أكد الدكتور كمال حبيب الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن حالة الاستقطاب السائدة بين الإسلاميين والليبراليين فى العالم العربى، عبارة عن صراع على السلطة.
وقال حبيب المتخصص، على هامش مشاركته بالمؤتمر العربى التركى للعلوم الاجتماعية، المنعقد فى اسطنبول، إن صعود الظاهرة الإسلامية أصبح محور اهتمام مراكز البحوث، أكثر من أى وقت مضى، لأن الإسلاميين وصلوا إلى سدة الحكم.
وأوضح حبيب أن حالة من الاستقطاب الحاد احتدمت بين الإسلاميين والليبراليين فى العالم العربى، بعد وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، عازياً أسباب الاستقطاب إلى الصراع على السلطة، مبيناً أن التيارين الإسلامى والليبرالى، يحملان فكرة السلطة، كفكرة أساسية، وأن الإسلاميين سبقوا الليبراليين إليها.
وبيّن حبيب أن الخصم المشترك المتمثل فى النظام المصرى السابق، هو الذى وحّد التيارين اللإسلامى والليبرالى فى مصر لفترة، مفسراً أن النظام السابق كان يسمح لكل تيار أن يعارضه بمفرده، لكنه حال دون وحدة هذين التيارين.
وأوضح حبيب أن الثورة المصرية كشفت أن الحالة الإسلامية ليست كتلة واحدة، بل متنوعة، مشيراً إلى أنه لا يمكن منع هذا التنوع، وإنما بالإمكان إدارته، كما بّين أن هذا التنوع ينسحب على الحالة الليبرالية أيضاً، لافتاً إلى أن الشعب المصرى عقد آمالاً كبيرة، على الثورة، ورفع من سقف توقعاته بالإصلاح الاقتصادى الاجتماعى.
وفى سياق آخر، وصف حبيب التطور السياسى فى تركيا، بأنه استثناء خاص بها، ولا ينطبق على الحالة العربية، مشيراً أن النموذج السياسى التركى اتسم بما أسماه بـ"الإسلام المشارك"، والذى لا توجد فيه نزعات وجود دولة موازية، أو تكفير الدولة، مبيناً أنه يختلف عن ما أسماه بـ"الإسلام المواجه"، السائد فى العالم العربى، مشيراً إلى أن حزب العدالة والتنمية التركى، استطاع أن يخلق توافق فى المجتمع التركى، وأن يقدم مظلة تحمل فكرة العدالة الاجتماعية، مما مكنه من جذب جمهور اليسار إليه، ومظلة أخرى تحمل فكرة الحرية، فجذبت إليه جمهور اليمين.
إلى ذلك شبه حبيب العلاقات العربية التركية، بمثلث قاعدته الإسلام، وضلعيه تركيا والعالم العربى، مشدداً على ضرورة تدعيم العلاقات الأكاديمية الثقافية التركية العربية، وخصوصاً من حيث التعلم المتبادل للغة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة