ورحلت عنا معلنا: إن الحكايا لن تطولْ
وبأنها نهر يموجُ.. يجترُ أحزان المدينة للأفولْ
لكنها افلت معك.. وبقينا نجتّرُ البقايا نحو أيامٍ
تطول ربما أو لا تطولْ
منصور يا وهج صحراء الطفولة فى ترانيم العريش
يا مهجة بين ربوعنا تسعى وتختالُ انسيابا
نحو مفترق الطريق
ورحلت عنا يا صديقْ
معلنا أن النهاية قد بدتْ
مثل التراتيل الحزينة تحت جرف السيل
من قلب الجبال بالروافع
وأمامها تجرى الزواحف والفوارسُ والبشرْ
منصور يا ابن مدينة المنصورة يا ابن البطلْ
ما زلت اذكر كل كلامك الحلو العزيز
جلسات انسك فى المساعيد وفى البحر وقرب الريسة
وفى كل الأماكن
ما زلت اذكر كلامك يا أيها الراحل من قلب المدينة للخلود
نبضات قلبى قد بكتك لياليا والحزن عشش فى جبينى
كان الخبر منصور غاب فات الأوان يا صديقى بعدما طال الغيابْ
وفرقت تلك السنون ما تبقى من حضور ما تبقى من عذابات بمشفاك وحيدا
صوتك الراحل يأتينى بعيدا عبر هاتفٍ خلوى
كيفاك يا صديق العمر والعمر نفد؟!
كيفاك؟ بعد فراقك الأبدى
الآن قد يحلو السؤال ويحلو طرق أبواب البناية فى العريش
الآن يا منصور ما يجدى السؤال وأنت ترقد فى قبرك (بتميّ)
الآن عدت مجددا رافعا كل الأصابع قاصدا كل الأحبة بعد أن طال الفراق
ها عدت يا( تميّ) إليك مجددا
لكننى أقسمت ألا ابرح هذا الثرى أبدا حتى وان طال اشتياقى للعريش.