رحب الرئيس الفلسطينى محمود عباس بالصين طرفا أساسيا فى عملية السلام والصراع العربى-الإسرائيلى، وقال إنه "لا يجوز أن تكون فقط أمريكا وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة، باللجنة الرباعية الدولية وأن استثناء الصين بالنسبة لنا مرفوض".
وأكد عباس ضرورة مشاركة الصين فى أى صيغة مستقبلية بشأن عملية السلام ووصفها بالدولة المنصفة التى تقف فقط إلى جانب الشرعية".
وقال الرئيس الفلسطينى - فى تصريحات له قبيل مغادرته للعاصمة الصينية بكين مختتما زيارة استمرت 3 أيام - إن اللجنة الرباعية هى لجنة دولية تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة أنشئت فى مدريد عام 2002 من قبل رئيس الوزراء الأسبانى آنذاك خوسيه ماريا اثنار نتيجة لتصاعد الصراع فى الشرق الأوسط .. موضحا أنه طالب مؤخرا بتوسيع اللجنة الرباعية الدولية، حيث كانت الصين على رأس الأسماء التى يجب أن توسع بها أى مؤسسة من أجل عملية السلام، لثقتنا فى أن الصين يجب أن تلعب دورا هاما وأساسيا عملية السلام .
وكشف الرئيس عباس أن وفدا وزاريا من الجامعة العربية سيزور الصين لتبادل وجهات النظر وتوطيد الموقف الصيني- العربى إزاء القضية الفلسطينية.. موضحا أن الكرة الآن فى ملعب إسرائيل، خاصة وأنه كل ما نتج عن اتفاقية أوسلو وما قبلها وما بعدها تلتزم به فلسطين نصا وروحا، ولكن إسرائيل لا تلتزم، فإذا نظرنا لخطة خارطة الطريق التى تطالب بوقف الاستيطان فورا، ورغم ذلك نجد أن إسرائيل تستمر فى بناء المستوطنات منذ عشر سنوات إلى الآن، فكيف ستطبق الشرعية الدولية، وعندما ينادى العالم برؤية الدولتين على حدود 1967، نجد أن إسرائيل ترفض إذا على إسرائيل أن تحدد موقف واضح وصريح أنها تريد السلام أو لا تريده، لذا فالكرة بملعبها.
وقال "إن الصين بما لها من مكانة دولية كبيرة وعلاقات حميمية مع فلسطين، وعلاقات سياسية مع إسرائيل ومكانتها فى مجلس الأمن تستطيع أن تلعب دورا هاما واتفقنا على التحركات المقبلة، حيث استمعوا إلينا وسيستمعون غدا خلال زيارة نيتنياهو إلى وجهة النظر الإسرائيلية، حيث سيرون بأنفسهم نقاط الاتفاق والاختلاف، لبحث ذلك مستقبلا".
وعن الرؤية الصينية للحل السياسى التى طرحها الرئيس الصينى شى جين بينغ قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس إننا دائما متفقون على المبادئ العامة والخاصة ونحن واثقون دائما من انحياز الصين إلى الشرعية الدولية، والان هناك شئ جديد أيضا حمله وزير الخارجية الأمريكى مؤخرا ونحن قبلناه، وعلى رئيس وزراء إسرائيل أن يقبله أيضا، ألا وهو رؤية حل الدولتين على حدود 67 ووقتها نحن مستعدون لنعود واستئناف مفاوضات السلام.
وحول التصريحات الإسرائيلية بأن حكومة تل أبيب مستعدة لتنازل تاريخى وقبول رؤية حل الدولتين، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أن ذلك ليس تنازلا تاريخيا من جانب إسرائيل ولكنه تطبيق للشرعية الدولية وعندما تقبل إسرائيل رؤية الدولتين على حدود 67 وتقدم خريطتها بذلك ستكون قد وضعت نفسها على الطريق الصحيح للسلام.
ورغم مرور 20 عاما على اتفاق أوسلو، اعتبر الرئيس الفلسطينى الاتفاق الذى ابرم عام 1993 "ما زال قائما وممكنا وقابلا للتطبيق"، ملقيا اللوم على نتنياهو فى تعطيل الاتفاق بعد مقتل إسحاق رابين ورفض التفاهمات التى تم التوصل اليها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت، مشيرا إلى أن السؤال هو هل اسرائيل مستعدة أن تنسجم وتطبق الشرعية الدولية أم لا؟، وتطبق ما صدر من قرارات دولية منها "242 و338"، وخطة خارطة الطريق؟ .
وعن السبب الرئيسى الذى يعرقل مفاوضات السلام حتى الآن، قال الرئيس عباس أرجو أن يوجه هذا السؤال إلى رئيس وزراء إسرائيل بينامين نيتنياهو، فالمشكلة الرئيسية بيننا وبينهم هى "الاستيطان" خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية مصممة على بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية التى احتلت عام 1967، وهناك أكثر من قرار صادر عن مجلس الأمن وآخرها خارطة الطريق تحرم استمرار البناء بل تطالب إسرائيل باقتلاع الكثير من المستوطنات.
وأعرب الرئيس الفلسطينى عن استغرابه من إصرار نيتنياهو على البناء فى الأراضى الفلسطينية وتساءل لماذا يصر على احتجاز آلاف الأسرى بعدما اتفقنا مع الحكومات الإسرائيلية السابقة على إطلاق سراحهم، وقال على نيتنياهو معرفة هل يريد رؤية الدولتين أم لا، وكيف سيتحقق ذلك، وعند ذلك سيعرف الحل لاستئناف عملية السلام.
وقال عباس "عندما ذهبنا إلى الأمم المتحدة، توجهنا فى البداية إلى مجلس الأمن ولكننا لم ننجح فى تحقيق التصويت، فذهبنا إلى الجمعية العامة وحققنا تصويتا عاليا جدا بأن حصلنا على وضع دولة مراقب، ثم جرت بعدها اتصالات مع الإدارة الأمريكية حتى نعطى مساعى السلام فرصة جديدة، وفعلا تم الاتفاق على ذلك وتحدثنا وقتها مع الجميع الأوروبيين والروس والصينيين بكافة هذه التفاصيل التى حدثت".
من جانب آخر أشار الرئيس الفلسطينى إلى أنه أجرى خلال زيارته محادثات مع القيادة الصينية تناولت إلى جانب المسار السياسى الوضع الاقتصادى والعلاقات الثنائية وكذلك الوضع الاقليمى بعد التغيرات التى شهدتها المنطقة العربية فى السنتين الأخريين، واصفا نتائجها بأنها "ليست جيدة بل مبهرة".
عباس يرحب بالصين طرفا أساسيا فى عملية السلام وتوسيع اللجنة الرباعية
الثلاثاء، 07 مايو 2013 10:23 ص
الرئيس الفلسطينى محمود عباس