"جلوب أند ميل" الكندية: مرسى فشل كرئيس بعد تجاهله لقداس عيد القيامة.. وخلط الإسلاميين بين الدين والسياسة جعل مصر أسوأ من أفغانستان.. ومبارك كان يعتبر الطائفية "صداعا نصفيا" لا يمكنه التعامل معه

الثلاثاء، 07 مايو 2013 06:18 م
"جلوب أند ميل" الكندية: مرسى فشل كرئيس بعد تجاهله لقداس عيد القيامة.. وخلط الإسلاميين بين الدين والسياسة جعل مصر أسوأ من أفغانستان.. ومبارك كان يعتبر الطائفية "صداعا نصفيا" لا يمكنه التعامل معه الرئيس محمد مرسى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تناولت صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية الأوضاع السياسية الأخيرة التى تشهدها مصر، وقالت على صفحاتها إن الدكتور محمد مرسى فشل كرئيس بعد تجاهله لقداس عيد القيام، لافتاً إلى إنه يحتاج إلى تعلم دهاء "نتنياهو"، وأوضحت أن القائد الناجح يُبحر بين منافسيه لتحقيق التناغم فى المجتمع، مؤكدة خلط الإسلاميون بين الدين والسياسة جعل مصر أسوأ من أفغانستان. 

حيث قالت صحيفة "جلوب أند ميل" إنه بتجاهل الرئيس محمد مرسى وازدرائه بأقدس يوم لدى الأقباط، فشل فى مهمته كرئيس، فعلى الرغم من أن مرسى لديه فرصة تاريخية لإصلاح الخطاب الدينى ومواجهة التطرف وضمان المساواة والاحتفال بالتنوع، لكنه حتى الآن فشل فى اغتنام الفرصة.    

 وتحدثت نيرفانا محمود، المعلقة والمدونة المصرية البريطانية، فى مقالها بالصحيفة الكندية، عن المشهد داخل الكاتدرائية المرقسية خلال قداس عيد القيامة حيث حضر العديد من المسلمين من مختلف قادة أحزاب المعارضة وغيرهم من الفنانين والممثلين عن أجهزة الدولة، بينما غاب مرسى ورئيس الوزراء هشام قنديل، وعلاوة عليها فإنهما اكتفيا بإرسال ممثل رمزى ذى مستوى منخفض.

وأشارت إلى أن العديد من الأصوات فى مصر ضغطت على الرئيس لحضور قداس العيد كمبادرة لدعم الأقباط، خاصة بعد الاعتداء العنيف الذى استهدف الكاتدرائية أوائل الشهر الماضى، وهو الأول فى تاريخ مصر، لكن للأسف قرر مرسى، الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، تجاهل الأقباط، الذين يشكلون أكثر من 10% من الشعب المصرى.

وقد شهدت مسألة تهنئة الأقباط، جدلا واسعا بين الإسلاميين، وعلى الرغم من أنها تبدو مسألة تافهة، لكن مع صعود التيار الإسلامى للسلطة فإنهم دفعوا بالأمور الدينية على خط الصدع السياسى وإثارة الطائفية الآخذة فى التزايد داخل مجتمع كان يعرف بالوئام والتسامح.

ورغم عدم اعتراف المسلمين بصلب المسيح وقيامته، لكن بالنسبة لأغلب المسلمين فى مصر وبينهم المفتى، فإن تهنئة الأقباط بعيد القيامة ومشاركتهم الاحتفال هو تقليد ومبادرات جيدة نحو الأخوة والشراكة فى وطن واحد، وهو ما يتعارض مع وجهات نظر الإسلاميين.

وتقول "الصحيفة" أن الإسلام السياسى يهدف أكثر للهيمنة من المشاركة ويرى الحقوق النسبية بدلا من المساواة فى الحقوق، فمن الجانب الدينى يعتبر الإسلاميين أن تهنئة الأقباط بعيد القيامة هو اعتراف ضمنى بما لا يؤمنون به، لكن من الناحية السياسية فإن وجهة نظر الإسلاميين، المشوهة للديمقراطية، تعتبر الأقليات أقل من أن يحصلوا على حقوق متساوية، وبعبارة أخرى، فإنهم يرون أن الأقليات هم من ينبغى عليهم تقديم الاحترام للأغلبية وتجنب انتقادهم.

وترى الكاتبة أن هذا الخلط "السخيف" بين الدين والسياسية، قاد مصر لتكون واحدة من أكثر البلدان انتهاكا للحرية الدينية فى العالم، وحتى أسوأ من أفغانستان، وتضيف أنه على مدار عقود، كانت الطائفية تختمر ببطء فى مصر، ومع ذلك لا يزال يتم بذل الجهود القليلة جدا لمعالجة جذور المشكلة.

وقد كان الرئيس السابق حسنى مبارك يعتبر الطائفية "صداعا نصفيا" لا يمكنه التعامل معه، لكن يمكن احتوائه، واستراتيجية الاحتواء هذه كانت عبارة عن خليط من الاسترضاء والقمع الدورى أو نوع من سياسة العصا والجزرة التى تم تطبيقها على كل من الإسلاميين والأقباط.

ولكى تتجنب مصير أنور السادات الذى أغتيل على يد الإسلاميين، اختار مبارك تجنب أى مواجهات مع الإسلام السياسى وأيديولوجيته، كما تجاهل تنامى الشبكات الاجتماعية للإسلاميين وهيمنتهم على الاتحادات والنقابات.. وبدلا من ذلك، فإنه ركز جهوده على سحق التمرد الإسلامى بقسوة لا هوادة فيها، وقام بحظر العديد من الجماعات الإسلامية كما منع أعضاءها من تقلد المناصب الحساسة داخل الجيش والشرطة والمناصب الوزارية.

وقد كان هذا هو ذات النهج الذى تعامل به مبارك مع الأقباط، فلقد سمح للكنيسة والبابا، بتأكيد الهوية القبطية بين المسيحيين وتوسيع الشبكات الاجتماعية الداعمة للكنيسة والسماح للكنيسة بالاحتفاظ بقوانينها الخاصة، حتى المتشددة منها، لكنه على الجانب الآخر، فإنه لم يقدم على تعديل القوانين التميزية التى تحظر بناء كنائس جديدة وكان يغض الطرف عن التمييز ضد الأقباط فى الخدمات العامة وفشل فى بعض الأحيان عن عمد، فى وقف حملة الكراهية التى أطلقها الإسلاميون ضد الأقباط. ففى الواقع، استخدم مبارك الإسلاميين كأداة لكسب ولاء البابا.

وعلى الرغم من التمييز ضد الأقباط، تقول الكاتبة، فإن الإسلاميين ينظرون إليهم باعتبارهم جماعة مميزة ودولة داخل دولة، مستشهدين بشكل مبالغ فيه، بالعلاقة المباشرة بين مبارك والبابا الراحل شنودة الثالث، وكذلك النجاح النسبى للأقباط فى الأعمال التجارية واتصالاتهم وعلاقاتهم بجماعات النفوذ فى أوروبا والولايات المتحدة.

وتابعت الصحيفة أن "الثورة المصرية" استطاعت سحب بساط القمع وسمحت لهذه الآراء الرجعية بالبث علنا، كما أنه مع صعود الإسلاميين للسلطة، وجد رجال الدين المتشددين الذين حرموا التهنئة بعيد القيامة قبل الثورة، أنه من الصعب ابتلاع هذه الآراء الآن.

وتؤكد الكاتبة أن الرئيس مرسى لديه الكثير ليتعلمه عن فن الجمباز السياسى، فربما ينبغى عليه أن يتعلم من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى استغل فرصة عيد "النبى شعيب" لاقتناص بعض النقاط السياسية وسط الطائفة الدرزية فى إسرائيل.

لكن حتى الآن، يبدو أن الرئيس مرسى عالقا بين المطرقة والسندان، فأى حل وسط مع الأقباط قد يستغله منافسوه الإسلاميين، وخاصة السلفيين.. لكن القائد المصرى الناجح هو ذلك الشخص الذى يظهر الدهاء والقدرة على الإبحار بين منافسيه لتحقيق التناغم فى المجتمع.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر البنا

صدق الكلمة والبرهان عليها يبين نجاح الرئيس / محمد مرسى .. لقد حقق فى 7 شهور انجاز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة