"واشنطن بوست": حان الوقت لتغيير نظرة الغرب للإسلام

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الوقت قد حان للنظر إلى الإسلام نظرة جديدة. وأضافت الصحيفة- فى تقرير على موقعها الإلكترونى الأربعاء - أن موقف الإسلام من العنف يشبه موقف المسيحية من سيادة الجنس الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية وغيرها من الظواهر التى تفسر الدين تفسيرا خاطئا بحيث يخدم مصالح تتطلب العنف.

واعتبرت أن وصم المسلمين كافة بالعنف بسبب جهاديين نصبوا أنفسهم بأنفسهم على شاكلة الأخوين تسارنايف، المتورطين فى تفجيرى ماراثون بوسطن، يشبه لوم المسيحيين كافة على محاكم التفتيش الإسبانية أو اضطهاد الطوائف المسيحية لبعضها البعض فى العصور الوسطى بإنجلترا.

وأشارت إلى أن الإسلام ليس مذهبا فكريا واحدا، بل مذاهب متعددة يتدارسها ويمارسها مئات الملايين حول العالم منذ قرون خلت، قائلة : "ليس ثمة تفسير واحد ونهائى للإسلام".

وعليه، تقول الصحيفة إن أفعال ومعتقدات مرتكبى تفجيرى بوسطن وكذلك عناصر القاعدة والوهابية وغيرها من الجماعة المتشددة لا تعكس مطلقا التعاليم التى يؤمن بها كافة المسلمين، وإنما يعتقد هؤلاء المتشددون فى مذاهب متشددة.

وقالت الصحيفة إن ابتداع مذهب يتطلب شخصية قيادية كاريزمية تستطيع اجتذاب أنصار لها عادة ما يعانون نبذ المجتمع، وتكون النتيجة ظهور فكر متطرف قد يشترك مع تيار الفكر الرئيسى فى الجذور إلا أنه سرعان ما يتمايز عن هذه الجذور وينحرف عنها فكريا وتطبيقيا.

وأسقطت الصحيفة على الفكر الجهادى، واصفة إياه بالمنتج الخطير قائلة : إن أول ظهور لما وصفته بالعنف الإسلامى كان بظهور الحركة "الوهابية" فى القرن الثامن عشر ثم أسامة بن لادن بفضل كتابات سيد قطب.

وقالت إن تجاهل حقيقة التعددية الفكرية فى الإسلام يعنى تجاهل وإجحاف قطاع واسع من الجنس البشرى، يتجاوز تعداده المليار ونصف المليار.

وانتقدت الصحيفة توجهات عدد من الإعلاميين الغربيين الرامية إلى وصم الإسلام عبر ترديد محفوظات معادية تفتقر إلى الدقة على خلفية هجوم بوسطن.