الوهم نصف الداء والأطمئنان نصف الدواء، والصبر بداية الشفاء - هذه العبارة افترض أن كل مصرى يحدث بها نفسه، يتجلد بها على المحن التى تمر به منذ ثورة الخامس والعشرون وليس بخاف عنا بان كل مصرى يصبر على البلاء ويحكم عقله وقلبه فيما يحدث فى أرجاء البلاد.
فالمصريون يتسمون بخصال لا تتبدل ووعى لا ينهزم ويتمتعون بمنهج المكاشفة، وجينات العدل والنقد، والقدرة على تتبع أحداث الأمس واليوم واستشراف الغد.
فهذه الأخلاق التى كانت ولا زالت بلا مراء أقوى مما عرف عن المجتمع المصرى، فى ذلك العهد، والعهد السابق من خفض الجناح، والصبر على الضيم والخضوع للحكام، وليس بخاف عنا سطوة الحس، والوعى الشعبى كسلطان سياسى لمراقبة الحاكم، ونزوع إلى الحرية والعدل والكرامة.
واتصاف الشعب المصرى بالأخلاق العالية، وتعاليه عن الصغائر بروح العزة والشهامة، ومحاربة روح الذلة والاستكانة، مقدمات لثورة الشعب أسست لمدرسة ثورية أخلاقية، رفعت من مستوى النفوس فى مصر، وأعلت صوت الضمير، وكانت لها من إثر على الدول المجاورة من خوف لدور مصرى جديد له سطوة سياسية، ودور إقليمى تخاف منه دول عدة، ومن العوامل الفعالة للتحول الذى بدا على مصر، وانتقالها من حالة الخضوع والاستكانة إلى التطلع للحرية والتبرم بنظام الحكم القديم ومساوئه، والسخط على من يمتهن كرامة المصريين.
نحتاج إلى الاطمئنان لسيادة القانون وهو نصف الدواء، ونحتاج إلى صبر على مؤسسات الدولة فى ذلك المخاض، والتحول لأنظمة تعالج وتؤسس لفكر جديد، وشفاء من أوجاع الماضى، وانحسار للظلم، ورسو عدل يؤسس لحرية المواطن المصرى.
