيف أن المعركة بين الإسلاميين والليبراليين فى مصر، تخاض على نحو متزايد عبر الهواء، لكن عموما لا أحد يعرف عدد مشاهدى القنوات الدينية، لكن بشكل عام فإن معدل مشاهدة هذه القنوات أقل كثيراً من القنوات الرئيسية مثل "الحياة" و"أون تى فى" و"سى بى سى"، ومع ذلك فإن شيوخ الفضائيات لديهم تأثير كبير على شرائح معينة من المجتمع المصرى، لاسيما فى مواسم الانتخابات.
وقال خليل العنانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية بجامعة "دورهام" فى المملكة المتحدة، إن القنوات هى القوة الناعمة للسلفيين، إذ إنها تمثل إحدى الأدوات الرئيسية لإعادة تشكيل هوية وعقلية كثير من المصريين، وبالتحديد الطبقات المتوسطة والدنيا.
ويشير معهد "إيبسوس" للأبحاث فى باريس إلى أن النساء يمثلن ثلثى مشاهدى التليفزيون، وبينما تقدم هذه القنوات نظرة متشددة جداً وقامعة للمرأة، فإنه وفقاً لمركز البصيرة فإن 76% من النساء صوتوا لمرشح الإخوان محمد مرسى.
وتقول وول ستريت جورنال، إن الرئيس السابق حسنى مبارك تسامح مع هذه القنوات الدينية المتشددة، طالما تبقى بعيداً عن السياسة، كما أنه خلال الثورة دعى شيوخ هذه القنوات المسلمين للابتعاد عن الاحتجاجات، باعتبارها خروجا على الحاكم.
ورغم الشعبية التى حظيت بها بعض القنوات الدينية فى أعقاب الثورة، حيث لعبت دوراً كبيراً فى التصويت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية مارس 2011، ووفقاً لمؤشر إيبسوس فإن قناة الناس حظيت وقتها بالمرتبة 25 بين القنوات المصرية الأكثر مشاهدة، فإنها تراجعت للمرتبة 25 وفقاً لاستطلاع يوليو من العام الماضى.
وول ستريت جورنال: الإسلاميون يتخذون من الفضائيات الدينية ساحة للمعركة مع المعارضة.. ومبارك تسامح مع القنوات لبقائها بعيداً عن السياسة.. وتلعب دوراً رئيسياً فى الفتنة الطائفية والترويج وقت الانتخابات
الخميس، 09 مايو 2013 12:06 م
خالد عبد الله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة