"إننا مخلصون لهذا الوطن، ويشهد الله إننا لم نسع يوما وراء منصب، أو جاه"، هكذا يقول المستشار حاتم أحمد عبد الله بجاتو، أو حاتم بجاتو، وزير المجالس النيابية الجديد، ورئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا، وأمين عام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية سابقًا.
ففى الوقت الذى تتكشف فيه الحقائق، وتظهر ساطعة كالنجوم فى السماء، يحاول البعض جاهدا أن يشوه صورة من يظهرها ويلقى التهم جزافا، ففى الأمس القريب كان بجاتو من المغضوب عليهم من قبل التيار الإسلامى، وخاصة من جماعة الإخوان المسلمين، والتيار السلفى بسبب قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، والتى كان يشغل فيها منصب الأمين العام، وذلك بسبب استبعاد اللجنة المرشح حازم أبو إسماعيل، والمهندس خيرت الشاطر، لأسباب قانونية بحتة، إلا أن الأمر سرعان ما تغير، حيث قرر مجلس الوزراء اختياره ليكون وزيرا فى حكومة إخوانية.
المستشار حاتم بجاتو اتهمه خيرت الشاطر، المرشح عن جماعة الإخوان المسلمين، والمستبعد من السباق الانتخابى، بأنه تلاعب فى أوراق ترشيحه، وقام باستبعاده نفس الاتهامات، التى ألقاها المرشح حازم أبو إسماعيل، والذى تم استبعاده من الانتخابات بسبب أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية.
كل هذا السباب والاتهامات الموجهة إليه، إلا أنه كان يقول إن اللجنة مستقلة، ولا يمكنها الرد على مثل تلك الشتائم، التى تخرج من أشخاص تم استبعادهم بسند قانونى، رافضا الرد عليهم.
ولد المستشار حاتم بيجاتو، الذى ينتمى إلى أصول صعيدية بمحافظة قنا، والذى يقيم حاليا فى محافظة الإسكندرية فى 12 يناير عام 1961، وتخرج فى كلية الحقوق جامعة الإسكندرية عام 1982، وعمل بعد تخرجه مباشرة وكيلا للنائب العام بسيدى جابر بالإسكندرية، ليسلك بعدها سلك القضاة خطوة بعد خطوة، ويعمل مدير نيابة ثم وكيل أول نيابة المخدرات، ثم عضو يمين بمحكمة دمنهور الابتدائية، ثم قاضيا جزئيا بمحكمة دمنهور، ثم رئيس محكمة بالمكتب الفنى بمحكمة النقض ليخرج بعدها فى إعارة بدولة الكويت، وبعد رحلة شاقة خارج الوطن والحنين إلى الوطن، عاد بيجاتو ليتولى رئيس نيابة الأحداث، ثم مستشارا بمحكمة استئناف القاهرة، وانتقل إلى محكمة النقض، ثم مستشارا لمفوضى الدستورية العليا، وأخيرا وبعد طول هذا المشوار من الجهد والعناء، أصبح رئيسا لهيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا، وأمينا عاما للجنة العليا للانتخابات الرئاسية .
وعن الجانب الإنسانى فى حياته، فقد تزوج المستشار حاتم بيجاتو وأنجب ولدا وبنتا، أعطاهما كل الاهتمام والحنان رغم عمله الشاق فى القضاء، الذى يحبه أكثر من نفسه، ففى كثير من الأحيان يجلس داخل مكتبه، لأكثر من 10 ساعات متواصلة لإنجاز ما لديه من قضايا.
المستشار حاتم بجاتو، رئيس هيئة المفوضين فى المحكمة الدستورية العليا، يعد أحد المشاركين فى وضع سياسات قانون تجريم ختان الإناث، والذى كان له رأى فى هذا الأمر، بأن من يقوم بهذا الفعل يعد ارتكب جريمة، حيث إن موافقة القاصر غير معتبر ولا ينجو القائم بإجراء عملية الختان، سواء كانت البنت قاصرا أو بالغة، مؤكدا أن الوالدين وفقا للقانون يقع عليهما المسئولية الجنائية، وأن معظم جرائم الختان هى جريمة عاهة مستديمة، لأن قطع جزء من جسد المرأة يعد عاهة مستديمة، وهى جناية والشروع فيها جناية، والفاعل الأصلى معاقب والشريك أيضًا، كما أنها جريمة هتك عرض معاقب عليها، وليس لها ضرورة طبية ولا نفسية، كما أنه مساس بالعورة، وكما تضاعف العقوبة لمرتكبى الجريمة للطفلة أقل من 18 سنة .
كما كان لبجاتو قرار، آثار جدلاً كبيراً ومثل صفعة للحكومة عندما ترأس لجنة أقرت ببطلان القانون 100 لسنة 1993 والخاص بتنظيم العمل النقابى.
وأكد بيجاتو فى الحيثيات، أن هذا القانون كان مخالفا للمادة 195 بنصها، عند صدور هذا القانون، وقبل تعديلها عام 2007، والتى تفرض عرض مشروع القانون على مجلس الشورى، حيث أصدر مجلس الشعب القانون دون عرضه على مجلس الشورى.
أيضا شارك بيجاتو فى إعداد التعديلات الدستورية، بعد قيام الثورة المصرية فى 25 يناير الماضى، حيث عمل عضوا بلجنة تعديل الدستور المصرى 2011.
يقول القاضى بيجاتو: لقد تعرضنا لضغط شديد خلال الفترة الماضية، ولدينا خبرات مصرية قانونية، والجو المحيط بنا غير مريح نعمل لصالح الوطن، ولا نخضع للابتزاز، والشعب هو صاحب الصوت المسموع دائما.
لعبة الأقدار تقود بجاتو للوزارة.. قاضى الدستورية يتصدر قائمة المغضوب عليهم من التيار الإسلامى.. الشاطر: اتهم أمين لجنة الانتخابات السابق بالتلاعب ومرسى اختاره وزيرا
الثلاثاء، 07 مايو 2013 12:16 م