فاطمة حنفى

بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ !

الخميس، 09 مايو 2013 07:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكفاءة ليس المقصود منها التكافؤ بين الزوجين فى المستوى الاجتماعى والعلمى وإنما الكفاءة تكون للرجل، بمعنى أن يكون الزوجان ليس بالضرورة أن يكونا من طبقة أو مستوى تعليمى شرطاً، بل أرى أن يكون الرجل دائماً كفأً للمرأة.

وإخفاق كثير من حالات الزواج بل وانتهاؤها بالطلاق إنما يعود إلى غياب هذه الكفاءة، أى أن الأزواج لم يكونوا أكفاء لمن تزوجوهم من النساء.

فطرة المرأة وواقع الحال، والدراسات الاجتماعية المختلفة؛ كلها تشهد لكفاءة الزوج؛ فالمرأة تريد من يتزوجها أن يكون رجلاً، بكل ما تعنيه كلمة "رجل" فلا تريده متشبهاً بالمرأة، أو يحمل صفة من صفاتها.

وتريده قادراً على الإنفاق عليها وحمايتها وتوفير الأمن لها ولأطفالها ولا ترضى أبدًا منه تصرفًا يقلل من قيمته كرجل يحسن إدارة الحياة وبمسئولية مطلقة واستيعاب لكل تطلعاتها وطموحها وجنوحها. وتلك هى فطرة الله التى خلقها عليها.

وعلى الرغم من أن مسألة الكفاءة فى الزواج لا ترقى فى أهميتها إلى حكم المهر وضرورته للزواج ، فإن الشريعة لا تعتبر الكفاءة بين الزوجين شرطاً فى صحّة عقد الزواج، فإن عقد الزواج بين مسلم ومسلمة بشروط الشرعيّة صحيح وإن انعدمت الكفاءة بينهما؛ إذ لم تجعل الشريعة السّمحة انعدام الكفاءة بين الزوجين عائقاً للزواج، وإنما أقرّتها تطيباً ووعيًا وبصيرة للنفوس التى لا تطيق التنازل عنها، ولنا فى سيرة رسول الله القدوة الحسنة والمثل الذى يحتذى به وذاك للخوض فى خضم حياة تعتركها الكثير من الصعاب والعقبات والتى تهون كثيرًا على شركائها إذا خاضتها بأسس متوازنة من الفهم والوعى وتحمل المسؤلية من طرف الرجل والذى أعطاه القرآن الكريم القوامة على المرأة ولأسباب واضحة ومحددة الإنفاق والمفاضلة.

فهذه السيدة زينب بنت جحش(رضى الله عنها) على جلالة قدرها، وعظيم شأنها فى الإسلام لم تكن على وفاق مع زوجها الصحابى الجليل زيد بن حارثة (رضى الله عنه) من جهة الكفاءة، حتى اضطر إلى طلاقها، فإذا كانت النفوس الزكية التى تربّت على عين رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ثقل عليها التنازل عن حق الكفاءة، فكيف الشأن بغيرهم، خاصة فى هذا الزمان الصعب بكل ظروفه القاسية المادية والحياتية والذى غلبت فيه الأهواء، وتعلق غالب الناس بحظوظهم من الدنيا، وأبوْا التنازل عن حقوقهم ونسوا الفضل بينهم.

الكفاءة بين الزوجين لم يقصد بها مطلقًا مسألة شرف النسب أو المكانة الاجتماعية، أو الثروة المالية، وإنما تتعدّاها إلى مسائل جديدة، أصبحت فى عرف الناس اليوم من الكفاءة المطلوبة مثل التقارب بين الزوجين فى السن، وقضية التعليم، ودرجة الجمال، والصّحّةِ البدنيّة والنفسيّة والعقلية ، إلى غيرها من المسائل التى يمكن أن تدخل ضمن مفهوم الكفاءة، وتكون أحياناً شرطاً اجتماعياً أو عرفياً يحول "فى عدم وجوده "دون حصول الزواج، وكلها ملامح سهل التعرف عليها والتأكد من وجودها، والمؤمن كيس فطن، خاصة أن المجتمعات تلعب فيها سمعة الفرد الكثير والكثير وسهل تتبعها والتحرى عنها.

خلاصة الأمر أن الدين الإسلامى ليس دينًا عنصريًا أو دين تمييز وإنما شريعته السمحاء تُقرُّ العرف الاجتماعى الذى يراعى الكفاءة بين الزوجين، ولا سيما فى الرجل، حرصًا على دوام العشرة وتحقق المودة والرحمة غاية قدرة الله فى خلقه، وأثر ذلك البالغ فى تكوين الأسرة والتى هى لبنة بناء المجتمع الصحى الصحيح فلا نرى بيوتا "مخوخة" تحكمها مظاهر فارغة وتغيب عنها السعادة أعوامًا وأعوامًا وأجيالًا لاتعرف من مشاعر الحب والدفء الأسرى إلا مشروباته وأطعمته الساخنة.

قد يكون التنازل عنها بصورة ما فى ظروف الحياة المعاصرة أمراً مستساغاً ولكن يفرق كثيرًا فى جودة الحياة بين الزوجين ومستوى الأداء والطموح والتحدى وتحمل الصعاب والتى تعد من أعظم التحديات على الإطلاق تتمثل فى تربية أبناء أصحاء فى متغيرات معاصرة صعبة الفهم والإدراك للآباء ومن ثم الأبناء والذين هم المؤشر الحقيقى للتناغم والتكافؤ بين الأزواج.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبالغني

لافوض فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

راجية الشناوي

رجال بيحبوا نفسهم بس

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن

قولى الحق أن كنتى مسلمة ((( متاءسلمة )))

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة