تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" فى عددها الصادر اليوم صبح اليوم، بشأن مصير الاحتياطيات الهائلة من الغاز الطبيعى التى تم اكتشافها مؤخراً فى إسرائيل والتى سرعان ما ستحول إسرائيل إلى مصدر للطاقة يسعى لبيع غاز يقدر بمليارات الدولارات للدول المجاورة التى تشوب علاقاتها بإسرائيل توترات هائلة، كما فحصت الصحيفة خيارات إسرائيل لتصدير الغاز للخارج والتى تحيط بها العديد من التعقيدات، وهو ما يمكن أن يجعل الغاز الإسرائيلى محاصرا دبلوماسيا.
وكانت إسرائيل، وفقاً للصحيفة، قد اكتشفت احتياطات هائلة من الغاز الطبيعى على سواحلها تمكنها من توفير طاقة نظيفة ورخيصة لشعبها ومصانعها لجيل كامل، مما يجعلها أحد اللاعبين الرئيسيين فى الشرق الأوسط بل وربما فى السوق الأوروبى للغاز الطبيعى أيضا، ولكى تفيد إسرائيل من الغاز الطبيعى المكتشف حديثا، عليها أن تحاول بيع غاز يقدر بمليارات الدولارات إلى الدول المجاورة لها والتى تشوب علاقاتها بها العديد من الشوائب.
وتقول الصحيفة إنه لحل هذه المشكلة، اقترح بعض الزعماء الإسرائيليين تبنى إستراتيجية "الغاز مقابل السلام"، حيث تقدم إسرائيل الغاز بأسعار تنافسية للدول المجاورة التى ترغب فى الشراء، رغم إقرارهم بأن بعض الدول المجاورة سوف ترفض الغاز أيا ما كان السعر فقد كانت العديد من البلدان العربية الغنية بالبترول ترفض تزويد إسرائيل مباشرة بالبترول. فعن ذلك يقول بينهاس أفيفى، مدير الشئون الإستراتيجية بوزارة الخارجية الإسرائيلية: "يجب أن نستخدم الغاز لحل المشكلات وليس لخلق مشكلات جديدة".
وتؤكد الصحيفة أن تلك الاكتشافات تمثل تحولا هائلا فى مصير إسرائيل التى كانت حتى وقت قريب تعتمد على استيراد الفحم والديزل والوقود لكى تنتج الكهرباء، وهو ما كان يجعلها معرضة لتذبذبات سوق الطاقة العالمى وكذلك الهجوم على البنى التحتية، فعلى سبيل المثال كانت إسرائيل قبل عامين تحصل على 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعى من مصر، ولكن فى أعقاب الثورة فى مصر، تم قطع خط الغاز أكثر من عشرة مرات حتى اضطرت مصر فى النهاية إلى إنهاء عقد بيع الغاز إلى إسرائيل. فيقول أفيفي: "يمكننا أن نبيع الغاز لمصر. فالأنابيب موجودة، وكل ما علينا عمله هو تغيير اتجاه تدفق الغاز"، خاصة وأن مصر، وفقا للواشنطن بوست، قد تحولت إلى مستورد للغاز خلال العام الماضى نظراً لارتفاع استهلاكها من الغاز والانخفاض المستمر لمعدلات الإنتاج.
وبفحص الخيارات البديلة، قالت الصحيفة إن إسرائيل تستطيع تقديم الغاز إلى الأردن التى تضررت من قطع خط الأنابيب مع مصر حيث كانت تستورد 80% من الغاز الطبيعى منها، كما أنها تستطيع تقديم الغاز إلى غزة لتشغيل المصانع أو لتوليد الكهرباء.
ومن جهة أخرى، قال تشارلز ديفدسون، رئيس شركة "نوبل للطاقة" التى تعمل على تطوير حقول الغاز الإسرائيلية إن الشركة تفحص إمكانية إنشاء مصانع عائمة لتحويل الغاز إلى غاز مسيل لكى يمكن نقله إلى أى مكان آخر فى العالم، ولكن المصانع العائمة، وفقا للصحيفة، أكثر عرضة للهجمات.
وأخيرا تقول الواشنطن بوست إن إسرائيل إذا ما أرسلت الغاز مباشرة إلى جنوبى أوروبا عبر اليونان فإنها ستدخل فى منافسة مباشرة مع روسيا، وعن ذلك يقول مسئول إسرائيل بارز رفض الكشف عن اسمه: "لا نريد خلق أعداء جدد"، كما يمكن أن يتدفق الغاز الإسرائيلى إلى قبرص ومنه إلى أوروبا ولكن أى اتفاق مع قبرص سوف يثير غضب تركيا، ومن ثم يتساءل الخبراء إذا ما كان الغاز الإسرائيلى سيصبح "محاصراً دبلوماسياً" أى أن إسرائيل قد حصلت على المورد، ولكنها تواجه العديد من الصعوبات والتحديات فى الإفادة منه.
واشنطن بوست: إسرائيل تبيع الغاز لمصر والأردن وأوروبا فى المستقبل
الخميس، 09 مايو 2013 11:08 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة