نشرت صحيفة بلومبرج الألمانية، اليوم الخميس، على موقعها الإلكترونى، تقريراً حول محصول القمح فى مصر، وأبرزت شكاوى الفلاحين من نقص الوقود والمخصبات، وهو ما يمكن أن يؤثر على حصاد محصول القمح الذى يعد من المحاصيل الرئيسية للتغذية فى مصر.
وتحدثت بلومبرج إلى عدد من الفلاحين، قال أحدهم، أسامة عبد الغنى، إن ماكينة المياه تعطلت لعدم توافر الوقود، وتوقع انخفاض إنتاج فدادينه الأربعة هذا العام نظراً لعدم توافر المخصبات والوقود الذى يدير معدات الرى، كما أفاد بأن تكلفة الإنتاج تضاعفت خلال العامين الماضيين، مؤكداً أنه يعتزم زراعة الخضراوات بعد ذلك، لأن مشكلاتها أقل من زراعة القمح.
وأضافت بلومبرج، أن ما ذكره عبد الغنى يمثل أحد التحديات التى يواجهها المجتمع المصرى بعد خلع الرئيس محمد حسنى مبارك، خاصة أن الرئيس محمد مرسى يعتمد على محصول القمح لتوفير ما يكفى من الخبز المدعوم وتقليص الواردات الغذائية التى تستهلك احتياطات النقد الأجنبى، ولكن نقص الوقود والمخصبات يقفان حجر عثرة أمام استراتيجية الرئيس مرسى، حيث انخفض المخزون إلى ما يكفى 64 يوماً فقط فى 28 إبريل وهو أقل من المعدل الذى وصلت له مصر فى عام 2008 فى قمة أزمة الغذاء العالمية.
وتشير تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أنه بالرغم من تخفيض مصر لواردات القمح بنسبة 27% حتى وصلت إلى 8.5 مليون طن خلال العام الجارى فإنها ما زالت أكبر الدول المستوردة للقمح.
ونظرا لانخفاض احتياطى العملة الأجنبية، بما يزيد عن 60% خلال العامين الماضيين، حتى وصل إلى 13.4 مليار دولار بنهاية مارس، وتراجع قيمة الجنيه المصرى بنسبة 8.5% أمام الدولار منذ نهاية ديسمبر، تزايدت تكلفة واردات الوقود والغذاء الذين يتم استيرادهما بالدولار.
وكانت الحكومة قد اشترت 609 ألف طن من القمح المحلى، ومن المقرر أن تستمر فى الشراء من الفلاحين المحليين حتى بداية يوليو، وفقا لمكالمة هاتفية مع نعمانى نعمانى، مستشار وزير التموين المصرى.
من جهة أخرى، فإن افتقار مصر للوقود ربما يعرقل عملية الحصاد ونقل حبوب القمح إلى المطاحن، وهو ما يهدد بوجود عجز فى شهرى يونيو ويوليو اللذان سيشهدان انخفاضا فى المخزون.
ووفقا لما ذكرته الصحيفة على لسان محمد عبد القادر رئيس نقابة الفلاحين بمصر، فإن الحصاد اقترب بدون أن تبذل الحكومة الجهود الكافية لنقل القمح أو تخزينه، ويزيد هذا التأخير من فرص إصابة المحصول بالحشرات أو أن تأكله الطيور، ومن ثم فإن ربع المحصول المصرى من القمح مهدد بالفساد.
وتخطط الحكومة المصرية، وفقا لوزير التموين، لشراء 4.5 طن من القمح من المزارعين المحليين خلال العام الجارى من أجل دعم الخبز، وقد حصلت بلومبرج على نسخة من الموازنة العامة للدولة 2013-14 ذكر فيها أن هناك 7.21 مليار جنيه مصرى مخصص لشراء 3.7 مليون طن من القمح المحلى، وهو ما يعد هدفا غير واقعى، حيث تتوقع دائرة الخدمات الزراعية الأجنبية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية أن تحصل الحكومة على ما بين 3 ملايين إلى 3.2 مليون طن فقط.
صحيفة ألمانية: نقص الوقود و"المخصبات" يهددان محصول القمح المصرى
الخميس، 09 مايو 2013 03:09 م