يسعى العلماء للتوصل إلى كيفية تسهيل الولادة.. فلماذا تحظى بعض الأمهات بولادة سهلة، بينما تعانى أخريات من مخاض طويل عسير ينتهى بولادة طارئة؟
لا يعرف العلماء إجابة لهذا السؤال، لكنهم يعملون من أجل التوصل إليها.
فقد وضع مركز جديد للأبحاث دراسة كيفية عمل الرحم على قائمة أولوياته، وهذا المركز مخصص لفهم المشكلات التى تواجه الأمهات أثناء الولادة والمخاض.
ويقول باحثون إن معرفة كيفية عمل الرحم ستساعدهم فى التعرف بدرجة أكبر على الولادة المبكرة، وسقوط الحمل، ووفاة الرضع عند الولادة، وسبب ارتفاع معدل عمليات الولادة القيصرية بنحو 50 بالمائة خلال الأعوام الثلاثين الماضية وستجد أن كل امرأة تعرف أخرى مرت بولادة عسيرة.
وتقول (جمعية صدمة الولادة) أن عشرة آلاف امرأة يُصَبن سنويا فى بريطانيا باضطراب ما بعد الصدمة وذلك فى أعقاب الولادة كما تقدر المؤسسة أن نحو 200 ألف امرأة قد تصاب بصدمة جراء مرورها بهذه التجربة.
وتقر سوزان راى، مديرة مركز (نحو ولادة أفضل) بمستشفى ليفربول للنساء، بأن العديد من النساء مروا بأوقات عصيبة أثناء الولادة.
وتقول راى،" إذا كان حديثنا يدور حول عضو آخر فى الجسم بمعزل عن الرحم، فلن يسعنا التحمل".
ويعكف فريق مؤلف من 20 شخصًا، من العلماء وطلاب الدراسات العليا والأطباء، على دراسة كيفية تنظيم انقباضات الرحم والتحكم فيها.
وعندما يحوز المسعفون هذه المعرفة، فمن الممكن حينها أن يتوصلوا إلى أساليب جديدة لمساعدة النساء اللاتى لا يمضى مخاضهن كما ينبغى.
وتقول راى "نحتاج أن يكون لدينا تنبؤات بمتى ستكون الولادة صعبة، أو متى تلد امرأة مبكرا على سبيل المثال".
وتضيف،" هناك علامات حيوية لبعض الأمراض، مثل سرطان الثدى ونحن بحاجة لأن يكون لدينا مثل تلك العلامات فى الحمل".
وتوصل العلماء فى مستشفى ليفربول إلى أن مستوى الحمض اللبنى فى الرحم ومجرى الدم هو ما يحدد مدى نجاح الولادة الطبيعية.
هذا يرجح أنه إذا كان الرحم "مستريحا"، فإن الجسد قد يكون بإمكانه التغلب على بعض مشاكل الانقباضات الناجمة عن إفراز إضافى للحمض.
ويركز أحد المشروعات الرئيسية فى المركز على البحث عن السبب فى أن نسبة مرتفعة من النساء اللاتى يحملن توأما يشرعن فى المخاض قبل مرور 37 أسبوعا على الحمل، وهو ما يعرف بالمخاض المبكر.
ويركز البحث على الاختلاف بين الرحم لدى الأم التى تحمل توأما والرحم لدى الأم التى تحمل جنينا واحدا.
ويمكن أن يؤدى هذا إلى تطوير عقاقير جديدة من شأنها أن تمنع بوادر المخاض المبكر، وتساعد على تقليص عدد الأطفال المولودين قبل الأوان.
وستعمل كل هذه الأبحاث على مساعدة الأطباء فى فهم تعثر المخاض أحيانا، لكن لا يوجد ضمان بأن كل النساء سيحظين بولادة "سهلة".
وترى مورين تريدويل من جمعية صدمة الولادة، أن التشجيع على عمليات الولادة الطبيعية طوال الوقت ليس مجديا.
وتقول مورين إنها برصد ضربات قلب الجنين قبل بدء المخاض "يمكن التعرف على حالات أولئك النساء اللاتى يحتجن لإجراء عملية ولادة قيصرية عاجلة، وكان من الممكن التنبؤ بها".
وتضيف،" ينبغى لنا أن نشرك النساء، بأن نمدهم بمعلومات صادقة وواقعية حتى يتخذوا قرارا بشأن أسلوب الولادة التى يرغبن بها، لا يجب أن يفرض أسلوب الولادة على المرأة".
كما يعكف المركز، التابع لجامعة ليفربول، على دراسة مدى تأثير البدانة أو داء السكرى على حركة بطانة الرحم.
وتقول سوزان راى مديرة مركز (نحو ولادة أفضل) إن البحث فى هذه المجالات كان يفتقر إلى الموارد، مشيرة إلى أن ذلك المركز من شأنه أن يصبح "محورا لتدريب الجيل القادم من العلماء، حتى نواصل تطوير معرفتنا ونمنع مشاكل الحمل والولادة للنساء والأسر حول العالم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة