الحرام فى مصر..فتاوى تحرم شم النسيم وتهنئة المسيحيين.. وتحية العلم.. والنشيد الوطنى.. وبعض شيوخ التطرف حرموا المصايف والشواطئ ومداعبة الأزواج وجلوس المرأة على الكرسى

السبت، 04 مايو 2013 09:14 ص
الحرام فى مصر..فتاوى تحرم شم النسيم وتهنئة المسيحيين.. وتحية العلم.. والنشيد الوطنى.. وبعض شيوخ التطرف حرموا المصايف والشواطئ ومداعبة الأزواج وجلوس المرأة على الكرسى الشيخ وجدى غنيم والشيخ ياسر برهامى وابو إسلام
كتب محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معذور المواطن المصرى، كل الأشياء من حوله أصبحت قابلة للانفجار فى وجهه، أصبح يعيش فى قلب حقل من الألغام، يتحسس خطواته فى حذر يسرق منه ضحكته وراحة باله وحقه الإنسانى فى حياة هادئة وأوقات فراغ يستمتع خلالها بالتفكير والتخطيط للمستقبل.

معذور المواطن المصرى يسير وبداخل قلبه وعقله يقين راسخ بأن خطوته القادمة إن نجت من أفخاخ الانفلات الأمنى، فلن تنجو من قنبلة اقتصادية تحول أسرته إلى أشلاء، وإن نجا من الأولى والثانية فلن ينجو أبدا من انفجار لغم قرار سياسى غير حكيم من رئيس غير مسؤول ولا يعرف للاتزان النفسى والعقلى معنى، وإن نجا من الأولى والثانية والثالثة فلن ينجو من انفجار لغم غباء أهل السلطة فى وجهه وفى وجه مستقبله بقرار مثل الصكوك أو الاقتراض الخارجى، وإن تحسس المصرى خطواته وأفلح ببركة المولى عز وجل فى تجاوز الأولى والثانية والثالثة والرابعة، فهو بكل تأكيد ضحية اللغم الأكبر والأخطر.. لغم التحريم.
التحريم وما أدراك ما التحريم.. هذه السحابة السوداء التى أصبحت تظلل كل بقاع تحركاتك وحياتك على أرض مصر منذ أن تخيل هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم فى أثواب رجال الدين أن السلطة قد دنت وتدلت وتهادت بين أيديهم التى كانت مغلولة من قبل بكلابشات الخوف من أمن الدولة، وانطلقوا لا للإصلاح أو المساهمة فى نشر خطاب دينى مختلف يحرص على لم شمل الوطن الممزق، بل نحو إشهار سلاح التحريم على كل صغيرة وكبيرة وكل شهيق وزفير يخص الأراضى المصرية والمواطن المصرى بكل أنواعه.

شهوة ما بعدها شهوة انطلقت دون ضابط أو رابط لتحرم هذا، وتفتى بعدم جواز ذلك، وبحرمانية تلك، وعدم مشروعية الفعل الفلانى، أو الإقرار بأن هذا إثم وهذه فى النار، وبعض من هؤلاء مهدور دمهم، والابتسامة فى وجه أولئك تأخذك إلى جهنم.

حينما أحدثك عن فتاوى التشدد والغلو والتطرف، عن ثقافة التحريم التى تتسرب وتتوغل وتنتشر فى مجتمعنا وفى أرضنا وتحتل الكثير من مساحات الحركة فى أيامنا، فأنا لا أدعوك إلى جدل فقهى أو بحثى فى مسألة دينية، أنا فقط أختبر معك نوعا آخر من النقاش يخص التوقيت الصعب والظروف القاسية والمرتبكة التى نعيشها ولا يشعر بها شيوخ التطرف والغلو ويخلطون الأولويات فيتركون ظلم الحكام وفسادهم وجوع الأطفال وتشردهم ويهرولون نحو تحريم أعياد ميلادك وعيد أمهاتك وتهانى إخوانك فى الوطن وغيرها من التفاصيل الحياتية الصغيرة والبسيطة التى تمارسها يوميا وأنت ترفع شعار طلب الستر والبركة من الله.
باب الحرام الذى فتحه شيوخ التطرف علينا وسمحوا لريح التخلف والقتل والتعصب والكره بأن تمر من خلاله وصل بنا إلى حيث تحريم إلقاء التهنئة على أخيك وجارك وشريك عملك وهمومك فى يوم عيده وفرحته فقط لأنه مسيحى الديانة مثلما فعل الدكتور عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، المعروف بـ«مفتى الإخوان»، وأفتى بأنه لا يجوز تهنئة الأقباط بعيد القيامة قائلاً: «إن عيد القيامة يخالف عقيدة المسلمين لأن المسيح عيسى «عليه السلام» لم يمت ولم يصلب، لذلك لا نهنئهم بشىء لا نعتقده، أما الأعياد التى لا تصادم عقيدة المسلمين مثل عيد الميلاد فيجوز تهنئتهم بها». شهوة التحريم عند عبدالبر كانت موجودة بمستوى أعلى عند الجبهة السلفية التى أعلنت قبل أيام من عيد القيامة فتوى أخرى تقول فيها إنه لا يجوز تهنئة الأقباط بأعيادهم الدينية، واصفة من يذهب من المسلمين إلى الكنائس لتهنئتهم بأعيادهم الدينية بأنه «آثم»، وهى نفس الفتوى التى خرجت من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وقالوا من خلالها «مشاركة وتهنئة النصارى وأهل الملل فى المناسبات الدينية التى هى من أخص ما تتمايز به الشرائع غير محللة باتفاق الأصـل»، وتتماشى تلك الفتوى مع ما ذهب إليه الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ مفتى السعودية، الذى قال فى فتوى له: «إن مشاركة غير المسلمين فى أعيادهم الدينية محرم بإجماع علماء الأمة جميعاً، مبيناً أن الخلاف ورد فى تهنئتهم فى أعيادهم غير الدينية فقط».

تحريم تهنئة الأقباط بعيدهم واعتبار من يفعل ذلك آثما فتح الباب لتحريم آخر خاص بعدم جواز احتفال المسلمين بأعياد شم النسيم بل وحض المسلمين على منع مشاركة الآخرين بهذه الاحتفالات، وفى هذا الخصوص ومن على موقع صيد الفوائد يقول الشيخ محمد بن إبراهيم أنه لا يجوز الاحتفال بشم النسيم، أو مشاركة المحتفلين به فى احتفالهم، أو حضور الاحتفال به؛ وذلك لما فيه من التشبه بالفراعنة الوثنيين ثم باليهود والنصارى، والتشبه بهم فيما يخصهم محرم فكيف بالتشبه بهم فى شعائرهم؟! كما يجب على المسلم عدم إعانة من يحتفل به من الكفار أقباطاً كانوا أم يهوداً أم غيرهم بأى نوع من أنواع الإعانة، كالإهداء لهم، أو الإعلان عن وقت هذا العيد أو مراسيمه أو مكان الاحتفال به، أو إعارة ما يعين على إقامته، أو بيع ذلك لهم، فكل ذلك محرم؛ لأن فيه إعانة على ظهور شعائر الكفر وإعلانها، فمن أعانهم على ذلك فكأنه يقرهم عليه، ولهذا حرم ذلك كله.

ولا يجوز للتجار المصريين من المسلمين أو فى أى بلاد يحتفل فيها بشم النسيم أن يتاجروا بالهدايا الخاصة بهذا العيد من بيض منقوش، أو مصبوغ مخصص لهذا العيد، أو سمك مملح لأجله، أو بطاقات تهنئة به، أو غير ذلك مما هو مختص به؛ لأن المتاجرة بذلك فيها إعانة على المنكر الذى لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها؛ لأن فى قبولها إقراراً لهذا العيد، ورضاً به.

الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية نزل على عقولنا بفتوى أخرى لتغلق كل الأبواب الممكنة حرم فيها تأجير الشواطئ السياحية يوم شم النسيم لتشابهه مع أعياد الكفار، ولما يتضمنه الشاطئ فى هذا اليوم من المنكرات وكشف العورات.

عيد الأم الذى لا يشمل أى احتفال أو رقص أو منكرات أى حفلات لم ينج هو الآخر من حملات التحريم والتكفير وخرج علينا عدد كبير من الشيوخ المتطرفين وأكدوا أن عيد الأم بدعة والاحتفال به حرام، وعلى موقع طريق الإسلام وموقع صيد الفوائد أفتى الدكتور محمد الخضيرى قائلا: «قد تابع جهلة هذه الأمة ومبتدعتها وزنادقتها الأمم السابقة من اليهود والنصارى والفرس فى عقائدهم ومناهجهم وأخلاقهم وهيئاتهم، ومنها الاحتفال بيوم عيد الأم الذى ابتدعه النصارى تكريما -فى زعمهم- للأم، فصار يوما معظما تعطل فيه الدوائر ويصل فيه الناس أمهاتهم ويبعثون لهن الهدايا والرسائل الرقيقة، عيد الأم هو من أعياد الجاهلية الحديثة التى لا يجوز بحال أن يشارك فيها المسلمون، وعلى هذا لا يجوز تقديم الهدايا للأم بهذه المناسبة.

ما نال عيد الأم من تحريم وتكفير من يحتفل به نال أيضاً عيد الحب، الذى ابتكره البشر لنشر التراحم بين البشر وبعضهم وإعلاء قيمة المشاعر على الماديات، فقال الشيخ «مصطفى العدوى»، عضو مجلس شورى العلماء، المحسوب على التيار السلفى، إنه «عيد مبتدع ويلوث بلاد المسلمين؛ ففيه ترتدى النسوة والشباب ملابس حمراء وغيرها من البدع والضلالات، وهو إحياء للشر والفساد فى النفوس»، وأكد العدوى، فى فتواه، أن «الأعياد يشرعها الله»، ولقد قال عز وجل: «وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا»، وبذلك فما غير عيدى الأضحى والفطر والجمعة، فهو مبتدع.

الشراهة التى أصابت شيوخ التحريم لم تمنع بعضهم بأن يفتى بحرمانية ممارسة الجنس بين الزوجين وهم عرايا تماما، ودفعت آخر لأن يفتى بحرمانية جلوس المرأة على الكرسى، ودفع آخر ثالث بأن يفتى بحرمانية قيادة المرأة للسيارة أو جلوس المرأة على الإنترنت بدون محرم، هذه الشراهة لم تتوقف عند الأحياء بل امتدت لتكسر حاجز قدسية الموتى وإجلالهم وظهر أحدهم وهو المدعو خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية وحرم الصلاة على اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات السابق قائلاً: «لا يجوز حضور جنازة عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق، أو الصلاة عليه»، مستدلا بقول الله تعالى «وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ»، وأضاف أن عمر سليمان يصنف على أنه من المجرمين والقوم الفاسقين، لافتا إلى أنه كان من جنود وأعوان مبارك الظالمين، الذين أفسدوا وأجرموا فى حق الوطن خلال 30 عامًا.

خالد سعيد لم يكن الأول والأخير الذى فعل ذلك فقد سبقه العديد من شيوخ التيار السلفى الذين رفضوا الترحم على البابا شنودة أو المشاركة فى جنازته أو حتى الوقوف دقيقة حدادا على روحه، وإذا كان ياسر برهامى أقل قسوة من غيره وأقر بأنه لا مانع من تقديم واجب العزاء فإنه عاد وحرم الترحم على البابا شنودة أو الاستغفار له أو لأى ميت على ديانة أخرى. ومن على موقع إسلام ويب فتوى أخرى تقول إنه إذا ثبت أن شخصا ما مشركا أو يهوديا أو نصرانيا أو غيرهم من ملل الكفر، وأنه مات على شركه وكفره من غير توبة، فإنه لا يجوز الترحم عليه ولا الدعاء له بعد موته، لأن الله تعالى قد قضى عليه بالخلود فى النار، والدعاء له بالرحمة طلب لتغيير قضاء الله المبرم الذى لا يغير ولا يبدل بالدعاء.
أصحاب الفتوى بتحريم الترحم على البابا شنودة أو غيره من إخوتنا الأقباط نسوا تماما أن شوارع مصر عودتنا على أنها قادرة على جمع كل المتضادات، وغسل كل الخصومات فى أوقات الحزن، عودتنا على أن كل الخلافات تتنحى جانبا، وتتلاشى تماما، حينما يقرر الحزن أن يزور البيوت، وفى الأوقات التى تنال المصائب الكبيرة من هذا الوطن، اعتدنا أن نجد الكتف فى الكتف، لا أن يظهر أحدهم ليحدد لنا الطريقة التى يجب أن نشاطر بها إخواننا فى الوطن أحزانهم.

المشاعر الإنسانية تتضافر وتتضامن بالكلمات التى تأتى من القلب إلى اللسان مباشرة، وبالأحضان وبالدموع، ولا يمكنها أن تفهم السبب وراء تحريم الحديث عن رحمة الله بشخص متوفى، الفطرة الإنسانية تعرف أن رحمة الله تسع كل شىء، وتعرف أن الرحمة بيد الخالق، يمنحها من يشاء، ويمنعها عمن يشاء، وما على الإنسان إلا الطلب، طلب الرحمة الربانية التى تقينا صعاب الانتقال إلى الحياة الآخرة، وتسهل على جميع الأخيار أيا كان دينهم، أو عقيدتهم أهوال ما بعد الموت.

الرحمة يا سيدى هى ألا تطلب منع الرحمة عن قلوب أخرى، مهما كانت جنسيتها أو ملتها، فتلك ممتلكات الله، يجود بها على من يشاء، ويمنعها عمن يشاء، لأنه هو سبحانه وتعالى الأعلم بما فى القلوب، وفى دواخل الأنفس.

ولأن شهوة التحريم أكبر من كل توقعاتنا، كان غريبا أن نسمع ونرى أعضاء سلفيين فى الجمعية التأسيسية التى وضعت الدستور المأسوف على حاله يرفضون الوقوف أثناء تحية العلم والنشيد الوطنى بل يجاهرون علنا بأن ذلك أمر من المحرمات ولا يجوز شرعا تحية العلم أو الوقوف أثناء النشيد الوطنى، حتى التحية العسكرية نهوا عنها واعتبروها فعلا من أفعال الحرام وفى ذلك صدرت عدة فتاوى منها فتوى تقول: «التحية العسكرية التى تكون بين الجنود بعضهم البعض، وتكون بالإشارة باليد»، هى تحية منهى عنها شرعاً، وإنما تحية المسلمين تكون بقول: السلام عليكم. روى الترمذى «695» عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الْإِشَارَةُ بِالْأَصَابِعِ، وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الْإِشَارَةُ بِالْأَكُفّ» وحسنه الألبانى فى صحيح الترمذى.

وعن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة» رواه النسائى «فى عمل اليوم والليلة» «340» وأبويعلى والطبرانى فى «الأوسط»، وقال الحافظ فى «الفتح» «11/12»: إسناده جيد، وحسنه الألبانى فى «السلسلة الصحيحة» «1783».
وأما تحية العلم فهى بدعة محدثة، لا يجوز المشاركة فيها، فى الجيش أو المدرسة أو غيرها كما بين أهل العلم.

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: هل يجوز الوقوف تعظيما لأى سلام وطنى أو علم وطنى؟

فأجابوا: لا يجوز للمسلم القيام إعظاماً لأى علم وطنى أو سلام وطنى، بل هو من البدع المنكرة التى لم تكن فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا فى عهد خلفائه الراشدين رضى الله عنهم، وهى منافية لكمال التوحيد الواجب وإخلاص التعظيم لله وحده، وذريعة إلى الشرك، وفيها مشابهة للكفار وتقليد لهم فى عاداتهم القبيحة ومجاراة لهم فى غلوهم فى رؤسائهم ومراسيمهم، وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم أو التشبه بهم.
وبالمثل أكد الدكتور عبدالآخر حماد، مفتى الجماعة الإسلامية أن الوقوف للسلام الوطنى وتحية العلم فيهما تعظيم لمن لا يرد الشرع بتعظيمها، فنحن أمرنا بتعظيم شرع الله وأمر رسوله «صلى الله عليه وسلم»، أما غير ذلك فليس لنا نقف معظمين لعلم أو لغيره، فالناس يقفون للعلم وقفة خاشعة كأنهم يصلون بل أكثر من ذلك. وبالنسبة للسلام الوطنى، أضاف حماد، أن السلام الوطنى فيه موسيقى وأجمع الأئمة الأربعة فى الإسلام على تحريمها، كما أن كل السلف قد أجمعوا على أن مجموعة من الأمور منهى عنها ومنها الموسيقى.
وحتى تكتمل مظومة التحريم لا بد أن تعرف أن فتاوى عديدة صدرت لتحرم العمل فى السياحة، لأن الآثار الفرعونية التى يصبو إليها سائحو الغرب، رحلة تتخللها محظورات شرعية كثيرة: منها: زيارة ديار الهالكين من الظالمين سواء فى منطقة الأهرامات، أو معبد أبوسمبل أو الكرنك أو غيرها، وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن دخول ديارهم إلا خائفين باكين ولكن زائرى هذه الأماكن تكون لغتهم فى التعريف بهذه الآثار هى غالباً لغة التعظيم والإكبار والإعجاب، ومن المعلوم أن ذلك مما يتنافى مع عقيدة الولاء والبراء، التى هى أصل من أصول عقيدة الإسلام. وفى موقع «طريق السلف» فتوى أخرى تقول «لا يجوز العمل فى هذا المجال حيث إن السياح يأتون للمنكرات من ملاه ليلية وزيارة معابد الكفار غير العظة وفعل الفواحش والمنكرات، ولا دين لهم يحجزهم عن الفجور».

أما فيما يخص أمور السياسة فهناك عشرات الفتاوى التى ترى الديمقراطية كفرا والانتخابات حرام، والمظاهرات والخروج على الحاكم من المحرمات الكبرى، وفى ذلك هناك فتوى تقول: الإصلاح والنصيحة لا تكون بالمظاهرات وهذا ما قرره علماء البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، كما نحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية، لأن الأمة جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح، وفى فتوى أخرى عن الشيخ «ابن باز» قال إن المظاهرات والمسيرات والهتافات ليست طريق الإصلاح لأن النبى -عليه السلام- مكث ثلاثة عشر عاماً فى مكة ولم يقم بمظاهرات أو مسيرات، وفى مصر قال عبدالمنعم الشحات إن الديمقراطية كفر، وقال شيوخ السلف إن الانتخابات حرام ولكن المشاركة بها هذه الفترة وسيلة لتمكين الإسلاميين، ثم خرج علينا، محمود عامر القيادى بالتيار السلفى ليؤكد حرمانية التصويت فى الانتخابات البرلمانية بشكل عام، معتبراً أن من يصوت لصالح أحد المرشحين هو آثم، وخائن للأمانة.، ثم عاد وجدد فتاوى بعدم حرمة التصويت لليبرالى والعلمانى والقبطى والمسلم الذى لا يصلى، وقال «التصويت لهؤلاء حرام شرعاً، ومن يفعل ذلك فقد ارتكب إثما كبيرا، وتجب عليه الكفارة»، وفى الفترة نفسها خلال الانتخابات البرلمانية الماضية أيضاً أفتى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين أحمدى قاسم، وكان أحد المرشحين فى الفيوم، خلال لقاء انتخابى بأن الانضمام لحزب الحرية والعدالة ما هو إلا صورة من صور العبادة والتقرب إلى الله فى خدمة الشعب المصرى.

ولأن شهوة التحريم تحتاج إلى سلاح مواجهة فدعنى أنقل إليه تلك الرؤية المغايرة التى طرحها الداعية الإسلامى الحبيب الجفرى لمواجهة الخطاب الدينى المتشدد والمتطرف وشهوة التحريم التى تسيطر على رجال الدين وعلى أغلب العقول، كيف تحول شهوة التحريم هذه؟، وكيف تجعل من الدين أداة انطلاق لا ماكينة تعطيل؟، وكيف تجعل من كلمة التحريم المبغوضة المكروهة سبيلا للنجاة والمحبة؟.. اقرأ التالى من الكلام.

- تخلفنا عن ركب التطور الصناعى والتقنى حرام.. لأنه صار ذريعة إلى استتباعنا علمياً وعملياً وفكرياً.

- التخلف عن تطوير الإنتاج الزراعى علمياً وعملياً.. حرام لأنه صار ذريعة إلى فقد استقلالية القرار.

- تخلفنا عن التخطيط الاستراتيجى والدراسات المستقبلية حرام.. لأنه صار ذريعة لفقدنا للمبادرة واكتفائنا بردود الأفعال.

- تخلفنا عن تجديد علم الكلام والفلسفة حرام.. لأنه صار ذريعة إلى تشتيت بعض مثقفينا فى الفلسفة الحديثة دون مرتكز.

- اعتمادنا منهج حماية الفكر والأخلاق بالمنع والحجر حرام.. لأنه صار ذريعة إلى خسارة أبنائنا فى عصر الفضاء المفتوح وموهما بعجز الشريعة الغراء عن استيعاب المستجدات.

- تخلفنا عن تطوير رؤية اقتصادية جادة حرام.. لأنه صار ذريعة إلى حبسنا فى خانة المستهلك فى ظل العولمة الاقتصادية.

- الاعتداء على نعمة تعدد المفاهيم فى النص المعصوم حرام.. لأنه صار ذريعة إلى نفور الناس عن الشريعة السمحة.

- جعل الدين أداة ضمن أدوات اللعبة السياسية حرام.. لأنه ذريعة إلى زعزعة إيمان الجيل.

- دعم توجه دينى لضرب آخر ضمن لعبة التوازنات السياسية، حرام.. لأنه ذريعة إلى فقد الثقة فى الدين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح

للاسف

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم الوكيل

الجهل بالشئ لا يستدعي إنكاره

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

التطرف موجود فى كل مكان

عدد الردود 0

بواسطة:

ايوب

انهم يعيشون خارج العصر بجهلهم وتعصبهم - اهملوهم

عدد الردود 0

بواسطة:

sam

ما راى هؤلاء الافاضل فى عيد العمال

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى مسلم مسيحي يهودي ولافخر

شم النسيم ويوم شهداء اول رسالة سماوية

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد على

للأسف

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حافظ

مجهود رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرامي

سمك لبن تمر هندي

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد قناوي

اتق الله ياصاحب المقال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة